أود أن أعايد نفسي وأقول لي ولمن هم مثلي من معشر المتعاملين مع الكلمة: "أعرف أنك فقدت الشهية للأعياد منذ سنين طويلة، بل بت تشعرها عبئًا تنتظر عبوره بسرعة قدر الممكن، منذ سنين تقضي العيد في البيت، تكاد لا تخرج منه، أود أن أنبهك أنك هذا العام قصّرت كثيرًا، كان بإمكانك أن تنتج أكثر بكثير، أن تكتب أكثر، ولكنك لهوت كثيرًا في أمور عابرة، صحيح أنها ممتعة ويمر الوقت معها كلمح البصر، ولكنها ومضات لا تلبث أن تمحى، إنها طيبة وأحيانًا لذيذة مثل حبة البوظة، سرعان ما تذوب وتتلاشى، ولهذا سوف أقترح عليك يا (أنا) أن تخفف من علاقاتك الافتراضية، أن تنظم وقتك لهذه العلاقة التي لا بد منها في هذا العصر، وإلا ستعزل نفسك عن واقعك. أعرف أنك بحاجة إليها، هذه النافذة إلى العالم البعيد أو القريب لن تلقاه ولن تعرفه إلا هنا، ولكن عليك تنظيم وقتك كي تعود إلى نفسك، إلى قراءاتك العميقة التي جعلت منك كاتبًا، وإلا فأنت في طريقك للاضمحلال. هذه نصيحتي لي. آمل أن آخذها على محمل الجد وأن أعمل بها".

المعايدة الثانية: أبنائي الأحباء ولكل الأبناء، أقول لكم إن قلب الوالد يفرح عندما يرى أبناءه متحابين ويسعون لإرضاء ومساعدة بعضهم البعض، ولا يفرق بينهم مال أو طمع، وعندما يراكم حول مائدة واحدة، وعلى قلب رجل واحد في كل قضية صغرت أم كبرت! وتعينون بعضكم البعض على المعرفة والعمل والإنتاج وليس فقط على تبادل شاحن الهاتف أو استعارة السيارة أو بعض النقود وإلى آخره من أمور في الحياة اليومية.

المعايدة الثالثة: أعايد أهل بلدي كلهم فردًا فردًا، وهذا ينطبق على كل بلداننا العربية بلدًا بلدًا، بعضهم فقد عزيزًا خلال العام الأخير، وبعضهم مرّ بمحن شخصية، ولكن ما يجمعنا كأبناء بلد واحد هو المصير الواحد، كلنا نعاني المعاناة نفسها بدرجات متفاوتة، ولكنها قريبة جدًا من بعضها البعض، فلا تجعلوا أكبر همكم السلطة المحلية ومن يجلس فيها، بل ليكن التعاون مع سلطتكم المنتخبة على الخير وعلى العمل والبناء. نعم، لست ضد النقد بل أؤيده، ولكنني ضد أن يكون النقد من أجل النقد فقط ، للظهور بموقف المعارض. الموقف المعارض يجب أن يكون بهدف البناء وليس بهدف زعزعة السلطة المحلية وإضعافها. تكون المعارضة الصادقة  في كشف القصورات والفساد إذا وجد، ولكنها تشجع الإنجازات وتباركها وتثني عليها، لا جدوى من الوقوف بمظهر "البطل" المعارض  لكل شيء، وغمط الناس حقوقهم والتنكر لما يقومون به! هكذا لن نصل إلى شيء، لنبتعد عن الأهواء الشخصية ولنضع مصلحة الكل فوق مصلحة الفرد!

يا أهل بلدي وهذا ينطبق على كل بلد وبلد، إن ما ينتظرنا وينتظر الأجيال القادمة أدهى وأمر، فبيبي نتنياهو يعد العدة لهدم آلاف المنازل بحجة عدم ترخيصها في طول البلاد وعرضها، إنه ينتظر التوقيت المحلي والإقليمي والدولي لتحقيق حلمه الصهيوني القديم بدولة اليهود بأقل ما يمكن من العرب على أقل ما يمكن من الأرض، إن وجودنا في وطننا مستهدف، ولهذا يجب أن نتسامى ونعلو فوق الصغائر. فلنتحد أكثر ولنتفهم بعضنا أكثر، كذلك أتوجه لكل رئيس سلطة محلية بأن لا يكون عمله فقط لضمان دورة أخرى في رئاسة المجلس البلدي! ثق أن العمل بإخلاص هو الذي يضمن لك الدورة القادمة وليس مراضاة هذا أو ذاك من وصوليين وطامعين، لأن أكثرية شعبنا كانت ولا زالت نظيفة.

المعايدة الرابعة: إلى أبناء شعبي في كل مكان، في الوطن وفي الشتات، نحن في وضع خطير، وخصوصًا في قطاع  غزة والضفة الغربية ما لم تحدث المصالحة. الشعب فقد ثقته بالقيادة، وهذا الوضع دفيئة للعنف والجريمة واللامبالاة والفوضى الاجتماعية بحثًا عن الخلاص الفردي، وهذا ما يغذيه الاحتلال وعملاؤه، وخصوصا ما رأينا من عنف انتقل من بلد إلى بلد بكل سهولة، الأمر الذي يعني أننا على شفا هاوية ما لم نوقف هذا التدهور الذي لن يتوقف إلا بالمصالحة، وأي حجج تعرقل المصالحة من أي طرف كان هي مرفوضة، فقد اصطلحت تركيا وإسرائيل لأجل مصالحهما المشتركة! ألسنا أولى بالمصالحة! ألسنا أولى بالتوقف عن التحريض ضد هذه الجهة أو تلك واتهام بعضنا بالخيانة والتآمر، ألا ترون أن الجميع يتآمر علينا وعلى قضيتنا ويتاجر بها؟

اقرأ/ي أيضًا | أبرز 5 أغانٍ تحتفل بالعيد

أخيرًا إلى شعب سورية العظيم، وهذا ينطبق على كل شعوبنا وأقول: أعرف أن آلامكم أكبر حجمًا من أن نلمسها ولا حتى بكلمة، ولكن يا شعب سورية العظيم، إن ما كان قبل الثورة لن يعود، سورية الجديدة ستولد من بين الدمار والخراب، وسوف تحيا وتنتصر أمتنا على كل القذارات التي لوثت ثورتها وحاولت ذبحها.

اقرأ/ي أيضًا | عشية عيد الفطر: "داعش ينتهك مسجد الرسول وقبره"