رغم اتساع الهوة بين مركبات القائمة المشتركة (الجبهة والتجمع والعربية للتغيير) وقائمة الحركة الإسلامية الجنوبية (العربية الموحدة) التي يرأسها د. منصور عباس، على خلفية خروج نواب الإسلامية عن الإجماع في المشتركة ومخالفتهم قرار الأغلبية بشأن التصويت على حل الكنيست، وضد التسوية على الميزانية التي أدت في نهاية الأمر إلى سقوط حكومة نتنياهو وانقضاء الحد الأقصى لإقرار الميزانية، عدا عن تنسيق منصور عباس مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ترى الحركة الإسلامية الجنوبية في القائمة المشتركة الخيار الأفضل، وتشير الجبهة إلى إمكانية ترميم الضرر الذي أحدثه منصور عباس، فيما يرى التجمع وجوب إعادة البناء على أسس وثوابت وطنية واضحة، في الوقت الذي تخرج فيه مبادرات من مثقفين داعية إلى ترميم المشتركة.

المشتركة تصوت مع إسقاط حكومة نتنياهو ونواب الإسلامية يتغيبون

وبرز في المبادرة الداعية إلى إعادة ترميم القائمة المشتركة، حضور شخصيات بارزة في الحركة الإسلامية الجنوبية، رغم الحملة الإعلامية التي يقودها منصور عباس للنأي بالحركة الإسلامية من أجل خوض الانتخابات ضمن قائمة منفصلة، وذلك ضمن حملة إعلامية منسقة تصادمية مع مركبات القائمة المشتركة، ومحاولة تسويق "إنجازات" وهمية حتى لدعاة قبول الفتات.

عودة: علينا أن نعيد الوحدة ونعتذر للناس

وقال رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، في حديثه لـ"عرب 48" إنه "يجب أن نرمم القائمة المشتركة، ونشيد الوحدة من جديد. هذا مطلب الناس، وهذه مصلحتنا كشعب. كانت هناك عدة أمور سيئة خاصة في الفترة الأخيرة، وهذه الأمور زعزعت ثقة الناس بنا. علينا أن نعيد الوحدة ونعتذر للناس وأن تشعر الناس هذا التوجه، وأعني الاعتذار للناس والعودة إلى الوحدة، وفق البرنامج السياسي الذي اتفقنا عليه قبل عدة أشهر، البرنامج السياسي الوطني".

أيمن عودة

وعن مخاض النقاش بين الأحزاب، قال عودة إنه "أولا، يؤسفني أن نصل هذه الحالة. لم يكن علينا خوض نقاش بل كان علينا أن نتهيأ للانتخابات موحدين، ولكن للأسف هناك من أدخلنا إلى هذه الإشكاليات، وعلينا أن نخرج منها سريعا جدا، وكلما كان أسرع كلما كان أفضل للمشتركة".

وعن المطالبات بإعادة ترميم المشتركة، قال عودة إن "هذه مبادرة نُحيي من بادر إليها، د. ثابت أبو راس، لتوقيع المثقفين على مطالبة الوحدة، ولكن في نهاية المطاف جميعا يعي هذه الضرورة ووحدة هدف وليست وحدة فضفاضة وكل حزب يذهب إلى سبيله بعد الانتخابات. الناس لا يمكن أن تثق بحالة كهذه. عندما أتحدث عن الصدق مع الناس أتحدث عن برنامج وطني موحد يرفض عقلية المقايضة، ويرى أننا أبناء الوطن، وأن ما نحصل عليه هو جزء نزير من حقوقنا وليس منة من أحد وليس خاضع لتفاوض خذ وأعطي وإنما من الباب الكريم الذي يحقق الإنجازات، وفق رؤيا وطنية سليمة".

طه: إذا وجدت القائمة المشتركة صيغة لاحترام التباين مستقبلا فإنها ستستمر

وقال النائب عن الحركة الإسلامية، وليد طه، لـ"عرب 48": "نحن نرى أن هناك حاجة لدخول الأحزاب في نقاش داخل القائمة المشتركة، ولم يتخذ في الإسلامية قرار بالخروج من القائمة المشتركة. نحن من بنى القائمة المشتركة، ولكن مهم جدا مناقشة تفاصيل الحالة التي وصلت إليها القائمة المشتركة بعد اتخاذ بعض المواقف في أكثر من محطة. التجمع مثلا اتخذ موقفا منفصلا ضد التوصية الأولى على غانتس، وفي حينه وجدت المشتركة نفسها قادرة على استيعاب الموضوع، وأعطت التجمع الحق في ذلك، بعد ذلك صوتت المشتركة في ثلاثة أشكال، نحن عارضنا قوانين الشذوذ، وهنا من امتنع، وكل طرف له اعتباراته، على رغم منافاة هذه الموضوع للسواد الأعظم من مجتمعنا ولم يشعر أحد أن هذه نقطة فاصلة لتفكيك المشتركة، واستمرت الأحوال. الآن هناك حاجة لإيجاد طريق لعدم زعزعة المشتركة في كل محطة نتباين فيها بالآراء".

