يُؤثر تركيز المجتمع على نهاية المرحلة الثانوية، وانتظار نتائج الامتحانات النهائية على الطلاب في هذه المرحلة، حيث يشعر الطالب بأنه تحت عبء ثقيل، يجعله يشعر بالارتباك في هذه الفترة الدراسية، بسبب الضغط الاجتماعي الكبير الذي قد يتسبب بتخوفات من عدم اجتيازه هذه المرحلة بنجاح.

'عرب 48' يسلط الضوء على أهمية مرحلة الثاني عشر على مستقبل الطالب، من خلال النصائح التربوية التي يقدمها مدير مدرسة د. هشام أبو رومي الثانوية في طمرة، المربي يزيد عواد، بالإضافة إلى الآليات التربوية التي ينصح باتباعها المستشار والأخصائي التربوي ماهر أبو الهيجاء من طمرة.

تسلل مشاعر القلق والتوتر إلى طلبة الثانوية العامة

يحذر الأستاذ يزيد عواد من تسلل مشاعر القلق والتوتر إلى طلبة الثانوية العامة خاصة والطلاب في صفوف الثواني عشر خاصة، لافتا إلى أن تفاقم شعور الطلاب بعدم الثقة خلال هذه الفترة، بسبب الضغط الاجتماعي الكبير الذي يشعرون به سيكون عائقا أمام اجتيازهم هذه المرحلة بنجاح.

ودعا ذوي الطلبة إلى تعزيز ثقة أبنائهم بأنفسهم، وعدم المبالغة في التوقعات، حتى لا يتحول الحثّ على الدراسة إلى وسيلة للضغط. كما ودعا الطلاب إلى الهدوء والتركيز والثقة بالنفس.

وتوجه للأهل وحثهم على التواصل الدائم مع المدرسة لمعرفة وضع ابنهم التعليمي ومستواه التحصيلي بشكل دائم منذ بداية السنة الدراسية، حتى يصل الطالب إلى فترة الامتحانات النهائية (البجروت) جاهزا، وأن يكون التواصل مع مربي الصف ومركز الطبقة مع إدارة المدرسة بالإضافة إلى قسم الاستشارة، والأهم أن يتواصل الأهل مع ابنهم والجلوس معه سماعه والتحدث إليه حول الصعوبات التي تواجهه، فالإصغاء إلى الابن من قبل الأهل يعتبر بمثابة الدعم الذي سيعزز من ثقته بنفسه وبقرراته.

اتباع سياسة الباب المفتوح مع الطالب

وأضاف المربي عواد أنه 'يجب التواصل مع المدرسة ومع الابن لمعرفة وضع الطالب من الجانب الاجتماعي، وفي هذه الفترة يشكل الطلاب مجموعة الأصدقاء التي تؤثر بشكل كبير على الابن، فعلى الأهل معرفة من هم أصدقاء ابنهم، كذلك التواصل مع إدارة المدرسة لمعرفة هل الابن يقوم بواجباته المدرسية أم لا؟ كذلك التحقق من علاقة الطالب مع المعلمين والطلاب في المدرسة، لأن العلاقة الاجتماعية تؤثر كذلك على نفسية الطالب'.

وأوضح أنه على 'المعلمين اليوم اتباع سياسة الباب المفتوح مع الطالب، هذه هي السياسة الصحيحة للإصغاء للطلاب وقضاياهم، فمن واجب المدرسة التي تمتلك الأدوات المخصصة لدعم الطالب وتضم طاقما خاصا للاهتمام بشؤون الطلبة مثل تعيين قسم استشارة وأخصائي نفسي وغيرهم، فمن واجب المدرسة أن تسير مع الطالب في مسارين الأول تجهيزه على المستوى التعليمي حتى يحقق نجاحا باهرا، والمسار الثاني تزويده بآليات ودعمه حتى يخرج من المدرسة جاهزا للانخراط في الحياة العملية من حيث اختيار المهنة والانضمام لمؤسسة أكاديمية والاندماج في سوق العمل'.

محاور ضغط متعددة تواجه الطالب

ومن جانبه أشار المستشار التربوي ماهر أبو الهيجاء من طمرة إلى 'أهمية التكاتف بين المدرسة والأهل والطالب في مرحلة الثاني عشر لأهمية هذه المرحلة على حياة الطالب، بحيث تعتبر مرحلة مفصلية في حياته'.

 وقال إن 'الطالب يتعرض إلى عدة ضغوطات في صف الثاني عشر وخاصة في محورين أساسيين الأول: التوتر بسبب اجتهاد الطالب لتحقيق نتائج عالية في امتحانات البجروت ودراسة البسيخومتري التي كذلك تعتبر عائقا كبيرا أمام الطلاب، والمحور الثاني الضغط في تفكير الطالب لاتخاذ القرار اللازم من حيث اختياره لمهنته المستقبلية وموضوع تعليمه المستقبلي، فغالبا ما يحتار الطالب بين الموضوع الذي يرغب بدراسته وبين ما يرغب الأهل أن يدرسه، والحيرة بين الدراسة في الجامعات المحلية أم خارج البلاد'.

نصائح وآليات عمل لدعم الطالب في الصف الثاني عشر

يقترح الأخصائي التربوي أبو الهيجاء آليات عمل على المدرسة الأهل والطالب التي يجب اتباعها في مرحلة صف الثاني عشر من ضمنها أن 'تقوم المدرسة بتوفير الساعات اللازمة وتجهيز أرضية خصبة للطلاب حتى يتمكنوا بتحقيق معدلات عالية في نتائج الامتحانات النهائية، كما تقوم غالبية المدارس منذ نهاية المرحلة الإعدادية بالبدء في مسار يُعرف الطالب على الكليات والجامعات الأكاديمية ومواضيع الدراسة حتى يصل المرحلة النهائية في المدرسة الثانوية بقرار واضح حول موضوع الدراسة والمهنة المستقبلية، ذلك أنه وللأسف تشير معطيات أخيرة إلى أن 40% من الطلاب الأكاديميين العرب يغيرون مسار تعليمهم في المرحلة الجامعة واختيار مسار تعليمي أو موضوع تعليمي مختلف لعدم إدراكهم الكافي ما هو الموضوع الملائم لقدراتهم ورغباتهم'.

'إذا وُجد العزم وضح السبيل'

وأنهى حديثه بالقول 'أؤمن بمقولة بسيطة وسهلة 'إذا وُجد العزم وضح السبيل'، لتحقيق هذه المقولة يجب أن تكون شراكة وطيدة بين الأهل المدرسة والطالب لمساعدة الطالب في استيضاح سبيله المناسب في المسار التعليمي، ليضع العزم حتى يواصل المسير في هذا السبيل، إذا أنه بالإرادة والثقة بالنفس والتضحية بالوقت سيحقق الطالب مبتغاه'.