تستعد قرية حورة في النقب للانتخابات المحلية كسائر البلدات العربية في البلاد. وتأتي الانتخابات لمجلس محلي حورة في أعقاب إعلان الرئيس الحالي، د. محمد النباري، عدم ترشحه بعد إدارته للمجلس 3 فترات رئاسية متتالية.

وتقع حورة في مركز النقب الشمالي، وتتميز بموقعها الجغرافي عند بداية شارع الميت الرئيسي وتتوسط منطقة تعج ببلدات عربية أخرى معظمها مسلوبة الاعتراف، تتلقى خدماتها الأساسية من حورة فقط. وفي البلدة العديد من الأكاديميين والمثقفين، غير أنها عانت من العنف والمشاكل العائلية.

لا يزيد عمر حورة عن ربع قرن بكثير، فقد شُيد البناء الأول في البلدة الحديثة عام 1989 وبلغ عدد سكانها اليوم ما يزيد عن 15 ألف نسمة، والكثير من سكانها من الجيل الشاب ولهذا تعتبر بلدة فتية.

حورة (تصوير: عمر النباري)

وحاور "عرب 48" المرشحين لرئاسة مجلس حورة المحلي، د. علي أبو القيعان عن قائمة "حورة للإصلاح والتغيير" وحابس العطاونة عن الحركة الإسلامية، حول مشاركتهما السياسية ورؤيتهما المستقبلية للبلدة وتوقعاتهما لسير الانتخابات المحلية.

الميدان الأكاديمي

وباشر المرشح أبو القيعان حديثه لـ"عرب 48" بالتعريف عن نفسه، "أنا علي أبو القيعان (50 عاما) متزوج وأب لسبعة أبناء أكبرهم صلاح، أحمل لقب الدكتوراه في الإدارة، وأعمل مديرا لمركز جماهيري ومحاضرا في كلية 'كي' في النقب، بالإضافة إلى كوني مستشارا ومندوبا للكلية الأكاديمية 'أونو" لمراكز التنمية والبكالوريوس والماجستير في الجنوب".

وأضاف أنه "عملت في المجال الإداري الجماهيري والأكاديمي، وأديت دورا مهمّا ومركزيّا في مواقع سياسيّة، إدارية، اجتماعيّة، تربويّة واقتصاديّة على المستوى القطري والمحلي. وسأعمل على تكثيف الجهود مستقبلا في تعزيز هذا الدور على المستوى المحلي بما يليق بحورة وأهلها".

وعن قرار خوضه للانتخابات المحلية، قال أبو القيعان إن "قرار خوضي الانتخابات جاء بعد توجّه الكثيرين من أهل بلدنا، وبناءً على دراسة معمَّقة للأوضاع الراهنة على الساحة السياسية المحلّية في بلدنا، وبعد التشاور مع شخصيات وقيادات سياسية وفكرية اعتبارية على مستوى حورة، قررتُ أن أضع كلّ طاقتي ومعرفتي وخبرتي الإدارية والمهنية في العمل الإداري، الأهلي، الجماهيري والمجتمع المدني، في تطوير بلدة حورة والرقي بها إلى مستويات أعلى وأكثر إنتاجية كما فعلنا في العقدين الماضيين من العمل على خدمة أهل بلدي حورة؛ وذلك من خلال وظائف إدارية واجتماعية قيادية وأكاديمية".

وأشار أبو القيعان إلى أنه "حورة تستحقّ قيادة ذات خبرة إدارية، سياسيّة وتجربة علمية مهنيّة، لذلك رأينا من واجبنا الترشح لرئاسة مجلس حورة المحلي، واضعًا ثقتي في جميع أهل بلدي، مدركًا وواثقًا بأنّ لديهم القدرة على اختيار المرشح الأفضل الذي يستطيع النهوض قدمًا ببلدتنا؛ من حيث البنية الفوقية والتحتية، على مستوى الفرد والجماعة وفي كافّة المجالات التربويّة، التعليمية، الصحية، الاجتماعيّة، الاقتصاديّة والسياسيّة من حيث الإدارة المحلية والتواصل مع جميع المؤسسات الرسمية".

مسؤولية جماعية

وشدد المرشح أبو القيعان على أن "حورة تستحقُّ إصلاح ذات البين وأن نحافظ على نسيجها الاجتماعيِّ، واستيعاب كفاءاتها المحلية وتوسيع خارطتها الهيكلية لمستقبل أبنائها والأزواج الشابة بما يتوافق مع رؤيتنا. تقع علينا مسؤولية جماعية للنهوض لمنح حورة دورها الريادي وترسيخ الوعي وأسس التكافل في المجتمع".

