عشرات الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضدّ قانون "التأثير الأجنبيّ"

في كانون الأوّل/ديسمبر، منح الاتّحاد الأوروبّيّ جورجيا وضع المرشّح الرسميّ لكنّه قال إنّه سيتعيّن على تبليسي إصلاح أنظمتها القضائيّة والانتخابيّة والحدّ من الاستقطاب السياسيّ وتحسين حرّيّة الصحافة وتقليص سلطة الأوليغارشيّين قبل إطلاق محادثات العضويّة رسميًّا...

عشرات الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضدّ قانون

(Getty)

تظاهر الآلاف الأحد في العاصمة الجورجيّة مطالبين الحكومة بإلغاء مشروع قانون "النفوذ الأجنبيّ" المثير للجدل الّذي حذّر الاتّحاد الأوروبّيّ من أنّه قد يقوّض تطلّعات تبليسي للانضمام إلى التكتّل.

وتشهد الدولة القوقازيّة الواقعة في منطقة البحر الأسود احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة منذ منتصف نيسان/أبريل، عندما أعاد حزب الحلم الجورجيّ الحاكم تقديم خطط لتمرير قانون يقول منتقدون إنّه يشبه التشريع الروسيّ المستخدم لإسكات المعارضة.

وكان الحزب قد اضطرّ إلى إسقاط إجراء مماثل قبل عام، في أعقاب موجة ضخمة من الاحتجاجات في الشوارع شهدت استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضدّ المتظاهرين.

واحتشد نحو 10 آلاف متظاهر مساء الأحد في الميدان الجمهوريّ المركزيّ في تبليسي وهم يلوّحون بأعلام جورجيا والاتّحاد الأوروبّيّ، متعهّدين بتنظيم "مسيرة أوروبّيّة" على طول الطريق الرئيسيّ في العاصمة باتّجاه البرلمان.

ودعا إلى التظاهرة نحو 100 من جماعات حقوق الإنسان الجورجيّة وأحزاب المعارضة الّتي كانت في السابق بعيدة عن الأضواء في الاحتجاجات اليوميّة الّتي يهيمن عليها الشباب.

وقال المنظّمون في بيان إنّ "السلطات الّتي أعادت تقديم مشروع القانون الروسيّ تتجاوز الإطار الدستوريّ وتغيّر توجّهات البلاد وتخون إرادة الشعب الّتي لا تتزعزع".

ومسعى جورجيا للانضمام إلى الاتّحاد الأوروبّيّ ومنظّمة حلف شمال الأطلسيّ منصوص عليه في دستورها، ووفقًا لاستطلاعات الرأي، يحظى بدعم أكثر من 80% من السكّان.

وتصرّ منظّمة "الحلم الجورجيّ" على أنّها مؤيّدة بشدّة لأوروبا وأنّ القانون المقترح يهدف فقط إلى "تعزيز الشفّافيّة" في التمويل الأجنبيّ للمنظّمات غير الحكوميّة.

لكنّ منتقديها يتّهمونها بتوجيه الجمهوريّة السوفياتيّة السابقة نحو علاقات أوثق مع روسيا.

وقال نيكا غفاراميا زعيم حزب آخالي المعارض خلال الاحتجاج "هذا القانون مثل هذه الحكومة لا يتوافقان مع خيار جورجيا التاريخيّ بأن تكون عضوًا في الاتّحاد الأوروبّيّ".

وقال رئيس المجلس الأوروبّيّ شارل ميشال إنّ مشروع القانون "لا يتوافق" مع مسعى جورجيا للانضمام إلى الاتّحاد الأوروبّيّ، مضيفًا أنّه "سيبعد جورجيا أكثر عن الاتّحاد الأوروبّيّ".

وفي كانون الأوّل/ديسمبر، منح الاتّحاد الأوروبّيّ جورجيا وضع المرشّح الرسميّ لكنّه قال إنّه سيتعيّن على تبليسي إصلاح أنظمتها القضائيّة والانتخابيّة والحدّ من الاستقطاب السياسيّ وتحسين حرّيّة الصحافة وتقليص سلطة الأوليغارشيّين قبل إطلاق محادثات العضويّة رسميًّا.

التعليقات