نصر الله يرحب بنجاد ويشكك بتوصل المحكمة الدولية إلى الحقيقة

ظهر الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، صديقًا للطبيعة وحريصًا على المناخ والبيئة وخضرة بلده لبنان، وذلك في كلمة ألقاها مساء اليوم السبت، لمناسبة اختتام حملة المليون شجرة في لبنان

نصر الله يرحب بنجاد ويشكك بتوصل المحكمة الدولية إلى الحقيقة

ظهر الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، صديقًا للطبيعة وحريصًا على المناخ والبيئة وخضرة بلده لبنان، وذلك في كلمة ألقاها مساء اليوم السبت، لمناسبة اختتام حملة المليون شجرة في لبنان، والتي قام في إطارها بزراعة الشجرة رقم مليون فوق أطلال بيته الذي هدمه القصف الاسرائيلي، وذلك رغم كل التهديدات الأمنية التي تحيط به، فكانت خطجوة رمزيّة تشير إلى مدى حبه للبنان، وفقا لوصف المحللين.

وأشار نصر الله في كلمته إلى الدور المهم الذي قامت به مؤسسة " جهاد البناء " في إنجازها لهذه الحملة، شاكرا القيادة السورية التي كانت صاحبة المبادرة للانطلاق في هذا المشروع.

وقد تحدث نصر الله في هذا السياق عن التهديدات المناخية التي تواجه البشرية، والتي بدأت تخرج عن سيطرة الدول العظمى، مبينا أن التهديد النووي هو أخطر التهديدات التي يواجهها البشر، ومبديا حرصه على خضرة لبنان، ومتخوفا من تصحره، ودعا إلى اعتبار موضوع " الشجرة والتشجير والأحراش، على أنه جزء من الأمن القومي اللبناني."

الطّبيعة تُقاوم، وإسرائيل تحرق الغابات..

ويتضح من كلمة نصر الله، أن الطبيعة تعتبر عنصرا مساعدا للمقاومة، ولهذا تعمد الاسرائيليون على ما يبدو إزالة الأشجار وإهمالها على الجانب اللبناني من الحدود الاسرائيلية اللبنانية، وذلك منذ العام 1978، إذ تعطي ميزة دفاعية للمقاومة. وقال نصر الله عن جولة أجراها مع الشهيد عماد مغنية في منطقة الحودو اللبنانية الجنوبية عام 2000: " من الملفت أننا وقفنا على التلال ونظرنا من الحدود إلى داخل فلسطين المحتلة، فوجدنا اللون الأخضر، ومنذ الحدود إلى الداخل اللبناني هنالك يباس وقليل من الأشجار التي تم الحفاظ عليها."  

وقد اتهم نصر الله إسرائيل بوقوفها وراء حرق بعض غابات الأشجار، ودعا إلى تكثيف زراعة الأشجار وتوسيع الرقعة اللبنانية الخضراء، والحفاظ على الموجود.

 استقبلوا نجاد بما يليق بالضّيافة اللبنانية وواجب الشّكر

وحول زيارة الرئيس الإيراني، أحمد نجاد، المرتقبة إلى لبنان الأسبوع المقبل، أكد نصر الله على ضرورة قول بعض الأمور. فأكد على أن ما أنجز بعد حرب تموز لا نظير له في تاريخ حروب العالم من حيث الإعمار، وذلك كله باموال إيرانية كثيرة منحت للمقاومة، إضافة إلى أموال أخرى منحت للدولة، اللبنانية، مبينا أنه لو اعطيت للدولة لضاعت ككل الهبات الاخرى في خضم البيروقراطيا البطيئة، وأن الناس لن يتلقو ا أي مساعدات، مبينا أن المقاومة تدفع من الامول الايرانية لمن تضررت بيوتهم ولم يتم إنجاز إعمارها من جديد حتى الآن، مؤكدا على أنه الرد على الدولة التي تساعد اللبنانيين وتقف معهم بعد أعتى الحروب، لا يكون إلا شكرها وتقديرها واحترامها.

وبين نصر الله أن نجاد يزور لبنان ضيفا رسميا ممثلاً الجمهورية الاسلاميّة التي حذفت نظام الشّاه، الحليف الأهمّ لإسرائيل في المنطقة، مؤكّدا أنه لا يأت بدعوة من أي طائفة أو جهة كانت، ولهذا دعا اللبنانيين إلى استقباله استقبالاً يليق بحسن الضيافة اللبنانية، والتعاطي معه بأخلاق.

وأشار إلى أنّ وجود الرئيس أحمدي نجاد في الرئاسة، ساعد على أن يكون مستوى الدعم الإيراني للمقاومة في المنطقة أكبر بكثير مما كان عليه في الماضي، وأن الثورة الاسلامية التي يمثلها رسميّا في زيارته قدمت مواقف حاسمة ومتقدّمة بوقوفها إلى جانب الحكومات العربية في الصراع العربي-الاسرائيلي، ويجب بالتّالي شكرها على ذلك.

وأشار نصر الله إلى أن إيران مستعدة لدعم لبنان ومساندته رغم كل الصعوبات، وأنها جهازة لتسليح الجيش اللبنانيّ محبة للبنانيين، وقال: " "هنا أريد أن أريح اللّبنانيين، وللأسف الشديد، نحن نطلب من الآخرين فيضعون الشروط ونرفضها.. وبالموضوع الإيراني، هو يعرض علينا ونحن نضع الشروط وهذا غريب."