وليد طه

وردا على سؤال "عرب 48" حول إلزام المشتركة للتجمع بقبول موقف الأغلبية والتوصية على غانتس، قال طه إن "هذا كان في المرة الثانية. في المرة الأولى رفض التجمع ذلك. وضربت مثلا آخر عن قضية الشذوذ التي يرفضها جل مجتمعنا، ومع ذلك لم نهدد بتفكيك المشتركة. اليوم، نسمع تصريحات لا تستحق الرد، لكن إذا وجدت القائمة المشتركة صيغة لاحترام التباين مستقبلا فإنها ستستمر، ولكن إذا لم تجد المشتركة هذه الصيغة فأتوقع لها الكثير من العقبات".

أبو شحادة: الطريق الذي حاول منصور عباس الجذب إليه ضرب في هيبة ومكانة القائمة المشتركة

وقال النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، سامي أبو شحادة، لـ"عرب 48" إن "الطريق الذي حاول منصور عباس الجذب إليه ضرب في هيبة ومكانة القائمة المشتركة، وجلب غضب الناس بسبب الأسلوب والمضمون. نتوقع من الاخوة في الإسلامية من خلال وجودهم في القائمة المشتركة أن يتبنوا برنامج القائمة المشتركة المتفق عليه، لذلك فوجئنا من تصرفاتهم. نحن نواصل نفس الطريق ومن لديه برنامج عمل مختلف يحق له ذلك، ولكن المنطق السليم أن يناقش هذا في مؤسسات القائمة المشتركة ومن قبل الخروج للجمهور. ما قاله منصور عباس إنه يفصل بين الشعارات الانتخابية والممارسة السياسية خطير جدا. نحن نأخذ شعاراتنا الانتخابية بقمة الجدية لأن هذا ما نؤمن فيه، وما نخرج فيه للناس هو ما نؤمن به كقيادات وأصحاب مشاريع سياسية".

سامي أبو شحادة

وأضاف أبو شحادة أنه "نريد الإسلامية جزءا من القائمة المشتركة، ونريد الوحدة، ولكن نريدها على برنامج عمل سياسي واضح متفق عليه. نحن مع تطوير ثقافة الاختلاف داخل مؤسسات المشتركة وبصورة عامة في مجتمعنا، ولكن على الأمور المبدئية يجب أن يكون الاتفاق بشكل واضح. البرنامج السياسي ليس لعبة بيد أحد".

وعن إمكانية استمرار الشراكة في ظل هذه الظروف، قال أبو شحادة إنه "من الواضح أن الوضع في القائمة المشتركة غير مستقر. موقفنا في التجمع كان ولا زال أن القائمة المشتركة هدف إستراتيجي، ولكن لا نرى الموضوع اصطفاف مقاعد، فنحن لسنا هنا فقط لدخول الكنيست، ونريد للمشتركة أن تعمل على مشروع سياسي متفق عليه مع إستراتيجية وآلية عمل واضحة. ولذلك يجب ترتيب القائمة المشتركة من حيث البرنامج السياسي وآليات العمل الواضحة. لدينا أيضا نقد، ونعي أن طاقة المشروع أكبر مما قمنا به حتى الآن. نحن فقط في بدايات هذا المشروع، والاختلاف أمر شرعي، وهناك توقع غير عادل وكأنه لا يجدر بنا الاختلاف".

وختم أبو شحادة بالقول إن "هناك أربعة أحزاب سياسية داخل المشتركة، لم تحوّل هذه الأحزاب إلى حزب واحد، ولكن نحن بحاجة لنظام سياسي محدد، ومن يريد التغيير يأتي بمشروعه المختلف قبل الاتفاق وليس بعد الاتفاق، وينتخب على أساس ذلك، وليس من خلال مفاجآت في وسائل الإعلام، ولدينا توقع أن الشركاء يتصرفون كشركاء ليس إلا".

اقرأ/ي أيضًا | المشتركة تصوت مع إسقاط حكومة نتنياهو ونواب الإسلامية يتغيبون