"اسرائيل ستنسحب على 3 مراحل من مزارع شبعا بعد تراجع حزب الله"

صحيفة البيان تنشر المقترحات الدولية لمعالجة ملف حزب الله وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا* مصادر تقول ان شارون ابلغ شيراك نيته الانسحاب من شبعا قريبا

نقلت صحيفة «البيان» الاماراتية، عن مصدر دبلوماسي وصفته بالمطلع، في بيروت، قوله ان انسحاباً إسرائيلياً على ثلاث مراحل من مزارع شبعا في جنوب لبنان بات أمرا وشيكا، من دون ان يحدد الموعد يقابله انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وتراجع المقاومة عن خط الحدود. وقالت المصادر ان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في جنوب لبنان ،غير بيدرسون ،الذي ناقش في لبنان آلية العمل على تنفيذ هذا القرار، كان قد أشار إلى ان الآلية الجديدة في ما يخص متابعة عمل قوات الطوارئ الدولية تلحظ حوارا مباشرا ودائما مع الحكومة اللبنانية في ما يتعلق بحفظ الاستقرار على جانبي «الخط الأزرق». ولفت إلى ان الأمم المتحدة وبمساعدة دول في مجلس الأمن تساعد على إقناع إسرائيل بوقف خروقاتها الجوية والبحرية والبرية للبنان، وأن هناك سعياً حثيثاً لتحديد فعالية وجود القوات الدولية في الجنوب.

وقالت الصحيفة ان مصادر دبلوماسية في بيروت ابدت قلقها من نية الولايات المتحدة وفرنسا استبدال آلية الضغط على لبنان من خلال القرار 1559 إلى العمل بوحي ومضمون القرار 1614 الذي صدر مؤخراً عن مجلس الأمن، والذي جرى بموجبه التجديد لولاية عمل قوات الطوارئ الدولية (يونيفل) العاملة في جنوب لبنان من أجل إنهاء ملف حزب الله.

وفيما أعلن قائد القوات الدولية (يونيفل) الجنرال الفرنسي آلان بلليغريني انه سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين موضوع إرسال الجيش في الأيام المقبلة إلى الجنوب، ذكرت المصادر ان بيدرسون اقترح في المرحلة الأولى تشكيل هيئة عسكرية مشتركة بين الجيش اللبناني وبين قيادة القوات الدولية، لمتابعة الوضع الميداني، وإجراء فحص شامل لمنطقة الحدود، والتوصل إلى خلاصات وفق اقتراحات من جانب المبعوث الدولي تقود إلى:

أولاً: نشر قوة إضافية من الجيش اللبناني على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وإبعاد كل نقاط المراقبة ومراكز انتشار عناصر المقاومة على الحدود، وإزالة كل الأدوات اللوجستية الخاصة بهم، ثم العمل على إقامة نقاط تمركز جديدة للقوات الدولية هناك. وثمة حديث عن رغبة القوات الدولية بالانتشار في المواقع نفسها التي كانت قوات الاحتلال تشغلها في المنطقة، وميزتها أنها تقع على مرتفعات التلال المطلة على فلسطين المحتلة.

ثانياً: اتخاذ تدابير تحول دون حصول أية عمليات تسلل من الأراضي اللبنانية أو حدوث أي إطلاق نار من الحدود اللبنانية للخط الأزرق باتجاه إسرائيل، وأنه في مرحلة لاحقة يمكن البحث في إمكانية تعزيز عديد وعتاد القوة الدولية الموجودة مع إحياء لاقتراح فرنسي كان قيد التداول صيف العام 2000 عندما كانت الأمم المتحدة تقود مفاوضات ترسيم الحدود، وهو الاقتراح الذي قضى بتوسيع رقعة انتشار القوة الدولية بعد تراجعها صوب الحدود، وأن يصار إلى تجهيزها بقوة هجومية وردعية تتيح لها منع الإسرائيليين والمقاومة من القيام بعمليات عسكرية في المنطقة الحدودية، وأن يتم تعديل مهام القوة وربطها بقوات دعم فرنسية تتواجد في البحر.

ثالثاً: البحث السياسي في اقفال الملفات الخلافية والعالقة بين لبنان وإسرائيل بما في ذلك الانسحاب من مزارع شبعا المحتلة وإطلاق سراح ما تبقى من أسرى لدى الطرفين، والمساعدة على إيجاد حل لملف «اللاجئين اللبنانيين إلى إسرائيل» في إشارة إلى عناصر «جيش لبنان الجنوبي» عملاء الجيش الإسرائيلي، ومن ثم إصدار إعلان من الأمم المتحدة يقول بإقفال كل الملفات الخلافية بين لبنان وإسرائيل بما يترافق مع ضمانات دولية بعدم حصول أي اعتداء إسرائيلي على لبنان، الأمر الذي يقود عمليا إلى إلغاء الأسباب التي تبرر استمرار المقاومة. وقالت المصادر الدبلوماسية انه رغم الحديث الصريح الذي جرى بين وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ وبين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة حول هذا الأمر.

إلا ان الأمر يعود إلى ما جرى بحثه مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أثناء زيارتها الأخيرة إلى بيروت، وحيث تتقاطع المعلومات عند إبداء الاستعداد للعب دور مع إسرائيل لإقفال ملف مزارع شبعا. وترددت معلومات في أوساط دبلوماسية في بيروت بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية آريئيل شارون ابلغ الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال لقائهما في باريس قبل أسبوعين نيته سحب القوات الإسرائيلية من مزارع شبعا.

ويشمل طرح شارون الانسحاب ضمن خطة إقليمية ودولية لنزع سلاح حزب الله خلال الأشهر المقبلة، وسيجري الانسحاب الإسرائيلي على مراحل، يعلن شارون في كل مرة عن انتهاء مرحلة منها ولا يبدأ بالمرحلة الثانية إلا بعد اتخاذ الجانب اللبناني خطوات تجاه حزب الله على ان تبدأ الخطوة الأولى خلال ثلاثة أشهر. وترافقت هذه التأكيدات مع ما تردد من معلومات عن أن الجيش الإسرائيلي بصدد إنجاز خط فاصل عند الحدود الغربية للمزارع يفصل بينها وبين منطقة الجولان المحاذية.

التعليقات