يتجول الفتى عُديّ سليمان في أرجاء المكتبة الشعبية في النّاصرة باحثًا عن مقصدهِ من لوازم المدرسة وحاجياته القرطاسيّة، تحضيرًا للصف التاسع الذي سيترفّع إليه، في بداية الشهر المقبل، ويتحدث مرحًا 'اشتريتُ الحقيبة والأقلام وجميع اللوازم كي أكون جاهزًا في بداية العام الدراسيّ دون عوائق'.

 


عُديّ طالب عربيّ واحد من مجمل الطلاب العرب الذين سيفتتحون سنتهم الدراسيّة قريبًا، ومع صعوبات افتتاح السنة الدراسيّة، والظروف الاقتصاديّة الصعبة، يبدأ التساؤل من هنا حول صعوبات افتتاح السنة الدراسية، كيفية سيرها، وما هي المواضيع المرافقة لها.

تجهيزات

 يشير رئيس بلديّة الناصرة، علي سلام، إلى أنّ أشهر العطلة الصيفية تعتبر أشهر تحضيريّة في المدارس تقوم من خلالها البلدية بعدة تغييرات وتجهيزات في المدارس والحضانات وجميع المراكز التابعة لبلدية الناصرة، وهناك مدارس جرى إضافة أجنحة جديدة عليها، وأخرى تمت تقويتها ضد الهزات الأرضية، مؤكدًا على مهنية الكادر الذي يعتني بهذه الأمور.

ومن المدارس التي شملت التجهيزات 'مدرسة الحكمة الثانوية، مدرسة الشرق، الزهراء، الكروم، عمر بن الخطاب..'، ويتابع أنّ المدارس جاهزة على أتمّ وجه لاستقبال الطلاب، بالإضافة إلى أنّ الشوارع المحاذية للمدارس ستكون جاهزة مع افتتاح السنة الدراسية للحفاظ على سلامة الطلاب، فجرى إضافة ممرات المشاة والأرصفة في بعض الأماكن.

 أما مديرة مدرسة القسطل في مدينة النّاصرة، سيرين مجلي كنانة، فتتحدث عن تحضيرات المدرسة بثلاثة مجالات مختلفة، لافتتاح السنة الدراسية، أولها المجال التنظيمي كتحضير برنامج المدرسة، برنامج المعلمين والصفوف، وهي تعمل جاهدة لأن يكون كل شيء جاهز، وأن يحصل كل معلم على برنامجه، في اليوم التحضيري الذي يسبق افتتاح السنة الدراسية، متابعةً أنّ التحضيرات غير المكتملة قبل افتتاح السنة الدراسية قد تسبب بلبلة بعد افتتاح السنة الدراسية.

وأضافت أن 'المجال الثاني في هذه التحضيرات فهي التربية والتعليم، وتحضير خطة عمل لأهداف تتلاءم مع وزارة المعارف ومدينة الناصرة، والمجال الثالث هو كل ما بتعلق بالمبنى الفيزيائي، ذي أهمية في هذه الفترة لافتتاح سنة دراسية دون أي عائق،  كتجهيز الصفوف، الطاولات والمقاعد، دهان، افتتاح غرف، مما يعني أن هناك عمّال من عدة مجالات تعمل الآن لتجهيز المدرسة'.

نفاذ الجيوب

 تشير المعطيات وفقا للجنة المتابعة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنفق ما متوسطه 192$ سنويا على كل طالب عربي بينما 1100$ على كل طالب يهودي.

ويقول المواطن ميشيل كتّورة، إنه أنهى شراء مستلزمات أبنائه، لكنه يرى صعوبة في الوضع الاقتصاديّ كأب لثلاثة أبناء، يعاني من مصروفات كثيرة، مشيرًا إلى أهمية التعليم هي كبيرة ويحاول قدر استطاعته أن يبذل قصارى جهده كي يعلّم أبناءه، خاصةً وأنّ أبناءه في مدارس أهليّة يُحتمل أن تزيد رسوم القسط السنوي إلى أكثر من 4400 شيقل لكل طالب بسبب الأزمة التي تعاني منها المدارس الأهليّة.

