كنت في السابعة من عمري حين بدأت أسمع من والدي اسمًا يتردد كل يوم وفي كل ساعة، إنه التجمع الوطني الديمقراطي، كنت أرافقه أحيانا إلى الاجتماعات الأولى والتي كانت تعقد في غرفة صغيرة في شفاعمرو.

كان والدي بين العشرات الأوائل الذين عقدوا العزم على تأسيس حزب وطني، قومي وديمقراطي، لا سيما بعيد اتفاق أوسلو المشؤوم، نشر اليأس والإحباط وكأن كل شيء قد بيع أو انتهى وشرعت الأبواب لأصحاب النفوس المريضة دعاة الاندماج والأسرلة !. 

لكنهم سبحوا عكس التيار لإيمانهم بصدق دربهم ولقوة عزيمتهم، ففي أقسى الظروف جاءت الولادة، فالفجر يبزغ بعد أحلك ساعات الليل ظلمة، فما أجمل أن نرى أن عمل العشرات في بدايات الحزب أثمر هكذا والحمد لله. 

حزب الشباب

كان من الطبيعي والبديهي أن يكون التجمع عنوانًا للشباب في الداخل الفلسطيني، إذ أن مقارعته للصهيونية ولمشاريع الأسرلة من جهة، طرحه في مواجهة الطائفية والعائلية وظواهر مجتمعية سلبية تفتتنا وتضعفنا أمام المؤسسة الصهيونية من جهة أخرى، وضع التوعية الوطنية لجيل الشباب في أعلى سلم أولوياته ومنحهم الأدوات والمساحات للتفكير، الإبداع، النقاش والمساهمة في ترجمة أفكارهم إلى مشاريع على أرض الواقع، جعلت منه حزب الشباب الأول في الداخل الفلسطيني.

حزب فيه احترام للشاب والصغير وتوقير للكبير، حزب التحدي والعنفوان، للشباب هو العنوان !، الهموم اليومية والوطنية معًا!. 

تميز التجمع منذ تأسيسه وإلى يومنا هذا بعمله الدؤوب لتخفيف الهموم الحياتية واليومية للسكان الأصلانيين في البلاد، لكنه وفي الوقت ذاته لم يتوان لحظة واحدة من المضي قدمًا في إعداد وإقامة برامج التوعية الوطنية الفلسطينية.

من هذه المعادلة جاء طرح التجمع بشعاره: 'هوية قومية – مواطنة كاملة'،إذ أن الهوية القومية هي الجامع الوحيد بين ألوان الطيف المكونة لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني أمام المؤسسة الصهيونية كأصحاب للبلاد، دونها نتحول إلى طوائف وعشائر مفككة يسهل اختراقها وأسرلتها،أما المواطنة الكاملة فإنها إن لم تتزامن مع الهوية القومية آل بنا الأمر إلى الاندماج والأسرلة.

ومن هنا أؤكد ويؤكد التجمع أننا أصحاب البلاد الأصلانيين، أبناء الشعب العربي الفلسطيني، جزء لا يتجزأ من الأمة العربية والحضارة الإسلامية، نرفض الربط بين الحقوق والواجبات، نرفض الفتات ونأبى أن نكون كالأيتام على موائد اللئام، ' إذ أن حقوقنا مشتقة من حقنا على هذه البلاد وليس فقط في هذه البلاد !'.