قال سكرتير الجبهة، منصور دهامشة، إن الجبهة عملت كل شيء من أجل إعادة بناء القائمة المشتركة، وقدمت كل التنازلات طوال فترة المفاوضات لذلك.

جاء ذلك في المؤتمر الصحافي الذي عقد اليوم، الأحد، في مكتب الجبهة في جادة الكرمل (بن چوريون) في حيفا، شارك فيه رئيس الجبهة، د. عفو إغبارية، وعضو المكتب السياسي للحزب للشيوعي الإسرائيلي، عايدة توما- سليمان، إلى جانب سكرتير الجبهة.

وقال دهامشة إن "الجبهة قدمت كل التنازلات الممكنة من أجل إعادة القائمة المشتركة طوال فترة المفاوضات، تخلينا عن رئاسة القائمة وعرضنا رئاسة رباعية للقائمة، ومن ثم تخلينا عن مقعد في أول عشرية ليكون مقعدنا الرابع في المكان الـ11، من أجل حل التعقيدات وفسح مجال لباقي الأحزاب من أجل الاتفاق".

وأضاف: "كان هناك نقاش على المقعد الـ13 فتخلينا عن المقعد الـ13 من أجل أن نحافظ على القائمة. أما بخصوص ما حصل في الساعات الأخيرة قبل تقديم المفاوضات فقد تداول البعض أن هناك اتفاقا بين الجبهة والعربية للتغيير ولم يكن هذا بتاتا، توجهنا للكنيست في الساعة 21:10 اجتمعت بالمسؤولين عن الحركة الإسلامية وناشدتهم وحملتهم أمانة بأن يتوجهوا للعربية للتغيير كوننا لم نتفق معهم على خوض الانتخابات في قائمة مشتركة، وكان طلب منصور عباس بأن نوافق على أن يكون رئيسا للكتلة بالكنيست، فقلنا إننا مستعدين أن ندفع أي ثمن مقابل الحفاظ على هذا الإنجاز التاريخي لشعبنا. وطلب عباس أن يكون رئيسا للقائمة المشتركة بالمرة القادمة، وعبرنا عن موافقتنا، على أن يتوجهوا للعربية للتغيير، ولا أدري ما عرض عليهم. واضح أن إمكانية التبادل على نصف مقعد بينهم وبين العربية للتغيير كان سيتم حل الإشكال".

وأشار إلى أنه "مع اقتراب الساعة لتقديم القوائم الانتخابية النهائية وتحديدا عند الساعة 21:32 قدمنا طلبا لقائمة الجبهة منفردة للجنة الانتخابات وقلنا إن إقامة القائمة المشتركة، على ما يبدو، أصبحت من ورائنا وعلينا بالتقدم منفردين، ولكن بعد دقيقتين وعند الساعة 21:34 دخل وفد من العربية للتغيير لمكتب عضو الكنيست، د. يوسف جبارين، وعرضوا علينا خوض الانتخابات ضمن قائمة مشتركة، ووافقوا على عرضنا".

وزعم دهامشة أن القائمة العربية الموحدة مسؤولة عن فشل المفاوضات لتشكيل القائمة المشتركة، ونقل اقتباسا "طيبي قال لي بالحرف الواحد إنهم عرضوا علي عرضا مهينا لا يستحق أن يذكر، وعليه وافقنا أن نقيم قائمة ثنائية نحن والعربية للتغيير وبدأنا بالعمل الجاد لإعداد القائمة".

وختم سكرتير الجبهة بالقول: "إننا قدمنا كافة الإمكانيات وتعاونا من أجل إنجاح القائمة المشتركة، لكن مركبات أخرى سعت لإفشال المفاوضات. اليوم، نحن أمام خطاب سياسي جديد وهناك مهام سياسية جسيمة علينا أن نقف متحدين متفقين من أجل تحقيق الأمان لشعبنا".

ودعا رئيس الجبهة، د. عفو إغبارية، قائمة تحالف التجمع والموحدة للتعاون في محاربة المقاطعة التي رأى أنها تصب في خدمة السلطات الإسرائيلية ورئيس حكومة اليمين الاستيطاني بنيامين نتنياهو، معتبرا أن إنجاز القائمة المشتركة لا يقل أهمية عن إنجاز إقامة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.

واعتبرت عضو الكنيست، عايدة توما سليمان، أننا "أمام معركة سياسية على وجودنا وعلى مستقبل أطفالنا وأبنائنا وشبعنا أجمع، وليس فقط أمام معركة انتخابية فحسب".

ووصفت هذه المعركة بأنها "تضع جميع الجماهير العربية في خندق واحد بمواجهة العنصرية والفاشية، رغم ما أسفرت عنه المفاوضات لتشكيل القوائم الانتخابية، على أن نخوض الانتخابات في قائمتين مختلفتين".

"الهيمنة والفوقية أعمت أبصاركم"

في المقابل، وصف د. منصور عباس، في بيان صدر عنه، تصريحات دهامشة بـ"المضللة"، واعتبر أن "رغبة الجبهة في الهيمنة والفوقية واللعب على تناقضات الأطراف، أوقعتهم في تحالف غير طبيعي، على حساب الوحدة الجامعة والشراكة الحقيقية".

وجاء في البيان: "استمعت لمحاولات سكرتير الجبهة البائسة لتضليل الناس، في مؤتمرهم الصحفي، رغبتكم في الهيمنة والفوقية واللعب على تناقضات الأطراف، أوقعتكم في تحالف غير طبيعي، على حساب الوحدة الجامعة والشراكة الحقيقية".

وتابع "اليوم تبحثون عن نفي التهمة التي تلبسكم، وتسعون لتبرير هذا التحالف الغريب، باتهام الإسلامية ومنصور عباس". 

وشدد على أن الجبهة "من رفض الشراكة معنا، وخذل الناس، وقبل بتمزيق المشتركة، وتشويه الحقائق!".

واستذكر عباس تصريحات سابقة صدرت عن سكرتير الجبهة حول اتهامه لـ"حليفه الجديد، بتفكيك القائمة المشتركة"، في إشارة إلى طيبي، ولفت إلى التناقضات في التصريحات التي صدرت عن دهامشة.

اقرأ/ي أيضًا | مخطط تفكيك القائمة المشتركة وكواليس اللحظات الأخيرة

اقرأ/ي أيضًا | الموحدة والتجمع: نعتز بحرص هذا التحالف على وحدة شعبنا