ويتابع أنّ الميزانيات التي تُصرف على المدارس تؤثر بشكل كبير على الميزانية الاقتصاديّة للعائلة، على مدار السنة بأكملها وليس فقط شهرين، فالراتب ليس كبيرا، وهناك مصروفات للعائلة كثيرة، بالإضافة إلى المخيمات الصيفيّة والأعراس، فالأبناء اليوم يتطلبون أكثر من السابق بسبب تغيّر ظروف الحياة والتطور التكنولوجيّ.

وعن التحضيرات تفيد المواطنة في قرية المشهد راغدة عرفات، وهي أم لخمسة أبناء، أنّ التحضيرات واضحة أمامها من خلال قائمة الكتب، الحقائب والمواد القرطاسيّة، ولكن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد صعبة، مشيرةً إلى أن الحل يكمن في معرفة الإنسان إلى التوجه للعنوان الصحيح والشراء منه، فهناك الكثير من الاستغلال في المحلات التجاريّة.

اختلاف النظام

وينوّه كتّورة أن هناك اختلاف كبير في الحياة المدرسيّة والعطلة الصيفيّة، إذ يجب تهيئة نفسية الطلاب لهذا التغيير، ففي العطلة هم أحرار، يتنزهون، يسبحون، يلعبون، ويفعلون ما شاؤوا، لكن دخولهم لمقاعد الدراسة ستختلف حياتهم كلياً.

وفي هذا السياق تقول مجلي كنانة 'نحن نتفهم رجوع الطلاب من عطلة، سواء سافروا، تنزهوا، أو حتى جلسوا بالبيت لديهم وقت حر يمتلكونه ويفعلون به ما شاؤوا، والالتزام من جديد بالمدرسة أمر ليس بالهيّن على الطلاب، ولذلك نحاول أن ندمج الطلاب في الجو التعليمي، عن طريق لقاءات مع مربي الصف تكون حصتين على مدار الأسبوع الأول، وهي غير تعليميّة، بل حوارية للمستوى الشعوريّة، الاجتماعيّة، والتنظيميّة، وبهم فعاليّات تكسر الجليد بين الطلاب، وتعبير الطالب عن رأيه ومشاعره.

وتضيف مجلي كنانة أنّه يتم تمرير دستور المدرسة، الذي تم وضعه بالتعاون مع المعلمين، الطلاب والأهالي، كي يكون مُلزم لجميع طلاب المدرسة، ومن هنا يتم تعريف الطالب على القواعد السلوكيّة والنظاميّة التي يجب اتباعها، من أجل العمل بها، مؤكدةً على راحة الطالب التي من خلالها فقط يمكنه أن ينجح، وذلك لتحقيق شعار المدرسة 'نحو النجاح بسعادة'.

أي شركة؟

تقول عرفات أنّ أهم شيء في الحقيبة أن تكون مريحة، وأمينة، وذات جودة عالية، كي لا تسبب أي ضرر للظهر، ولكن العاملة في متجر أبو جابر للحقائب، سوار خطيب، تفيد أنّ الأغلبية من المشترين يقدمون على شراء منتوجات تحمل اسم الشركات البارزة في هذا المجال، وهو أمر لا ينفعهم فالشركات المعروفة التي يتم شراؤها، هي اسم فقط،.

ومن جهتهِ يرى بائع الحقائب، رمزي رضا، أنّ التحضيرات تبدأ في أواخر العطلة الصيفيّة، وبشكل خاص قبل بدء المدرسة بأيام قليلة، وعن الحقائب المدرسيّة يقول إنه 'في الصفوف الابتدائية أهم ما يتوخاه الأهل عند انتقاء الحقيبة هو أن تكون مريحة، أما من هم أكبر بقليل فيطلبون حقائب لشركات معروفة مثل 'أديداس' و'نايك' وغيرها من الشركات ذات الصيت اللامع، مع العلم أنها غير صحية جسديًا، وبها فقط جيب واحد، ولا تكفي للكتب، ولكنها مطلوبة جدًا'.