وتابع القول: "تقولون إن لديكم نقصًا في التسليحات، وهنالك دولة مستعدة للمساعدة، إذا كنتم لا تريدون فليكن، لا داعي لأن يغضب أحد... هنالك وقائع معينة، الجيش السوري يمكنه الخروج من لبنان ولكن من يمكنه إخراج سوريا من لبنان؟".

ودعا نصرالله اللبنانيين للمشاركة الواسعة في الاحتفال الجماهيري التكريمي في ملعب الراية، وذلك في أول أيام زيارة نجاد إلى لبنان، وأوضح أن الرئيس أحمدي نجاد يريد الذهاب إلى الجنوب، وأنه في البرنامج لا وجود لما قيل إن نجاد سيرمي حجرًا على إسرائيل، مؤكّدًا أن هذا الموضوع لم يكن مطروحًا.

هل التحقيق الدّوليّ سيوصل إلى الحقيقة التي نريد؟

وتناول نصر الله في المحور الثالث لكلمته، قضية المحكمة الدولية وشهود الزور، مؤكدا أن إسرائيل في رأيه هي المدبر الأول لصدور القرارات الظنبة التي تتهم عناصر من حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري، يبرهن ذلك أن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، غابي أشكنازي بشر الاسرائيليين من خلال وسائل الاعلام بأنه سيكون هناك اتهام مباشر لحزب الله. هذا وكرر كلاما قاله في مناسبات سابقة، من أن إسرائيل هي التي تقف وراء اغتيال الحريري، وشكر الرئيس اللبناني سعد الحريري، على الكلام الذي قاله للشرق الأوسط حول قضية شهود الزور.

وشكك نصر الله في أن توصل المحكمة الدولية إلى الحقيقة التي يريدها اللبنانيون، إنما لن يكون هناك سوى نهاية واحدة، ألا وهي التزوير والتلفيق وتبرئة القاتل، وتجريم الأخ والصديق بغطاء من بعض اللبنانيين، قال: " لماذا يصر بلمار على ألا يسلم شهادات شهود الزور للواء السيد؟ لماذا؟ لماذا هذا الإصرار على حماية شهود الزور من قبل السيد بلمار والأمم المتحدة؟"

وأكد نصر الله أن حزب الله يبحث عن العدالة والحقيقة الحقيقيين، لا ما هو مزور باسم الحقيقة، وذلك حتى لا يقع الظلم على الأبرياء، كما وقع على عدد من الموقوفين والضباط الأربعة وحلفاء سوريا، وتساءل: " أريد أن أسأل سؤالا هادئاً: هل التحقيق الدولي يوصل إلى الحقيقة التي تؤدي إلى العدالة؟"

وقال نصر الله حول المماطلة في فتح التحقيق بقضية شهود الزور، وإنكار البعض لوجودهم أصلا: " الاحتمال يكفي لفتح تحقيق، وهم ادعوا حجة أننا لم نعطيهم كافة القرائن، ولكن القرائن التي قدمناها، لا التحقيق الدولي درسها ولا القضاء اللبناني، لدينا كل الشواهد التي تقول إن التحقيق الدولي سياسيّا وليس مسيّسًا، لأن المسيس يعني أنه قضائي، ولكنه سيّس، على العكس إنه تحقيق سياسي ألبس لباس القضاء."

هذا وأكد أنه تعرف خلال الأشهر الماضية على ما هو مذهل فيما يتعلق بقضية الاتصالات والتلاعب الاسرائيلي بها، وعد بالكشف عنها في مؤتمر صحفي قادم، مشيرا إلى أن احدا لم يتساءل عن احتمال ذلك، معتبرين الاتصالات دليلا لإدانة حزب الله في التورط بعملية الاغتيال.

 ودعا نصر الله جميع الأطراف إلى التعاون لمنع العدوان على المقاومة، ومنع الولايات المتحدة وإسرائيل من استغلال المحكمة لاتهام المقاومة، والتصدي لأي مخطط جديد للبلد، وتجنب صب الزيت على النار والتريوج للفتنة، وطالب بمناقشة هذا الموضوع بدلا من الاستسلام للإرادة الدولية، مرجحا أن يكون كل موضوع القرار الظني وشهود الزور جزءًا من رسم صورة جديدة للمنطقة.

حزب الله ليس انقلابيّا.. والعالم يشغل لبنان بالمحكمة لصالح إسرائيل

وأكد نصر الله أن المستفيد من قضية القرار الظني هو اسرائيل ومن يدعمها، والذي يزوده بأحدث الطائرات لتغيير المعادلات في المنطقة، ومن يضغط على الفلسطينيين وعلى العرب رغم الإذلالات والمهانات، مشيرا إلى التنكيل بالأسرى وصور المرأة الفلسطينية الأسيرة التي نشرت وأحد النود الاسرائيليين يرقص حولها، وقصف بيوت المجاهدين، ودهس المستوطن للطفل الصغير في سلوان، وما يجري في القدس من تطورات.

وأكد نصر الله أن المحكمة الدويلة جاءت لإشغال لبنان، كما يشغلون إيران بالعقوبات، وسوريا بالضغوط، وذلك حتى تستفرد إسرائيل بالفلسطينيين وتفعل ما تشاء دون محاسبة، وتقوم بفرض شروطها على العرب.

وبين أن حزب الله ليس انقلابيا، ولا يسعى لامتلاك السلطة، فقد كان يستطيع فعل ذلك في العام 2005 وفي 15 آب 2006، ولكنه لم يفعل، على حد قوله، وتابع: " لماذا التحدث عن انقلابيين والهروب من الموضوع الأساسي عبر لغة التحريض؟ ... الموضوع الأساسي هو الإرادة الدولية باستغلال المحكمة الدولية."

التعليقات