وعن الأجواء الانتخابية، قال إن "الأجواء الانتخابية إيجابية بسبب طبيعة وقيم المرشحين في بلدتنا حورة العريقة. أتوقع منافسة نزيهة وهادئة ونظيفة وبعيدة كل البعد عن التجريح والتوبيخ والإهانة والانتقاص من الطرف الآخر أو المس به. والأهم من الفوز هو المصلحة العامة والحفاظ على الوجه الحضاري للبلدة".

وعن الأولويات إذا فاز بالرئاسة، قال أبو القيعان إن "الأولوية للتعايش السلمي وتعزيز النسيج الاجتماعي ومد جسور المودة والأخوة بين جميع أبناء حورة وتكريس الثقة المتبادلة، والشعور بالمسؤولية تجاه حرمة البلدة ومصالح أهلها وبناء المجتمع، ثم تنفيذ برنامج عمل للبنى التحتية والمشاريع وتوسيع مسطح البلدة".

أزمة السكن

ومن جهته، بدأ المرشح العطاونة حديثه لـ"عرب 48" بالتعريف عن نفسه، "أنا الأستاذ المربي حابس العطاونة (52 عاما) متزوج وأب لتسعة أبناء. مدرس في مدارس حورة لمدة 31 عاما منها 14 عاما نائب مدير مدرسة، خريج كلية "كي" وجامعة الخليل، كما درست موضوع الإدارة والإدارة المحلية في جامعة بئر السبع، وحاصل على اللقب الثاني في التربية من أكاديمية القاسمي، إمام متطوع ورجل إصلاح".

وقال العطاونة عن ترشحه لرئاسة مجلس محلي حورة: "أنا مرشح عن الحركة الإسلامية في بلدة حورة النقب، جئت خلفا للرئيس السابق، د. محمد النباري، الذي ترأس المجلس المحلي على مدار ثلاث فترات رئاسية متتالية بعد أن أنجز فيها الكثير وتنازل عن الترشح لفترة رابعة، ما دفع شباب الحركة الإسلامية ومجلس شورتها في حورة إلى تكليفي بهذه المسؤولية".

ورأى المرشح عن الحركة الإسلامية لرئاسة مجلس حورة المحلي أنه "على مدار 14 عاما مضت كان هناك العديد من المشاريع الرائدة والمبادرات التي خرجت من قرية حورة، ولكن هنالك إشكاليات تحتاج حلولا جذرية. وفي هذا السياق نتحدث عن النظافة والضائقة السكنية، إضافة إلى خلافات بين عائلات وهي أمور لا يمكننا إيقافها، غير أنه علينا معالجتها من خلال التربية وغرس المفاهيم الاجتماعية الصحيحة بين الأفراد والعائلات. نحن نؤمن أن الاختلاف شرعي، ولكن النقاش يجب ألا يبلغ إلى حد العنف جرائم القتل، وهذا أحد أهدافنا للتغيير".

رؤية التغيير

وقال المرشح العطاونة إنه "لدينا مجموعة من الإنجازات السابقة التي نسعى لتطويرها إلى جانب برنامج مستقبلي لمشاريع جديدة، منها مطبخ الوجبات الساخنة وتطوير فرص العمل. وعلى صعيد التربية والتعليم بُنيت العديد من المؤسسات التعليمية المتقدمة في الفترة الماضية، لدينا برنامج لتطويرها وبناء المزيد، منها مدرسة عهد الأهلية ومدرسة تربية خاصة ومدرسة للتوحد وغيرها. بلغت نسبة نجاح الطلاب في امتحانات 'البجروت' في حورة 66% وهي الأعلى في منطقة النقب، نريدها أن ترتفع أيضا. أمامنا الكثير من العمل وسنسعى إلى إنشاء دائرة لإدارة كافة المدارس تربطها ببعضها البعض وبقيادة البلدة بشكل مباشر، إضافة إلى الرياضة التي نريد النهوض بها والمخطط الهيكلي للبلدة".

وختم العطاونة بالقول إن "الأجواء الانتخابية في حورة هادئة. كلنا ثقة بحورة وبأهلها، ونتوقع أن تستمر الانتخابات بصورة طيبة ونزيهة من طرفنا ومن طرف المرشحين الآخرين".

اقرأ/ي أيضًا | تقديم قوائم المرشحين للسلطات المحلية اليوم وغدا

اقرأ/ي أيضًا | الناصرة: انعقاد مؤتمر كيان لتمثيل النساء في السلطات المحلية