السلطات المصرية تتراجع عن توقيف ستة من أفراد قافلة شريان الحياة

-

السلطات المصرية تتراجع عن توقيف ستة من أفراد قافلة شريان الحياة
تراجعت السلطات المصرية اليوم عن قرار توقيف ستة من أفراد قافلة شريان الحياة ، وجاء هذا القرار لينهي أزمة استمرت عدة ساعات بمطار القاهرة، بعدما امتنع 162 من أعضاء القافلة عن مغادرة قاعة الرحيل، والتوجه إلى الطائرة الخاصة التى ستقلهم إلى تركيا، اعتراضا منهم على منع 6 من أعضاء القافلة، فى الوقت الذى صعد فيه 126 منهم على متنها.

وكان النائب العام المصرى قد أصدر قراراً بمنع 7 أفراد من القافلة بزعم أنهم ارتكبوا تجاوزات واعتداءات على أفراد من الأمن المصرى فى ميناء رفح البرى أثناء عبور القافلة إلى قطاع غزة، إضافة إلى قيامهم بإتلاف بعض الممتلكات بالمنفذ منهم اثنان يحملان الجنسية البريطانية وهما "لى إيريك جمس من مواليد 7 يناير 1975 ونضال حجاج من مواليد 3 يناير1987 وتركيان هما سينان كوربان من مواليد 31 مايو 1969 ومحمد ساريجول من مواليد 10 أبريل 1973 وماليزى يدعى محمد إبراهيم بن عزمى من مواليد 29 أبريل 1987 وكويتى يدعى حمد عدنان عبد الكريم أحمد الشطى من مواليد 8 نوفمبر 1983 وأمريكى يدعى محمد رأفت الشريف، وقد فضل البقاء فى غزة وعدم العودة مع باقى أفراد القافلة، إلا أن اسمه سيظل مدرجاً على قوائم الممنوعين من مغادرة مصر فى حال دخوله فى أى وقت.

وكانت أسماء الأفراد السبعة قد تم إبلاغها إلى سلطات الجوازات بمطار القاهرة منذ صباح الجمعة، لعدم السماح لهم بالسفر إلا بعد قيام سلطات النيابة العامة بالتحقيق معهم فيما نسب إليهم.

وقد وصل أعضاء القافلة إلى مطار القاهرة فى حافلات سياحية تباعا، واستمر وصولهم حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، وقد قامت سلطات مطار القاهرة الدولى بتخصيص صالة السفر رقم 2 وعزلهم عن باقي المسافرين بادعاء مع اي احتكاكات مع باقى رواد المطار من المسافرين، كما قامت بإنهاء إجراءات سفرهم على الطائرة الخاصة التى ستقلهم إلى تركيا، والتى وصلت إلى مطار القاهرة فى تمام الساعة الخامسة والنصف من صباح اليوم السبت، والتى ستحمل على متنها 318 فرداً، فى الوقت الذى غادر فيه أعضاء آخرون من المشاركين فى القافلة على متن طائرات فى رحلات جوية مختلفة.

وأضافت المصادر بمطار القاهرة بأن هناك ما يقرب من 45 فرداً من المشاركين فى القافلة من جنسيات مختلفة تقدموا بطلب الحصول على تأشيرة دخول للأراضى المصرية لقضاء عدة
أيام، إلا أن الأمر مازال قيد البحث لدى سلطات الأمن المصرية.
وكان عدد من أعضاء قافلة «شريان الحياة 3» عبروا عن صدمتهم من النتائج التي انتهت إليها مسيرتهم الإنسانية، معتبرين أن إسرائيل هي الفائزة الوحيدة من"تعنت وظلم" السلطات المصرية معهم.
وأشاروا في اتصال هاتفي لصحيفة ـ«المصري اليوم» إلى أنهم أرادوا تقديم العون لأشقائهم في فلسطين، إلا أنهم فوجئوا بأحداث صرفت النظر عن حملتهم الأساسية، وهى فضح الممارسات الإسرائيلية خاصة تجاه قطاع غزة المحاصر.

وقال عدد من أعضاء القافلة أثناء استقلالهم الأتوبيسات المتجهة إلى مطار القاهرة، والتي تمت محاصرتها من قبل سيارات الشرطة خوفا من تجدد أحداث العنف التي صاحبت دخولها للقطاع، إنهم شعروا بالحزن البالغ من الأحداث التي حدثت في مينائي العريش الجوي والبحري، على الرغم من نجاحهم في إيصال المساعدات إلى الجمعيات الخيرية داخل غزة لتوزيعها لمستحقيها.

وأكد «أكمل سلطان»، تركي، أن القافلة لم تكن تستهدف الصدام مع الأمن المصري بأي شكل من الأشكال، منوها بأن الهدف منها كان إيصال مساعدات للفلسطينيين تساعدهم على تحمل الحصار الشديد الذي يعانونه، غير أن منعهم من إدخال المواد الإغاثية إلى القطاع أجبرهم على التظاهر لمحاولة إيصال صوتهم إلى القيادات المصرية والعالم.

وأضاف سلطان أن منظمي المسيرة عانوا كثيرا من غياب صوتهم في الإعلام المصري، مما صورهم أمام الرأي العام المحلي على أنهم "غوغاء"، على الرغم من أنهم لم يتظاهروا إلا بالوسائل السلمية فقط، لحرصهم على عدم إفساد علاقتهم بالسلطات المصرية، وذلك على الرغم مما وصفه بـ"التعنت" الواضح الذي تمت معاملتهم به.
وقالت «إنجريد بوليرن»، ألمانية، إن القافلة تعرضت لأسوأ أنواع الظلم من جانب السلطات المصرية، بعد أن تم إجبارها على الالتفاف عن طريق الأردن وسوريا لدخول مصر، وعلى الرغم من ذلك فلم يفتعل أعضاء القافلة المشاكل، بل أطاعوا السلطات المصرية احتراما لسيادة مصر على أراضيها.
وأضافت «إنجريد» أنها شعرت بالحزن والضيق الشديدين؛ بسبب الصدامات التي حدثت مع الأمن المصري، مشيرة إلى أن تحقيق هدف النشطاء بإيصال مساعداتهم إلى غزة لم يقلل من "تعاستهم" بسبب هذه الصدامات.
وقال «آرثر هان» بريطاني، إن حصارهم من قبل الشرطة يعكس تعامل السلطات المصرية معهم، مضيفا "عاملونا وكأننا إرهابيين ولسنا نشطاء سلام"، مشيرا إلى أن الأمن المصري كان يستفزهم ويضايقهم باستمرار، إلا أنهم صبروا على تلك الممارسات لكي يتمكنوا من تحقيق هدفهم.
وشدد «هان» على أن القافلة لم يكن لها أي نية في الاحتكاك بالأمن المصري، وأن هذا حدث بسبب أسلوب المعاملة "القاسية" التي تصرف الأمن بها معهم، مؤكدا أن الناشطين أجمعوا على توجيه رسالة شكر للشعب المصري على معاملته الحسنة لهم، ورسالة إدانة لأسلوب تعامل السلطات المصرية معهم.




التعليقات