جواد ياسين... حلم أكاديمي أطفأه رصاص الجريمة في طمرة
تسود مدينة طمرة منذ، صباح الأحد، حالة من الحزن العميق جراء جريمة القتل التي راح ضحيتها الطالب بالمرحلة الثانوية جواد عامر ياسين (17 عاما)، والتي ارتكبت، مساء السبت، في مدخل مدينة طمرة الشمالي.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وبألم شديد، قال عامر ياسين والد المرحوم جواد لـ"عرب "48": "احتسب ابني جواد شهيدا عند الله، وآمل أن تنتهي الجريمة، وأن يكون جواد آخر ضحية لأعمال العنف الممنهجة".
السيد عامر ياسين والد ضحية جريمة القتل جواد ياسين، لعرب ٤٨: "الخبر نزل كصاعقة علينا لا أحد يمكنه تحمل هكذا خبر، نواقيس الخطر تدق كل بيت، لم يعد في مجتمعنا بيوت آمنة، ربيت أبنائي على الأخلاق والفضيلة، واليوم يد الغدر والإجرام طالت ابني جواد". pic.twitter.com/axZYWd6D6s
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 23, 2025
واستذكر ياسين سيرة ومسيرة جواد، قائلا إن "ابني صاحب سيرة حسنة، وقد ربيناه على مكارم الأخلاق، وقتل وهو فتى في السابعة عشرة من عمره، وليس لديه مشاكل مع أحد، لكن طالته يد الجريمة والغدر".
ووجه ياسين رسالة إلى كل من يحمل السلاح ويرتاد الجريمة، قائلا إن "مصيرك سيكون أسودا إذا بقيت في عالم العنف والجريمة. أنصح كل الأهالي أن يراقبوا أبنائهم جيدا، وأن يبعدوهم عن رفاق السوء".
وتابع الأب المكلوم: "نحن نقرع نواقيس الخطر مع انعدام الأمن والأمان في مجتمعنا العربي. جواد شاب خلوق وبريء، وكان ملتزما، ولا يخرج من المنزل إلا للضرورة القصوى، ومع ذلك طالته يد الغدر والجريمة".
مدير مدرسة الخوارزمي بطمرة نادر حجازي والمربي هاني فيصل يتحدثان عن العنف والجريمة وعن مقتل الطالب جواد ياسين، لعرب ٤٨: "نحن مدرسة ثكلى، نشعر اليوم أننا فقدنا ابنًا لنا. هذا الحدث مأساوي جدًا. كان جواد طالبًا مجتهدًا وخلوقًا، وإذا قُتل شاب مثله بهذه الطريقة، فذلك يدل على أن حالة… pic.twitter.com/RmWQ4yu6fj
— موقع عرب 48 (@arab48website) February 23, 2025
من جهتها، عقدت إدارة مدرسة الخوارزمي التي درس بها المغدور جواد، اجتماعا طارئا، الأحد، بحضور طاقم من المفتشين والأخصائيين التربويين، بهدف توفير الدعم النفسي لطاقم هيئة التدريس والطلبة، وتوجيه الطواقم التربوية حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة ومرافقة الطلاب والطالبات عقب جريمة مقتل جواد.
وأجمع الطاقم التربوي في ثانوية الخوارزمي في طمرة على تحلي المرحوم جواد بالأخلاق العالية وتفوقه الدراسي. وقد أثارت الحادثة المؤلمة مشاعر الغضب والخوف لدى زملائه في المدرسة ومعلميه، وذلك في ظل تصاعد مظاهر العنف التي باتت تهدد أبناء المجتمع العربي.
"نحن مدرسة ثكلى، نشعر اليوم بأننا فقدنا ابنا لنا"، بهذه الكلمات عبر أعضاء الهيئة التدريسية عن حزنهم العميق على رحيل طالب تميز بحسن السلوك والتفوق الأكاديمي. ووصف مدير مدرسة الخوارزمي نادر حجازي، الحالة التي تسود المدرسة التي درس بها المرحوم جواد، قائلا:" لـ "عرب 48": "عرف جواد على مدار ثلاث سنوات في المدرسة، بأخلاقه العالية واجتهاده، وكان يحمل أحلاما كبيرة لمستقبله".
وتابع حجازي: "في الفترة الأخيرة، زار جواد جامعة تل أبيب ضمن مشروع علمي، حيث حرصت المستشارة التربوية على اصطحابه شخصيا، إيمانا بقدراته وإصراره على تحقيق طموحاته. وخلال الزيارة، تحدث بثقة وشغف عن مستقبله، في وقت يواجه فيه العديد من الطلبة حالة من التردد وعدم اليقين بشأن مساراتهم الأكاديمية".
لكن هذا الطموح، يضيف مدير المدرسة: "انطفأ في ظل واقع متدهور، حيث أصبح المجتمع غارقا في دوامة العنف. فقبل أسبوع فقط، أصيب طلاب من مدرسة أخرى جراء إطلاق نار، واليوم يتصاعد العنف باستهداف الطلبة والمدارس، مما يضع الجميع في دائرة الخطر. لقد فقدنا طالبا استثنائيا، وهذه خسارة لا تعوض، ليس فقط لأهله ومدرسته، بل للمجتمع الطمراوي بأكمله".
من جانبه، أكد المعلم هاني فيصل، مربي صف المرحوم الطالب ياسين، لـ"عرب 48": "جواد كان طالبا خلوقا، محبوبا بين زملائه، وطموحا بمستقبل أكاديمي واعد. لقد كان لنا بمثابة الابن، 3 أعوام قضاها في مدرستنا تميز خلالها بأخلاقه واجتهاده".
ولفت فيصل إلى أن "المجتمع بات يواجه انفلاتا أمنيا خطيرا، حيث لم تعد المؤسسات التعليمية بمأمن من العنف. الوضع أصبح لا يحتمل، وعلى الجهات المسؤولة اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لحماية طلابنا، ووضع حد لهذه المآسي المتكررة".
وتحدث رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، الدكتور شرف حسان لـ"عرب48" قائلا: "نجد أنفسنا أمام مسارين في مواجهة السياسة الحكومية المترهلة والإقصائية، والتي تتحمل المسؤولية الكبرى في اندلاع موجة العنف المستعرة".
وأشار حسان إلى أن المسار الاحتجاجي والذي لم يتفاعل بشكل واسع من أجل تغيير سياسة المؤسسة الإسرائيلية ولفت الانتباه للجريمة المنظمة، وهو ما ينقلنا للعمل على المسار الثاني، وهو تغيير المفاهيم التربوية والاهتمام بالطلاب من المراحل المبكرة للتعليم، بحسب حسان.
وشدد على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار نسب التسرب المدرسي، والتي تمثل انعكاسا للواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي ينحدر منه بعض الطلاب، داعيا الجميع إلى تكاتف الجهود من أجل تحصين المدارس والحفاظ على النشء والتقليل من نسب التسرب، وتوفير الأطر التربوية والتعليمية لمختلف الشرائح الطلابية، إلى جانب العمل المتواصل للحد من ظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي.
اقرأ/ي أيضًا | إضراب في طمرة تنديدا بجريمة قتل الطالب جواد ياسين