القنطار: لا أعرف إلى أي عالم أخرج ؛ بعد 29 عاما في الأسر سيعانق الحرية

بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية في جلسة خاصة عقدت صباح يوم امس صفقة التبادل مع حزب الله بشكل نهائي، تواصلت الاستعدادات لإخراج الصفقة إلى حيز التنفيذ ابتداء من الساعة الثامنة

القنطار: لا أعرف إلى أي عالم أخرج ؛ بعد 29 عاما في الأسر سيعانق الحرية
بعد نحو 29 عاما في الأسر، ونحو سنة ونصف من المفاوضات، سيعانق سمير القنطار الحرية إلى جانب رفاقه الأربعة. وقد نقل فجر اليوم الأسرى اللبنانيين الخمسة من سجن "هداريم" إلى ثكنة عسكرية قريبة من نقطة رأس الناقورة الحدودية. وقال الأسير سمير القنطار لدى خروجه من السجن: "لا أعرف إلى أي عالم أنا أخرج ".

وقد اكتملت تقريبا كافة الاستعدادات لإخراج صفقة التبادل بين حزب الله والحكومة الإسرائيلية إلى حيز التنفيذ، وأعلن الجيش الإسرائيلي المنطقة المحيطة بنقطة الناقورة الحدودية منطقة عسكرية مغلقة ابتداء من الساعة العاشرة من مساء أمس. وبعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية في جلسة خاصة عقدت صباحا صفقة التبادل مع حزب الله بشكل نهائي، تواصلت الاستعدادات للتنفيذ والذي سيبدأ الساعة الثامنة من صباح يوم غد. وفي إطار تلك الاستعدادات التقى ممثلو الصليب الأحمر الدولي بالأسرى اللبنانيين الخمسة. في حين أوضحت مصادر الصليب الأحمر الدولي أن 9 شاحنات تنتظر في منطقة الشمال لنقل رفات وجثامين الشهداء اللبنانيين والعرب والفلسطينيين إلى لبنان. وعلى صعيد الاعتراضات الإسرائيلية على الصفقة ردت المحكمة الإسرائيلية العليا ظهر اليوم آخر التماس يطالب بمنع التنفيذ.

وقد وقع وزير القضاء الإسرائيلي، دانئيل فريدمان على توصية لجنة الإعفاءات في وزارة القضاء، لمنح العفو للأسرى اللبنانيين، ووقعها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس، وهو إجراء بروتوكولي يمنح الرئيس الإسرائيلي بموجبه العفو للأسرى اللبنانيين. وقال بيرس، أن التوقيع على العفو «مشروط بإجراء تشخيص دقيق للمختطفين»، معتبرا أن «هذه الخطوة تهدف إلى منع الطرف الآخر من عدم الإيفاء بما تعهد به». وفي إجراء بروتوكولي آخر أقرت المحكمة المركزية في الناصرة اليوم إطلاق سراح ثلاثة أسرى لبنانيين بعد أن كانوا يعتبرون معتقلين مدنيين.

وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر الدولي في إسرائيل، ياعيل شيغيف إيتان، أن ممثلين عن الصليب الدولي التقوا مع الأسرى اللبنانيين الخمسة، خلال اليومين الماضيين، وشرحوا لهم حول إجراءات إطلاق سراحهم ونقلهم إلى لبنان. وأكدت أن 9 شاحنات تابعة للصليب الأحمر الدولي، عبرت النقطة الأردنية فجر اليوم، وتتواجد في ثكنة عسكرية في منطقة الشمال ستتوجه حال حصولها على موافقة الجيش إلى المقبرة القريبة من مستوطنة "عميعاد" للبدء بعملية فحص جثامين ورفات الشهداء الذين سيسلمون لحزب الله، ومقارنة القوائم الموجودة بحوزتهم بالقوائم الإسرائيلية. ويتوقع أن تستغرق عملية التشخيص عدة ساعات بحيث تكون الشاحنات جاهزة صباح يوم غد لنقل رفات نحو 200 شهيد عربي وفلسطيني ولبناني إلى نقطة رأس الناقورة الحدودية لتسليمهم لحزب الله في إطار صفقة التبادل.

وعن سير عملية التبادل التي ستبدأ الساعة الثامنة من صباح اليوم غد قالت مصادر إسرائيلية إنه تم الإعلان عن المنطقة المحيطة بنقطة رأس الناقورة كمنطقة عسكرية ابتداء من الساعة العاشرة من مساء يوم أمس، وانتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة. وأوضحت المصادر أنه تم تخصيص مكان لوسائل الإعلام. فيما ستتواجد عائلتي الأسيرين الإسرائيليين في ثكنة عسكرية قرب مدينة نهريا بمرافقة ضباط من شعبة القوى البشرية، وسيبلغون أول بأول حول مصير أبنائهم.

وسيتم في البداية نقل الأسيرين الإسرائيليين إلى مقر الأمم المتحدة في الناقورة وهناك سيتم التأكد من هوياتهم إذا ما كانوا على قيد الحياة، أو تشخيص جثثهم إذا ما كانوا موتى وفي هذه الحالة قد تطول عملية التعرف على الجثث لساعات. وحال التأكد من هوية الأسيرين سينقل الأسرى اللبنانيون الخمسة عبر نقطة الناقورة الحدودية إلى الجانب اللبناني.

وفي غضون ذلك زالت يوم أمس جميع العوائق أمام إتمام الصفقة وردت المحكمة الإسرائيلية العليا الالتماس الثاني الذي قدمته عائلة الشرطي الذي قتل في العملية التي قادها الأسير سمير القنطار قبل 29 عاما، والذي طالبت فيه بمنع إطلاق سراح القنطار في إطار صفقة التبادل مع حزب الله.


..

التعليقات