بئر السبع: آلاف الطلاب العرب بدون مدارس عربية
تقع مدينة بئر السبع في قلب منطقة السياج التاريخية في النقب، وتعتبر منطقة إستراتيجية في عمقها ودورها التاريخي. وتوفر الكثير من الخدمات لسكان المنطقة المحيطة، بالأخص العرب لعدم وجود الخدمات الاجتماعية والمؤسساتية في القرى العربية، ولحفاظ المدينة على نفس المسافة تقريباً بين منطقتي النقب الشمالي والنقب الجنوبي.
يسكن مدينة بئر السبع آلالاف من المواطنين العرب، منهم من عرب النقب الذين سكنوا لأسباب مختلفة، ومنهم أيضا الذين جاؤوا في الأصل من مناطق أخرى، واختاروا العيش في النقب بحكم فرص العمل أو التعليم وغيرها.
والأغلبية من سكان بئر السبع العرب، من معلمي المدارس في القرى العربية في النقب، الذين عملوا بها بحكم حاجة المدارس في النقب وعدد الطلاب الكثير، وأيضا لنقص فرص العمل في باقي البلاد. ولعب المعلمون من منطقة الشمال دورا تاريخيا في النقب، من خلال حضورهم الثابت في مرافق النقب وبين طلابه وأهله على مر سنوات طويلة منذ نهاية الحكم العسكري وحتى الْيوم، وفي فترات كانت تعرف بغياب التواصل الفلسطيني - الفلسطيني بين فلسطيني النقب وبين بقية أطياف الشعب الفلسطيني.
في هذا الواقع برزت قضية أهالي مدينة بئر السبع العرب الذين قد شكلوا جزءا تاريخيا من حضور المدينة، ولكن اعتمد التعامل معهم في سياسات البلدية والحكومة المتلاحقة على أساس أنهم ضيوف وليسوا عنصرا واقعيا ثابتا من مركبات المدينة، في محاولة لجر السكان العرب في المدينة على الانخراط في المجتمع الإسرائيلي بقدر الإمكان، والتعلم في المدارس اليهودية التي قد تكون إحدى نتائجها التأثير على الهوية القومية للطلاب العرب في جيل صغير وعلى لغتهم العربية، مما دفع العديد من العرب في بئر السبع لتسجيل أبنائهم في مدارس عربية في القرى البدوية في النقب، بكل ما ينطوي ذلك على مشاق في حياة العائلات العاملة، علاوة على منع تشكل حالة عربية في المدينة نفسها التي يعنى سياسيوها بإبقائها يهودية التعريف، وألا تتحول إلى مرحلة المدينة المختلطة، رغم عيش العديد من السكان العرب في المدينة لعشرات السنوات.
في سنة 2015 وجهت مركز "عدالة" رسالة إلى بلدية بئر السبع تطالب بفتح مدرسة عربية لطلاب مدينة بئر السبع العرب الذين يعانون من ضائقة غياب المؤسسة الدراسية المناسبة لاحتياجاتهم وهويتهم القومية، وذكرت فيها أن هنالك أكثر من 3500 عربي ممن نقلوا مكان سكانهم إلى مدينة بئر السبع يعاني أبناؤهم من أزمة عدم وجود مدرسة عربية ملائمة لاحتياجاتهم تحافظ على النسيج الاجتماعي الثقافي لهم.
المربي حازم هيبي: قضية المدرسة العربية قضية مهمة
المربي حازم هيبي، الذي يكمل دراسته للقب الثاني، بينما تعمل زوجته في تدريب كرة السلة، يقول لموقع عــ48ـرب "أكثر ما
وأضاف أنه ينقل طفله معه كل يوم إلى بلدة شقيب السلام، ويفكر بمستقبله الدراسي دائما. ويقول "أحب النقب وأنوي بناء حياتي فيه وفي مجتمعه، وعند التفكير مستقبليا فاختيار للمكان الذي سيحتضن ابني في مراحله التعليمية سيعتمد على مستواه التعليمي ومدى ملاءمته لاحتياجات ابني وهويته. أريد أن أبني لنفسي وعائلتي واقعا يسمح باستمرار تقدمي وتقدم زوجتي في مسيرتنا، وأنا واثق بأن مستقبل ابني مؤمن، ولكننا بحاجة إلى مؤسسة تناسبنا في الكفاءات وتكسب أبناءنا لغتهم وموروثهم، وتصقل شخصياتهم".
المربي وليد شواهنة: مسافة جغرفية بين مكان العمل والسكن والحضانة