مر أكثر من ثلاثة شهور على انتخاب رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية النائب السابق محمد بركة، حيث يأمل الكثيرون أن تحدث هذه الخطوة تغييرات جذرية على أداء المتابعة وتطوير آليات عملها وتعزيز دورها الريادي في المجتمع العربي الفلسطيني بالداخل.

يعتقد البعض أن الحكم على الأداء وإحداث بدايات هذا التغيير لا زال مبكرا مع عدم إسقاط مهمة إعادة بناء اللجنة ووضع إستراتيجيات عمل موحدة وملزمة لكل مركبات اللجنة.

عمل جماعي

يرى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، أن إعادة البناء وإعادة هيكلة لجنة المتابعة هو من أهم شروط تنجيع العمل ورفع قضايانا إلى مستوى التحديات الكبرى. وقال عبد الفتاح لـ'عرب 48' إنه 'لا زال من المبكر جدا تقييم الوضع الجديد والحكم على أداء لجنة المتابعة، وذلك بعد مرور ما يزيد عن ثلاثة شهور على انتخاب الرئيس الجديد محمد بركة'.

وأضاف أنه 'قلنا أثناء التحضير للانتخابات موقفنا الراسخ وعرضنا رؤيتنا لبنية اللجنة وإستراتيجيتها المطلوبة من أجل النهوض بواقعها. وقلنا إن المسألة ليست شخصية فقط، بل مسألة برنامج ورؤية شاملة، هذه الرؤية متوفرة وموجودة لدى التجمع الوطني الديمقراطي وكان التجمع قد صاغها وبلورها على مدار السنوات الطويلة والترويج لها والعمل من أجل إعادة بنائها، وقلنا أيضا أنه لا أحد من المرشحين ولا الرئيس الحالي كان لديه رؤية متكاملة، وانجرفت الحملة الانتخابية إلى المسألة الشخصية فقط لا إلى الرؤية والبرنامج، لذلك يحتاج الرئيس الحالي إلى مدة أطول لبلورة الرؤية وإعادة البناء لإعادة هيكلة اللجنة ومأسستها وتفعيلها كما يجب، وعلى أية حال فنحن جميعا معنيون بعمل جماعي للدفع بمشروع مأسسة المتابعة لأن المخاطر التي تهددنا كبيرة وتزداد التحديات الكبيرة والخطيرة، ونحتاج إلى مستوى كبير من التعاون. ويمكن القول أن الموقف الجماعي الذي تمثل من حظر الحركة الإسلامية عكس موقفا وحدويا قويا وإن كان الآن يحتاج أكثر إلى فاعلية شعبية أوسع وأقوى'.

وأوضح أنه 'يجب أن يظهر التطور في الأداء خلال الشهور المقبلة وهي مهمة يتحملها بالأساس رئيس اللجنة الحالية وبالمرتبة الثانية كل مركب من مركبات لجنة المتابعة، ونحن نتطلع إلى أن يتحقق مشروع إعادة بناء اللجنة قريبا لمواجهة التحديات المتزايدة أمام عرب الداخل'.

إدخال شرائح جديدة

واعتبر بروفيسور مصطفى كبها أن لجنة المتابعة كانت في الفترة التي سبقت الانتخاب شبه مشلولة.
وقال لـ'عرب 48' إن 'الانتخاب هو بحد ذاته خطوة للأمام. من الصعب جدا تقييم فترة قصيرة، لكن نعتبر أن عملية الانتخاب بحد ذاتها هي خطوة أولى هامة على الطريق وتؤشر بشكل واضح على حرص الجميع باتجاه العمل الوحدوي'.

ورأى أن 'الأجواء التي سادت خلال إقامة القائمة المشتركة رغم بعض العقبات والشوائب انعكست إيجابا على لجنة المتابعة وساهمت لحد كبير في تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات المتابعة. رئيس اللجنة محمد بركة صاحب تجربة بالعمل السياسي وعلى الجميع أن يتعاون لاستكمال المشروع بإعادة هيكلة وبناء لجنة المتابعة'.

وأشار إلى أن 'ما عانته لجنة المتابعة سابقا من حالة شلل كان يحتاج إلى عمل هائل لانتشالها من حالة الترهل من خلال خطة عمل مدروسة ومشاركة متخصصين ومهنيين إذ لا شك أن هنالك ضرورة موضوعية تفرضها طبيعة التحديات المتزايدة، والابتعاد عن العمل الارتجالي إلى العمل المدروس والمنهجي، وتحتاج إعادة البناء أيضا إدخال شرائح جديدة من الأكاديميين والمتخصصين ومن مؤسسات العمل الأهلي، كما أن آليات العمل تحتاج إلى إعادة صياغة كاملة والابتعاد عن الارتجالية، وبالنسبة لمركبات المتابعة فهناك مركبات لم تعد لها قاعدة جماهيرية إذ أن هناك حاجة لإضافة الشرائح الجديدة المتخصصة التي تعتمد العمل المهني ولا يصح أن تكون أحزاب ليس لها قاعدة جماهيرية ممثلة في المتابعة بينما شرائح أكاديمية ومهنية هامة مغيبة عن مراكز التأثير ضمن إطار جامع قد تسهم في تعزيز مكانته وفاعليته ضمن تخصصاتها ومهنيتها لتنجيع العمل والاستفادة من هذه الطاقات والخبرات وهي كثيرة وكبيرة'.