يشمل موسم السباحة للعام الجاري 2016 كافة الأماكن المعدة لذلك بما فيها البرك العامة وشواطئ البلاد ومناطق الاستجمام المائية وغيرها.

ومن المتوقع أن يستمر موسم السباحة الحالي حتى 31.10.2016 ويبلغ عدد المواقع التي سمح فيها بممارسة السباحة نحو 143 من شواطئ ومناطق استجمام.

وقبيل الإعلان الرسمي عن افتتاح موسم السباحة، شهد هذا العام عدة حالات غرق ثلاث منها انتهت بالوفاة، إحداها لطفل عربي من بين الحالات الثلاث.

ضحايا الغرق العرب في عطلة عيد الفطر

لقي الطفل محمد شنك (8 سنوات) من بلدة بيت حنينا بعد ظهر أمس، الأحد، مصرعه بعد غرقه في بركة بأحد الفنادق في 'عين بوكيك'، بالقرب من البحر الميت، فيما لقي أحمد محمد أبو غليون (28 عامًا) من أم الفحم مصرعه مساء الخميس الماضي غرقا في شاطئ سدوت يام، وعثر صباح أول أمس، السبت، على جثة الشاب بديع أبو هدبة (23 عاما) من قرية ميسر في المثلث، والذي اختفت آثاره الجمعة بعد أن غرق في البحر قبالة شاطئ سدوت يام.

ودلت معطيات منظمة 'بطيرم' أنه سجلت في العام الماضي 49 حالة غرق في مختلف أماكن السباحة في البلاد، 11 حالة منها انتهت بالموت، نصفهم فتيان من المجتمع العربي.

وتبين أن عدد حالات الغرق في العام الماضي كان شبيها بعدد حالات الغرق للسنوات 2011 وحتى 2013، باستثناء عام 2014 والذي سجل ارتفاعا حادا في حالات الغرق والوفاة بسبب ذلك.

وبحسب المعطيات المذكورة، فإن 10 حالات من مجمل حالات الغرق التي شهدها العام الماضي قد وقعت في أماكن عامة للسباحة، وأن 5 من هذه الحالات كانت حالات وقعت في برك سباحة عامة.

الجدير ذكره أن معظم ضحايا الغرق هم من فئة الذكور، كما كان الحال في سنوات سابقة، بنسبة تقارب 82% مما يضعهم في مكانة الفئة الأكثر عرضة للإصابة والوفاة نتيجة الغرق.

وفيما يتعلق بضحايا الغرق في المجتمع العربي فإنه وبحسب المعطيات حوالي 45% من حالات الغرق حصدت ضحايا من المجتمع العربي بما يعادل 5 حالات من أصل 11 حالة مع العلم أن هذه النسبة أعلى بنحو 1.7 من نسبة الأولاد العرب في البلاد.

وحول ذلك أجرى موقع 'عرب 48' هذا اللقاء مع المنقذ عبد الرحمن أسدي من قرية دير الأسد:

*منذ متى بدأت مزاولة مهنة الإنقاذ؟ وأي حدث كان كان له الأثر البالغ خلال عملك كمنقذ؟

أسدي: أعمل كمنقذ منذ العام 1970 واكتسبت خبرة طويلة في هذا المجال، وكما تعلم فإن العمل مع الجمهور ليس سهلا وخاصة عندما تعمل في مجال حساس يتعلق بحياة وسلامة الناس. وظيفتي بالأساس ليس انتشال الضحايا بل منع الغرق، أذكر على سبيل مثال أنني قمت في إحدى الحالات بإنقاذ فتاة بعد أن تجاوزت الخط الأحمر المسموح بالوصول إليه ولم تتقيد بالتعليمات، كان الموج عاليا فاستعنا بقارب صغير لإنقاذها في محاولة خطيرة، كان علي أن أقفز عن القارب الصغير لتثبيته أمام شراسة الموج لنتمكن من رفعها على القارب وإجراء عملية إنعاش لها حتى تمكنا من إنقاذها وسط خطورة بالغة.

*من هي الفئات الأكثر عرضة للغرق والأقل تقيدا بالتعليمات وثقافة الأمان؟

أسدي: من المؤسف أن المتدينين من العرب واليهود هم الأكثر عرضة للغرق ولا يتمتعون بثقافة أمان، وهذا يعود لعدة أسباب منها جهل مجال الإبحار والسباحة وعدم التقيد بالتعليمات وخاصة من يأتون من منطقة الجنوب، فهناك اعتقاد أن المنقذ هو المسؤول علما أن المسؤول الأول يجب أن يكون الأهل، وللأسف الكثير من العائلات العربية تأتي للاستجمام والسباحة وتنهمك في الشراب والشواء ويتركون أطفالهم في مياه البحر أو البحيرة أو البركة أو يتلهون بأشياء أخرى دون أي وسائل وقاية من الغرق، يعتقدون أن المنقذ متفرغ فقط لابنهم رغم وجود المئات من المستجمين أمامه، لا ينتبهون كذلك للتعليمات والأماكن المخصصة أو الممنوعة للسباحة ولا يلتفتون إلى دلالة الأعلام المرفوعة على قمرة المنقذ، فعندما يرفع العلم الأبيض يسمح بالسباحة أما الاحمر  فيسمح بالسباحة مع التحذير من الرياح والحوامات، والعلم الأسود يشير إلى أنه ممنوع الدخول إلى المياه بتاتا ناهيك عن أن هناك من يسبح على ضفاف البحيرة غير المنظمة دون الاكتراث بالتعليمات.

*ما هي المخاطر المحدقة بالسباحة؟ وأي الأوقات خلال النهار تستوجب خلالها الحذر أكثر؟

أسدي: من المعلوم أن بحيرة طبريا خاصة من الجهة الغربية تشهد هبوب رياح شديدة وكذلك الحوامات إذ يحظر استخدام إطارات مطاطية أو الفرشات وغيرها من الأشياء الخفيفة التي تكون سهلة الانجراف للعمق بسبب قوة الرياح، كذلك يمنع استخدام القوارب الخفيفة، هذا طبعا ناهيك على وضعية أرضية البحيرة غير المستوية وفيها الكثير من الحفر والمطبات، وبالتالي يجب على الأهالي أن يجيدوا السباحة وتعليم أبناءهم كذلك السباحة وتعزيز المعرفة وثقافة الأمان لديهم. للأسف عدم المعرفة وانعدام ثقافة الأمان لدينا، نحن العرب، سواء في السباحة أو العمل والطرق والحوادث البيتية تسببت بسقوط العديد من الضحايا والمصابين، نكرر نفس الأخطاء في كل مرة ولا نعود عنها، وبالتالي أؤكد للمرة الألف أنكم مسؤولون عن أبنائكم كأمانة وكذلك أمام القانون، علينا أن نتعلم ما نجهله خاصة فيما يتعلق بسلامة أبنائنا وحمايتهم من خلال المعرفة والمسؤولية، لا يعقل أن هذا الجهل والإهمال يبقى صفة ملازمة للعربي، نحن قادرون على تغيير هذه الأمور من أجل مصلحة أبنائنا وضمان وسلامتهم.