بعد تفكك القائمة المشتركة، بدأ ممثلو الأحزاب الصهيونية، بالتسلسل إلى القرى والمدن العربية من دير حنا شمالا وحتى رهط جنوبًا، لاقتناص ما يمكن اقتناصه من الأصوات العربية.

وتستهدف القوائم الصهيونية أصوات العرب، وتبذل جهودا كبيرة وإمكانياتها للحصول عليها، ما يهدد التمثيل العربي في الكنيست، والذي تدل استطلاعات الرأي على أنه سينخفض نتيجة لانقسام القائمة المشتركة، وخوض الأحزاب العربية الانتخابات بقائمتين منفصلتين.

مصطفى كبها (أرشيفية)

وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث بلسان لجنة الوفاق الوطني، بروفيسور مصطفى كبها، أن الأسباب وراء ذلك، هي "أولا، تفكيك القائمة المشتركة، هو سبب أساسي. هذا التفكيك سبب أزمة وخلق حالة من الفراغ، وهذا الفراغ تسعى الأحزاب الصهيونية إلى استغلاله، وطبعا، لدى هذه الأحزاب مستشاريها ورؤيتها ومن يستطلع لهم الرأي العام العربي ويراقبون ما يجري، والمرجح أن المستشارين الانتخابيين أوصوا الأحزاب الصهيونية ملئ الفراغ الناتج عن تفكيك القائمة المشتركة".

وتابع "بالإضافة إلى حالة الفراغ الكبير التي نرصدها، هناك حالة من الإحباط، وفي حالة الإحباط يتم تغليب الخاص على العام، ولهذا السبب، الأحزاب الصهيونية لا تأتي لتبيع أيدلوجية لأنها تعرف أن مع الأجندة الأيدلوجية لا يمكنها المنافسة على الأصوات العربية، وهي تأتي بأجندة المصالح والمحسوبيات، وتعيدنا إلى عهد قوائم "مباي" التاريخية، وإلى ما ذلك من القوائم الانتخابية المرتبطة بالحزب الحاكم أو الأحزاب المؤثرة، والتي تستمد انتشارها من بيع المصالح والمحسوبيات، والتي تسوق على أن الخاص المنفعي الراهن والشخصي أهم من الأيدلوجية الحزبية التي تنتخب القوائم على أساسها".

"عرب 48": ما الذي أوصل مجتمعنا إلى هذه الحالة؟

ما بدأنا فيه حديثنا، تفكيك القائمة المشتركة، وقبل ذلك عدم إيفاء القائمة المشتركة للآمال التي بنيت عليها، وسلوك بعض من كانوا في القائمة المشتركة، كل هذا مجتمعا أدى إلى ما نحن فيه، وأعتقد أننا لسنا في المستوى الأسوأ بعد.

"عرب 48": هل لنزع الشرعية عن لجنة الوفاق، التي كان لها دورًا كبيرًا في تركيب القائمة المشتركة، دور أيضا في الحالة التي وصلنا إليها؟

أولا، لا يملك أحد أن ينزع الشرعية عن لجنة الوفاق، لجنة الوفاق تستمد شرعيتها من الشارع والجماهير ونبض الناس، وقالت ما يجب أن يقال، ولم تتملق في ذلك أحد على الإطلاق، وكل مركب سلك غير ذلك سمع منا ما يجب أن يسمعه، نحن لا ننصب العداء أو نخاصم أي أحد من منطلق الشخصنة.

"عرب 48": كيف ترى العمل في هذه الحالة، هل هناك دور ممكن للجنة الوفاق، هل ترى إمكانية لإعادة ضبط الشارع؟

كبها: موقف لجنة الوفاق هو موقف وطني مسؤول، نحن ندعو إلى التصويت، وزيادة نسبة التصويت للأحزاب العربية، ولا نوصي بالتصويت لقائمة معينة، وذلك من منطلق المسؤولية الوطنية، فإن الرد على الوضع السياسي الإسرائيلي برمته، يكون من خلال زيادة نسبة التصويت، والتصويت للقوائم المطروحة على الرغم من المآخذ على بعض الأشخاص والجهات المتعلقة بتفكيك القائمة المشتركة.

"عرب 48": قد يقول قائل، أنا ملتزم وطنيا، ولم أصوت في انتخابات سابقة، دفعتني الوحدة من خلال القائمة المشتركة، للتصويت، والآن لن أشارك في الانتخابات؛ فهل أكافئ الأحزاب اليوم على تشرذمها بسبب نصف مقعد؟

أستطيع أن أتفهم هذا الموقف، ولكن لا يمكنني أن أقبله؛ أنا أتحدث عن موقف وطني مسؤول إزاء ما نمر فيه، هذه ليست أفضل الخيارات، والخيار الأفضل كان من خلال القائمة المشتركة، ولكنا وضعنا في سياق يجب التعامل معه.

"عرب 48": وماذا عن المواقف المخزية التي أدت إلى تفكيك القائمة المشتركة بسبب مقعد أو نصف مقعد؟

كبها: على الأحزاب ترك المناكفات الثنائية بينها، واعتماد إستراتيجية مشتركة تحاول من خلالها إقناع الناخب بالخروج إلى صناديق الاقتراع، وهذا أفضل شيء يمكن فعله ويمكنهم من خلال التكفير عن تفكيك القائمة المشتركة.

"عرب 48": هل سيكون دور للجنة الوفاق في الوصول إلى هذه الحالة؟

كبها: كان لنا دور وسيكون لنا دور، وأعتقد أن الدور الأهم هو صياغة مشتركة جديدة مبنية على أسس بلا رواسب وبلا تلك الأمور التي أعاقت المشتركة من تأدية الدور الذي شكلت من أجله.

"عرب 48": هل سيتجاوب أحمد طيبي هذه المرة مع ندائكم؟

كبها: لم نتطرق إلى ذلك، نحن نتحدث عن قضايا عامة، وهذا السؤال يوجه له وليس للجنة الوفاق.

اقرأ/ي أيضًا | ماذا يحمل تحالف الدقيقة التسعين بين الجبهة وطيبي؟