كفر مندا: مركز جديد للشرطة؟!
تواصل الشرطة الإسرائيلية عملها بهدف تنفيذ مخطط فتح 10 مراكز جديدة في البلدات العربية وتجنيد 1350 شرطيا جديدا، بادعاء محاربة العنف والجريمة في المجتمع العربي، في الوقت الذي أثيرت فيه تساؤلات عديدة حول أهداف المخطط السلطوي والجدوى منه.
ومن بين البلدات العربية التي ستُفتتح فيها محطة للشرطة قرية كفر مندا، ولاقت هذه الخطوة انتقادات لاذعة ورفضا كبيرا بين الأهالي الذين حذروا من دمج الشباب والصبايا من القرية بالشرطة، بادعاء 'مكافحة العنف والجريمة وتحسين خدمات الشرطة'.
'لا نعوّل على الشرطة'
قال الشيخ محمد نمر عبد الحميد، لـ'عرب 48'، إنه 'من الواضح أن غالبية الأهالي يعارضون إقامة مركز للشرطة في كفر مندا وبطبيعة الحال أقف مع الأهالي في موقفهم هذا، لكن الانفلات والأحداث المؤسفة التي حصلت مؤخرا في البلدة أجهضت الاحتجاج الجدي على هذا القرار'.
وأنهى عبد الحميد أن 'مراكز الشرطة أقيمت في عدة بلدات عربية دون أن تحد من العنف والإجرام وبقيت الأوضاع المأساوية فيها على حالها إن لم تكن أسوأ. نحن في كفر مندا نعارض بشدة هذه الخطوة ونأمل أن ينجح الأهالي بتكوين حركة احتجاج لمنع افتتاح مركز الشرطة'.
أصوات خافتة
وقال الناشط حلمي بشناق، لـ'عرب 48'، إن 'الأهالي بطبيعة الحال يعارضون مبدئيا افتتاح مركز للشرطة، ولا توجد فائدة أو جدوى من هذه الخطوة لأن لها أبعاد وأهداف غير معلنة'.
وحول موقف الأهالي، قال بشناق، إن 'ما شهدته القرية من بسبب العنف والتخريب جعل الكثيرين في حيرة من أمرهم، فهم من جهة لا يريدون دخول الشرطة للبلدة ومن جهة أخرى يريدون ضمان الأمن الشخصي والهدوء، ونحن نعلم أن الشرطة تنتهز الفرص وخاصة حين تتفاقم هذه الظواهر لتجد المبرر وتمرر أجندتها وأهدافها بذريعة فرض القانون من أجل ضمان الأمن والأمان للمواطنين'.
وأشار إلى أن 'الأصوات المعارضة للشرطة مرتبكة أمام مطلب الناس بتوفير الهدوء والأمن في وقت ليس هناك أي جهة محلية تقدم الحلول للحد من العنف. وأعتقد أن المطلوب هو ممارسة الضغط على الشرطة للقيام بدورها وتطبيق القانون وليس إقامة مراكز إضافية'.
تعقيب المجلس المحلي
وقال رئيس المجلس المحلي في كفر مندا، طه زيدان، لـ'عرب 48'، إن 'ظواهر العنف التي طغت مؤخرا على البلدة والاعتداء والعبث بالممتلكات العامة آلمت الجميع وهي مستنكرة ومستهجنة'.
وحول موقفه، قال زيدان، إن 'هذا الأمر حقيقة مربك، ولا أعلم ما هو القرار الأفضل والأنسب، فمن جهة أصبح العنف والاعتداء على الممتلكات العامة ظاهرة تستوجب محاربتها، ومن جهة أخرى قد يكون لها سلبيات في حالة من الفوضى والازعاج على الأجواء العامة'.
وحول إذا ما نوقش الموضوع في جلسة لإدارة المجلس المحلي، قال زيدان: 'حقيقة لم نعقد جلسة بعد بهذا الشأن، وأعتقد أن هناك قرار لدى الشرطة، ومن حيث موقفي فأنا مرتبك بين هذا وذاك، لكن واضح أن القرار سيُنفذ'.