اللبنانيون يوقعون على اتفاق مصالحة؛ وترحيب عربي بالاتفاق..

توصل الفرقاء اللبنانيون إلى اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية التي مضى عليها 18 شهرا بعد خمسة أيام من المباحثات المضنية في العاصمة القطرية الدوحة برعاية قطرية وعربية..

اللبنانيون يوقعون على اتفاق مصالحة؛ وترحيب عربي بالاتفاق..
توصل الفرقاء اللبنانيون إلى اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية التي مضى عليها 18 شهرا بعد خمسة أيام من المباحثات المضنية في العاصمة القطرية الدوحة برعاية قطرية وعربية، ووقعت الأطراف اللبنانية على اتفاق مصالحة يتضمن انتخاب المرشح التوافقي ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتلا رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، نص الاتفاق الذي وقعت عليه الأطراف اللبنانية في جلسة خاصة لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني الذي تنعقد أعماله بالدوحة برعاية قطر وجامعة الدول العربية.

وبحسب الاتفاق سيوجه رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، دعوة لأعضاء مجلس النواب، للاجتماع وانتخاب ميشيل سليمان رئيسا للجمهورية. ويتضمن الاتفاق أيضا تشكيل حكومة وحدة وطنية بحيث تقسم الحقائب الوزارية على النحو التالي: 16 وزيرا للموالاة، 11 وزيرا للمعارضة، و3 وزراء يختارهم رئيس الجمهورية، وبذلك حصلت الموالاة على النصف زائد واحد، وحصلت المعارضة على الثلث الضامن زائد واحد.

وتتعهد الأطراف اللبنانية حسب الاتفاق بالامتناع عن استخدام السلاح لتحقيق أهداف سياسية وبعدم الاحتكام إلى السلاح. وتضمن الاتفاق بندا عاما ينص على بسط السيادة اللبنانية على كافة المناطق اللبنانية. كما يشمل الاتفاق اعتماد القانون الانتخابي لعام 1960 وتقسيم بيروت إلى ثلاث دوائر انتخابية.

وقد رحبت السعودية بالاتفاق، كما سارعت سوريا إلى مباركة الاتفاق، وصرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن دمشق تدعم اتفاق الدوحة.

وأكد المعلم، خلال مشاركته في أعمال منتدى التعاون العربي الصيني الثالث الذي تستضيفه المنامة، دعم سورية للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الأطراف اللبنانية في الدوحة اليوم والذي من شأنه أن يضع حدا للأزمة السياسية في لبنان.

ونوه الوزير المعلم بجهود اللجنة العربية، مؤكدا أهمية الاتفاق الذي توصل إليه الاشقاء في لبنان خلال الحوار في الدوحة وتوج بإعلان اتفاق شامل.

وأعرب المعلم عن الأمل بأن يكون هذا الاتفاق مدخلا لحل الأزمة السياسية في لبنان، مجددا دعم سورية لكل ما يتوافق عليه اللبنانيون لأن أمن واستقرار لبنان هام وحيوي بالنسبة لأمن واستقرار سورية.

كما رحبت الحكومة اليمنية اليوم باتفاق الدوحة، وبارك وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي "للبنانيين هذا الاتفاق الذي أظهر مسؤوليتهم تجاه الشعب اللبناني وحرصهم على وحدة لبنان وتجنيبها الصراعات الطائفية".

واعتبر وزير الخارجية اليمني أن نجاح الجامعة العربية في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين "يؤكد الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعة العربية في حل الخلافات سواء على المستوى القطري أم القومي".

ورحبت إيران بدورها بالاتفاق واعتبرته انجازا تاريخيا بكل معنى الكلمة. ونقلت وكالات الأنباء عن محمد صادق الحسيني، وهو خبير في شؤون الأمن القومي، قوله إن الاتفاق يعني أن لبنان أمام مرحلة جديدة، هي مرحلة المناعة أمام الفتن الطائفية والمذهبية.

إلى ذلك أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني عن انتهاء مظاهر الاعتصام في بيروت كخطوة أولى في تطبيق الاتفاق.

وأعرب رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن رغبته في تحسين العلاقات مع سوريا، وقال في كلمته في المؤتمر الختامي إن «أمام الجامعة العربية الكثير لتصويب العلاقات بين لبنان والشقيقة سوريا». فيما اعتبر الأمين العام عمرو موسى أن الاتفاق هو «صيغة لا غالب ولا مغلوب».

وبهذا الاتفاق الذي تمخض عن مؤتمر الحوار الوطني في الدوحة الذي يكون لبنان قد تجاوز الانزلاق إلى هاوية الحرب الأهلية وأنهى الأزمة المستمرة منذ 18 شهرا.

التعليقات