واشنطن تصعد من لهجة التحريض على سوريا وتتهمها باجراء تجارب على اسلحة كيماوية

كولين باول يهدد بعقوبات اقتصادية ودبلوماسية، واسرائيل تنضم الى جوقة التحريض على المستويات السياسية والاعلامية

واشنطن تصعد من لهجة التحريض على سوريا وتتهمها باجراء تجارب على اسلحة كيماوية
صعدت واشنطن من لهجة التحريض ضد سوريا، الى حد يذكر بلهجة التحريض التي سبقت شن العدوان الاميركي البريطاني على العراق.

فبعد موجة من التحريض على سوريا واتهامها بامتلاك اسلحة كيماوية، وبايواء عدد من الضباط والمسؤولين العراقيين، واخفاء الاسلحة العراقية على اراضيها، وصل التحريض الاميركي قمته، مساء اليوم، عندما اتهم وزير الدفاع الاميركي، دونالد رامسفيلد، سوريا باجراء تجارب على اسلحة كيماوية!

وتزامن تحريض رامسفيلد هذا مع تحذير وزير الخارجية الاميركي، كولين باول، اليوم، لسوريا قائلا "ان اميركا ستبحث إمكانية اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية ضد سوريا التي تشتبه واشنطن بأنها تطور أسلحة كيماوية"!.

وقال باول للصحفيين بعد محادثات اجراها مع وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية، محمد السالم الصباح إنه "في ضوء هذه الظروف الجديدة ينبغي لسوريا إعادة النظر في أفعالها وسلوكها، لا فيما يتعلق بمن يحصل على ملاذ آمن في سوريا، وأسلحة الدمار الشامل فحسب، بل وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بدعم الأنشطة الإرهابية"!!.

وانضم الى موجة التحريض والتهديد هذه، المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر، الذي قال إنه "يجب على سوريا أن تتعاون وأن تفهم أن فجرًا جديدًا يبزغ على الشعب العراقي، وأنها يجب أن تفكر جيدًا في سلوكها ومسؤولياتها تجاه الشعب العراقي".!

وجاء هذا التحريض متزامنا ومتناغما مع تصريحات محرضة اسرائيلية واميركية اخرى، صدرت عن الرئيس الاميركي، جورج بوش، ووزيرا الخارجية والامن الاسرائيليين، سيلفان شالوم وشاؤول موفاز.

وردا على هذا التحريض الأهوج، اعلنت سوريا على لسان وزير خارجيتها، فاروق الشرع، ورئيسة الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السورية، د. بثينة شعبان، ان إسرائيل تروج لمزاعم "لا أساس لها على الإطلاق".

ونفت شعبان الاتهامات الموجهة الى سوريا ، مؤكدة ان اسرائيل تعتبر المحرض الأساسي على الحرب في الشرق الأوسط، وانها معنية بضرب جوهر العلاقات الاميركية - الاسرائيلية، في هذا الظرف بالذات.

وقالت المتحدثة السورية ان اسلحة الدمار الشامل الوحيدة الموجودة في الشرق الأوسط، هي الأسلحة الموجودة في اسرائيل، التي تشكل خطرا على جاراتها وتحتل أراضيها.

وأضافت أن سورية لا تمتلك أسلحة كيماوية ولا تؤوي شخصيات من النظام العراقي، الذي كان لديه "تاريخ فظيع" مع سورية.

وأردفت الدكتورة شعبان قائلة: "يجب أن لا يتم الخلط بين موقفنا ضد الحرب ومشكلتنا الطويلة الأمد مع النظام العراقي".

وكانت شعبان، قالت لقناة "الجزيرة"، إن اسرائيل هي مصدر جميع الاتهامات التي توجه لسوريا". وأضافت: "إسرائيل هي المحرضة الرئيسية، وهي تحاول ضرب علاقاتنا مع الولايات المتحدة، لكني لا أعتقد أنها ستنجح في ذلك".

وحذر وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، امس الأحد، من ابعاد تهديد سوريا، وقال إنه اذا تعرضت سوريا لهجوم عسكري من قبل الولايات المتحدة، فهذا قد يمس بإسرائيل أيضًا". وجاءت أقوال الشرع هذه ردًا على التحذيرات التي وجهها الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لسوريا. وأضاف الشرع: "صدقوني أن الإسرائيليين سيدفعون ثمنـًا إذا لم يكفوا عن تشجيع أصدقائهم في واشنطن على اللعب بهذه اللعبة الشريرة التي يلعبونها".

يشار الى ان وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، كان واصل، اليوم، حملة التحريض الاسرائيلية على سوريا، زاعما، لدى وصوله الى انقرة ان سوريا "توفر بيتا دافئا والحماية للكثير من الناشطين الإرهابيين"!

كما تجندت وسائل الاعلام الإسرائيلية بشكل واسع، اليوم، للحملة التحريضية ضد سوريا وخصصت، كما تفعل في الايام الاخيرة، العديد من المقالات والتقارير لتخويف الرأي العام الإسرائيلي والدولي مما تسميه "الخطر السوري"

ونشرت اسرائيل، اليوم، قائمة من المطالب تشمل سحب مقاتلي حزب الله من جنوبي لبنان.

وقال وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، في مقابلة أدلى بها لصحيفة "معاريف" اليومية الإسرائيلية: "لدينا قائمة طويلة من القضايا التي نفكر في مطالبة السوريين بها، ومن المناسب أن يتم ذلك عبر الأمريكيين".

وأضاف موفاز، في المقابلة التي من المقرر أن تنشر بالكامل بعد غد، الأربعاء، بمناسبة عيد الفصح العبري: "القائمة تبدأ من إزالة التهديد الذي يشكله حزب الله من جنوبي لبنان".

وقد اتهمت إسرائيل منذ أمد بعيد سورية بأنها تخدم كقناة لمرور شحنات إيرانية من الأسلحة إلى حزب الله، بما في ذلك صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى.

وقال موفاز في المقابلة إن إسرائيل تريد سحب الصواريخ إلى مناطق تجعلها خارج مدى أراضيها بالإضافة إلى "وضع حد للمساعدة الإيرانية لحزب الله عبر المرافئ السورية".

وأضاف أن على سورية أيضا أن تتوقف عن السماح للجماعتين الفلسطينيتين، حماس والجهاد الإسلامي، اللتين تقومان بعمليات عسكرية ضد إسرائيل، باستخدام دمشق كمقر أساسي لهما.

التعليقات