'هو يوم النكبة'، 'تهجير السكان'، 'لا أعرف شيئا'، 'يوم الحرب'، 'عيد الأشجار'، كانت هذه إجابات عشرات الفتيات والشبان عندما وجهنا لهم السؤال 'ماذا تعرفون عن يوم الأرض؟'.

لا غرابة على هكذا إجابات، ولا لوم على الأجيال الناشئة في عدم معرفة الكثير عن ذكرى يوم الأرض الخالد، في أعقاب انعدام البرامج التوعوية والتثقيف الوطني، وغياب الأطر الشبابية ودورها في تعبئة الناس لإحياء ذكرى يوم الأرض، وهو من أهم المحطات النضالية في تاريخ الأقلية العربية الفلسطينية في البلاد.

أحداث يوم الأرض

تعود أحداث يوم الأرض لعام 1976 بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة في منطقة المل وفي مناطق أخرى بمرسوم صدر رسميا في منتصف السبعينات، أطلق عليه اسم مشروع 'تطوير الجليل' والذي كان في جوهره الأساسي هو 'تهويد الجليل'.

كان السبب المباشر لاندلاع أحداث يوم الأرض قيام السلطات الإسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا (وهي البلدات التي تدعى اليوم مثلث يوم الأرض) وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة، وهو النهج الذي اتبع في تلك السنوات لإغلاق مناطق وتخصيصها فيما بعد لبناء مستوطنات لليهود.

على أثر هذا المخطط العنصري، قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1.2.1976 عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية وتم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار/ مارس احتجاجا على مصادرة الأراضي العربية، وفي ليلة 30.03.1976 تجمهرت مجموعات من الشبان في ساحة دير حنا، اعتدت الشرطة المعززة بالسلاح عليهم وسرعان من اندلعت المواجهات التي امتدت فيما بعد في عرابة وسخنين ولاحقا في مناطق مختلفة في المجتمع العربي، وارتقى الشهيد خير ياسين من عرابة، وخضر خلايلة، خديجة شواهنة، رجا أبو ريا من سخنين، محسن طه من كفر كنا، ورأفت الزهيري أو كما طلبت والدته تسميته رأفت علي من مخيم نور شمس قرب طولكرم واستشهد في الطيبة.

ماذا يقول الطلاب؟

وقال الطالب نايف دغش من الصف الثاني عشر بثانوية دير حنا، إن 'يوم الأرض انطلق من قريتي دير حنا، بعد قرار مصادرة سهل المل وإعلان الإضراب الاحتجاجي، وعليه حدثت مواجهات وسقط شهداء'.

وأضاف أن 'بعض أقاربي جرحوا في مواجهات يوم الأرض، وهذه المعلومات اكتسبتها من خلال أحاديث الأقارب عن يوم الأرض'.

وقالت الطالبة حنين يوسف من ثانوية البطوف في عرابة، إن 'يوم الأرض هو محطة نضالية هامة في تاريخ شعبنا، اندلعت أحداثه بعد قرار مصادرة أراضي المل وإعلان الإضراب، وسقط من بلدتي الشهيد خير ياسين وكذلك شهداء من سخنين وكفر كنا ومخيم نور شمس قرب طولكرم'.

وعن معلوماتها بشأن يوم الأرض، قالت إنني 'أهتم كثيرا بالسياسة والثقافة، قد لا أعرف أسماء كل الشهداء فلست جيدة في حفظ الأسماء، لكنني أعرف تاريخ يوم الأرض الخالد من خلال ما قرأت وبعض الندوات التي شاركت فيها في بلدتي'.

أما الطالب أنس شاهين من ثانوية البطوف، فقال إن 'يوم الأرض كان بسبب مصادرة الأراضي، سقط فيه الشهداء، والحقيقة أنني لا أعرف الكثير عن تاريخ يوم الأرض'.

وأبدى الطالب شادي أبو صالح من الصف الثاني عشر بثانوية الحكمة في سخنين، وهو عضو مجلس الطلاب، معرفة بوثيقة يوم الأرض، وقال إن 'يوم الأرض شكل قفزة نوعية في النضال الوطني الفلسطيني بالداخل، فهو أول حدث بعد النكبة بالعام 1948 خرج فيه الناس بشكل واضح للنضال ضد قرار حكومي إسرائيلي، ولذلك فهو محطة نضالية هامة، تمكن شعبنا من وقف مخطط مصادرة أرض المل بعد أن رويت الأرض بدماء الشهداء، منهم ثلاثة شهداء من بلدي سخنين، وثلاثة شهداء من عرابة وكفر كنا ومخيم نور شمس'.

وأضاف أننا 'أعلنا في مجلس الطلاب الإضراب في ذكرى يوم الأرض العام الماضي، وهذا العام سيكون لنا اجتماع قبل ذكرى يوم الأرض لاتخاذ قرار طلابي يلزم كافة مدارس سخنين حول انتظام الدراسة أو إعلان الإضراب في الثلاثين من آذار، لأننا جزء من هذا الشعب ويجب أن يكون للطلاب الدور الفاعل في النضال الوطني'.

وقالت الطالبة ميسم خلايلة من ثانوية الحكمة في سخنين، إن 'المدارس لا تُعلم الطلاب تاريخ شعبنا الفلسطيني ومحطاته النضالية، لكنني بصفة شخصية أحب الاطلاع على تاريخ شعبنا ومحطاته النضالية ومنها ذكرى يوم الأرض الخالد'.

هل تلمسين هذه المعرفة لدى الزملاء في المدرسة؟

لا، ليس الجميع على اطلاع ووعي سياسي كما نريد، فهناك غياب للفعاليات والنشاطات التوعوية عن يوم الأرض وغيرها.

هل ترين أن طريقة إحياء يوم الأرض مناسبة؟

هناك حاجة كبيرة للتحسين وتطوير الأداء النضالي لدى شعبنا في الداخل، وإدخال برامج جديدة لإشراك الجمهور الشاب في نشاطات وفعاليات يوم الأرض. وبغض النظر عن قرارات لجنة المتابعة المتعلقة بإحياء ذكرى يوم الأرض ينبغي تفعيل مختلف الشرائح الاجتماعية لتكون شريكة في إحداث التغيير المرجو لتعزيز الذاكرة الجمعية وإحياء المناسبات الوطنية.

اقرأ/ي أيضًا | ما بعد يوم الأرض: عزوف الشباب عن المناسبات الوطنية