يسرائيل كينيغ، كان متصرف لواء الشمال في وزارة الداخلية على مدار نحو 26 عامًا. عشية يوم الأرض الأول قدّم كينيغ للحكومة الإسرائيلية، في حينه، تقريرًا سار على نهجه متخذو القرارات الحاسمة تجاه المواطنين العرب. هذا التقرير كان سريًّا، وكشف النقاب عنه بتاريخ 07/09/1976 في صحيفة 'عل همشمار'، واقبسته مجلة 'هعولام هازه' بتاريخ 15/09/1976، ونشر في وريقات على يد منظمة حقوق الإنسان والمواطن في إسرائيل.

ثمة من قال إنه ليس من المستبعد أن تكون الحكومة الإسرائيلية قد سربته بعد أحداث يوم الأرض الدامية، التي وقعت في 30/3/1976 وما بعده، كي تعطي شرعية للسياسة الهمجية والقتل التي انتهجتها السلطات ضد العرب.

أثار التقرير المذكور موجه عارمة من التنديد والاستنكار حيث عقد ممثلو المجالس المحلية العربية، بتاريخ 22/09/1976، اجتماعًا في الناصرة، وقرروا الإضراب لمدة ساعتين احتجاجًا على موقف وزير الداخلية المؤيد لكينيغ، وتملص رئيس الحكومة من اتخاذ موقف واضح.

كما قامت شخصيات بارزة وهيئات شعبية في الوسط اليهودي بالتنديد بما ورد في التقرير المذكور أعلاه، ونشروا ذلك في الصحف مثل 'دافار' و'هآرتس' و'يديعوت أحرونوت'. وقد لفت الصحافي داني روبنشطاين الأنظار إلى أن التقرير يحتوي على توصيات بعزل جميع المسؤولين من اليهود الشرقيين العاملين في الوسط العربي لأنهم لا يختلفون عن العرب في عقليتهم وسطحيتهم، وهذا ما دعاه إلى أن يختار لمقالته، التي نشرها في صحيفة 'دافار' بتاريخ 14/09/1976، عنوان 'الثورة الإشكنازية في تقرير كينيغ'. كما وصفت منظمة حقوق الإنسان والمواطن التقرير بأنه 'وثيقة عنصرية' تدعو إلى 'سياسة عنصرية'.

فيما يلي أهم ما جاء في تقرير كينيغ:

1.بعد قيام اسرائيل بقي عرب بدون قيادة. وطد الحكم العسكري سيادة الوجهاء، وانخرط في تشجيع النظام الحمائلي، فلما تزعزعت سلطة هؤلاء الوجهاء، وما مثلوه تزعزعت سلطة الحكم العسكري، وهكذا بعد إلغائه صار للشباب دور فاعل مثور في المجتمع العربي وبدأوا بإظهار ميول وطنية بخاصة بعد أن التقوا بإخوانهم في الضفة الغربية بعد حرب حزيران 1967؛

2.يقترح قيام حزب عربي تابع لحزب 'ماباي'، ومراقب من طرف السلطات وذلك للمساعدة في الحفاظ على الأمن؛

3. منع القائمة الشيوعية الجديدة وقوى وطنية أخرى من السيطرة على بلدية الناصرة والمجالس المحلية؛

4.بلغ عدد السكان العرب في اسرائيل عام 1948 نحو 150,000 نسمة، بينما في سنة 1975 وصل إلى 430,000 نسمة، أما نسبة التكاثر في الوسط العربي فهي 5.9%، بينما في الوسط اليهودي 1.5%، وعليه يوجد خطر ديموغرافي حيث من المتوقع أن يكون العرب في عام 1978 أكثر من 51% من سكان الشمال، وهناك خطورة من اتصالهم بالدول المجاورة، وطلبهم الانفصال عن الدولة. بناء على ذلك يجب التسريع في الاستيطان وتكثيف الوجود اليهودي في الجليل، ومنع العرب من شراء أراض في 'نتسيريت عيليت' وعكا ومرج بني عامر؛

5.لمكافحة التهديد الديموغرافي يقترح مؤلف التقرير منع المنح التي يقدمها التأمين الوطني للعائلات العربية كثيرة الأولاد. ولكي لا يعترض أحد، أوصى التقرير بتكليف الوكالة اليهودية مهمة إعطاء المنح لليهود فقط؛

6.التقليل من عدد الطلاب العرب بإلغاء المنح المقدمة لهم، وتوجيههم إلى تعلم المهن والعلوم الطبيعية كي ينشغلوا بها ويعزفوا عن السياسة. وتسهيل أمر سفر طلاب عرب إلى الخارج للتعلم، وتصعيب شروط قبولهم للخدمة في البلاد، أي تشجيع المثقفين العرب على الهجرة إلى خارج البلاد؛

7.منع البناء غير المرخص وتنفيذ أوامر الهدم.

اقرأ/ي أيضًا | إحياء الذكرى الـ 41 ليوم الأرض بأم الحيران

العلاقة بين ما ورد في تقرير كينيغ وبين ما حدث في يوم الأرض وثيقة، وما زالت السلطات تضيق الخناق على العرب وتمنعهم من العيش بكرامة.