دعت اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية في البلاد، اليوم الإثنين، جميع الأحزاب والحركات السياسية والقوائم المحلية المُتنافِسة، في الانتخابات المُقرَّر إجراؤُها في شهر تشرين أول/ أكتوبر المُقبل؛ إلى جعل الانتخابات للرئاسة والعُضوية، "محطةً تاريخية جديدة ومُتجدِّدَة، لمواصلة الانطلاق والارتقاء والتقدم، بحيث تكون المنافسة بين الأحزاب والقوائم والأفراد سياسية وحَضارية وديمقراطية حقيقية، وفي إطار رؤية وطنية تقدمية".

وأشارت اللجنةُ إلى أن هُناك ضرورةً لأن تكون الانتخابات رابطًا "بين المحلي والقطري، وبين المطلبي المدني وبين السياسي الوطني، بعيدا عن العَصَبيَّة والتقوقع العائلي والطائفي والحزبي، وبمنأى عن التحريض والتجريح والإساءة الشخصية وأي شكل من أشكال العنف، والحرص على حرية التنافُس وتكافُؤ الفُرص والتعدُّدية والحوار على أساس المواقف والبرامج والرُّؤى، وتحريم الاحتراب الداخلي والخِلافات مهما بَلَغَتْ، وعدم المَساس بالحريَّات الشخصية وبحرية الخيارات للناخِبين، والامتناع الكليّ عن المَسِّ بالأمْلاك العامَّة والخاصَّة".

وحثّت اللجنة القطرية جميع الأحزاب والحركات والقوائم على "ترشيح النساء في أماكن مُتقدِّمَة، وعلى صِيانة حق النساء في المُنافَسَة، للرئاسة والعضوية، وعلى أهمية عرض قضاياهن في البرامج الانتخابية"، داعيةً النساء العربيات إلى تفعيل دورهن وتأثيرهن في الانتخابات، كمُرشَّحَات ومُنْتَخِبات.

وأكّدت على ضرورة الالتزام والعمل على رفض ومُواجَهة "قانون القومية" وإسقاطاته، مُشيرةً إلى أنه "يحملُ مخاطر وُجودية، وليس فقط حقوقية، لكونه يستهدفنا جميعا بدون استثناء، كشعب وكقضية وكأفراد، في وطننا".

وطالبت بـ"ترجمة وتفعيل قرارات الهيئات التمثيلية الوحدوية والمهنية، وفي مقدمتهم اللجنة القطرية ولجنة المتابعة العليا، بإعلان السنة الدراسية الجديدة (19/2018) كسنة اللغة العربية، وما يعنيه ذلك، ليس فقط في المدارس والمُؤسَّسات التعليمية العربية، إنما في المُؤسسات العامة والخاصة والمَحال التجارية أيضا، وبين جميع المواطنين العرب في البلاد"، مبينةً أن الالتزام بهذه القرارات، إنما "يخدم مصلحة ووحدة وتقدم مُدننا وقرانا العربية، ورؤية المصلحة الوطنية القطرية الوحدوية العليا للجماهير العربية في البلاد، خُصوصاً في ظلّ الظروف المركَّبة التي نَعيش خلالها وفي ظلها، وإزاء التحديات المَصيرية والوجودية الكبرى التي تواجهنا جميعا ومعا دون استثناء".

وناشدت اللجنةُ، الجماهيرَ العربية، داعيةً إلى "المشاركة الفاعِلَة والمُؤثِّرَة في الانتخابات، بوعي وإدراك وإرادة وحرية ومسؤولية، وإلى الحذر من التضليل والانتهازيَّة وعدم الانجرار خلف الصِّراعات والاختلافات والخِلافات الجانبية والهامشية والمَصْلَحِيَّة، والعَصَبيَّات والانتماءات الضيِّقة".

وجاء في البيان الذي أصدرته اللجنة: "وخاضت السلطات المحلية العربية، خلال العقود الأخيرة، وبقيادة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، كهيئة قيادية وحدوية تمثيلية لهذه السلطات، نضالا عَنيدا ومُثابِرا ضد سياسات التمييز والاضطهاد العنصريَيْن، ومن أجل حقوق المواطنين العرب في البلاد، في مختلف مَناحي الحياة، وتحقَّقت العديد من الإنجازات العملية، المطلبية والمدنية والحقوقية، نتيجة هذه النضالات الوحدوية والجماعية، المحلية والقطرية، والتي تجسَّدت بالأدوات السياسية والشعبية والقانونية والإعلامية والمهنية، بالتعاون والتنسيق مع الأحزاب والحركات السياسية للجماهير العربية وأعضاء الكنيست العرب والعديد من الجمعيات والمؤسَّسات والمراكز الأهلية والمهنية".

واعتبرت اللجنةُ في بيانها، أن "مَكانة السلطات المحلية، باتت أرفع وأكثر تأثيرا، لا سيَّما في الحياة السياسية العامة للجماهير العربية في البلاد، وغدا دورها، بقيادة اللجنة القطرية، أكثر قوة وتأْثيرا، بل بات دورها محوريا ومركزيا في حياة الجماهير، وفي مسيرة بقائها وتطورها في وطنها"، مؤكدةً أن "معركة ومسيرة الحقوق والمساواة والتطوّر ما زالت طويلة وشاقة، وتحتاج إلى استثمار كلّ الطاقات والإمكانات والموارد، لا سيّما البشرية منها، داخل المجتمع العربي، وإلى جهود ودور الجميع في سبيل الارتقاء والتقدم ورسم ملامح المستقبل، بل وصِناعته، رغم أنف الواقع والظروف، الموضوعية منها والذاتية".

اقرأ/ي أيضًا | الناصرة: الجبهة تطلق حملتها الانتخابية والتعويل على "الصوت الصامت"