عقدت رباعية الأحزاب التي تشكل القائمة المشتركة اجتماعا يوم الإثنين الماضي، بهدف البدء في ترتيب جلسات حوار بين مركباتها المختلفة لخوض الانتخابات القادمة. وفي أعقاب الجلسة جرى الاتفاق بين الأطراف الأربعة أن تعقد جلسات ثنائية بين كافة الأطراف على مدار الأسبوع، على أن تجتمع الرباعية مرة أخرى يوم الإثنين المقبل، للبدء بمشاورات جادة لاختيار معايير تشكيل القائمة المشتركة.

ورغم إجماع كافة المركبات على أن القائمة المشتركة هي خيار إستراتيجي، بمن فيهم ممثل الحركة العربية للتغيير، أسامة سعدي، إلا أن حملة يقودها النائب أحمد طيبي نفسه في صفحات "فيسبوك" تحاول بث أجواء انشقاق عن القائمة المشتركة، في مسعى لتعزيز مطالبه برئاسة القائمة المشتركة والحصول على 3 مقاعد في أماكن مضمونة.

ونشر أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، د. إمطانس شحادة، في صفحته بـ"فيسبوك"، أمس الأربعاء، انتقادا لاذعا لحملة طيبي، مطلقا عليها "المعمعان الانتخابي والحملات الصفراء في الفضاء الأزرق"، ومحذرًا من أن أي انفصال لأي مركب من مركبات القائمة المشتركة ستعود بالأحزاب "لمرحلة ما قبل شهر مارس 2015: أي ثلاث قوائم تخوض الانتخابات منفردة...".

ويستشف من هذه التصريحات أن هناك اصطفافات جديدة ستكون إذا ما اختار أي مركب الانشقاق عن القائمة المشتركة، أي أن القائمة المشتركة لن تستمر، وإنما تحالفات بين مركبات مختلفة، وهو ما يرجح خوض أحد الأعضاء الحاليين في المشتركة، ومستقلين، الانتخابات لوحدهم، فيما ستكون الجبهة مع مركبات يسارية في تحالف، وتحالف ثالث قد يكون بين التجمع والإسلامية.

وقال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، د. إمطانس شحادة، لـ"عرب 48" إن "التجمع الوطني يتعامل مع القائمة المشتركة كخيار إستراتيجي يعكس مشروعه السياسي، ونحن نسعى للحفاظ عليها وتعزيز حضورها ومكانتها، وهذا موقف غالبية الأحزاب".

وتابع شحادة: "تقديري الشخصي أن أي انفصال عن القائمة المشتركة سوف يؤدي إلى ضربها، والعودة بنا إلى تركيبة ثلاث قوائم. إن الحاجة لإقامة القائمة المشتركة عام 2015، ما تزال قائمة وعلى العكس تعززت. موقف التجمع الحفاظ على القائمة المشتركة وتعزيز أدائها، وتعزيز حضورها وهي خيار إستراتيجي لغالبية مركبات القائمة المشتركة. نحن نتعامل معها وخصوصا بعد هذه التجربة وعدم استغلال طاقات هائلة حتى الآن. نعم كانت هناك عقبات وخلافات وتغلبنا عليها كافة، وهي دروس للقادم. هذا لا يعني تبدل الحاجة عن القائمة المشتركة، على العكس هذا يؤدي إلى تعزيز القائمة المشتركة، ولكن ليس بأي ثمن، فلا أحد يظن أنه يمكن المس مثلا بحضور التجمع داخل القائمة المشتركة".

وخلص شحادة إلى القول إن "الشعب قرر عام 2015 بحيث صوت قرابة نصف مليون ناخب للمشتركة، وسيكون عدد المصوتين للمشتركة أكبر في الانتخابات القادمة".

حجازي: تقييم المشتركة قبل الحديث عن التركيبة

وقال رئيس الدائرة السياسية في الحركة الإسلامية، إبراهيم حجازي، لـ"عرب 48"، "إننا في الحركة الإسلامية عبرنا خلال الاجتماع في الرباعية، أنه قبل الحديث عن أي شيء متعلق بتركيب القائمة المشتركة، يجب أن تكون عملية تقييم جدية وصحيحة وحقيقية للسنوات الأربع الماضية، أين كانت النجاحات وأين كانت الإخفاقات، ومن يتحمل المسؤولية على كل المستويات، ثم نحدد المعايير الحقيقية والمبادئ لاستمرار المشتركة، ونحدد أي مشتركة نريد أن تكون ثم نعرضها على المجتمع".

وتابع حجازي إن "شعبنا يريد منا شيء آخر، وعندما منحنا الثقة تعامل معنا على أننا أهل للثقة، والأصل أن نكون عند حسن ظن شعبنا، ونقيّم بعد أن تجاوزنا الزلات. بالنسبة لنا في الحركة الإسلامية فان القائمة المشتركة هي شيء كبير ولد وعلينا الحفاظ عليه، وهذا كان موقف كافة المركبات بما فيها العربية للتغيير". 

اقرأ/ي أيضًا | امتحان القائمة المشتركة