"الأسد مستعد لمفاوضات سلام إذا كان شارون جاهزاً لاستئنافها"

تيريا لارسن: الاسد يرغب بتجديد المفاوضات مع اسرائيل* الاسد: جاهزون لاستئناف مفاوضات السلام حول الجولان إذا كان شارون جاهزاً, وإذا كانت هناك ضمانات أميركية واضحة في شأن جدية التفاوض..

وكان الرئيس السوري ابلغ زواراً أميركيين, قبل أيام, انه "مستعد لاستئناف مفاوضات السلام, إذا كان رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون جاهزاً لذلك".

وكان الأسد استقبل السبت الماضي عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى, ثم السفير السابق مارتن انديك الذي يشغل حالياً منصب رئيس "مركز صابان" التابع لمعهد بروكنز للدراسات في واشنطن, والسفير السابق في المغرب ادوارد غبرييل الذي يترأس مركز "دراسات غبرييل" في العاصمة الأميركية.

وقالت صحيفة "الحياة" اللندنية ان الأسد قال لزواره الأميركيين: "نحن جاهزون لاستئناف مفاوضات السلام حول الجولان إذا كان شارون جاهزاً, وإذا كانت هناك ضمانات أميركية واضحة في شأن جدية التفاوض والوصول الى نتائج عملية من خلالها".

واضافت الصحيفة نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة، ان الأسد ناقش مع زواره الأميركيين "أسباب التصعيد الأميركي ضد سورية, مستغرباً اصرار واشنطن على الذهاب الى حد طرح قضية لبنان والوجود السوري فيه على مجلس الأمن الدولي". وأشارت الى ان الرئيس السوري "اهتم بمعرفة النيات الأميركية من وراء ذلك بعدما شرح لزواره الأميركيين انه يعتبر هذا التصعيد غير منطقي في وقت تبدي سورية انفتاحاً للتعاون مع الولايات المتحدة في العراق, إن في ضبط الحدود أو في الحؤول دون انتشار الفوضى فيه".

وذكرت المصادر نفسها ان الرئيس السوري تحدث عن "الصعوبات التي تواجهها أميركا في العراق, مشيراً الى نقاط تلاق سورية - أميركية في معالجة الأوضاع العراقية لأن دمشق تخشى من التطرف الذي أخذ ينمو في العراق ومن الفوضى التي أخذت تستشري فيه, وانها تبدي القلق هي أيضاً مما حصل في النجف في الآونة الأخيرة ومن الوضع غير المستقر في الفلوجة ومناطق اخرى. وهي حريصة على التعاون من أجل الحد من هذه الفوضى".

وأضافت المصادر: "أكد الأسد انه تم اتخاذ اجراءات أكثر تشدداً على الحدود العراقية - السورية للحؤول دون تسلل المقاتلين المتطرفين عبرها الى العراق, وانه تم التوافق مع الحكومة العراقية على هذه الاجراءات". كما أوضحت المصادر التي اطلعت من الزوار الأميركيين على جانب من المحادثات, ان الجانب السوري شرح حاجة الوحدات المنتشرة على الحدود مع العراق الى المزيد من المعدات ووسائل الاتصال والمراقبة, اضافة الى وسائل نقل وغيرها وان دمشق ربما ستثير حاجاتها هذه مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز حين يزورها في العاشر من الشهر الجاري.

إلى ذلك, قالت المصادر نفسها لـ"الحياة" ان الأسد اهتم خلال لقائه زواره الأميركيين, بمعرفة المدى الذي يمكن ان تذهب اليه واشنطن بعد قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الذي دعا الى انسحاب القوات الاجنبية من لبنان وتفكيك الميليشيات وانتخابات رئاسية بعيدة من التدخل الخارجي. وطرح اسئلة كثيرة عن اسباب الاهتمام الأميركي بالوضع اللبناني, على رغم ان اهتمامها الأول هو العراق الآن. كما انه حرص على الاستماع بانتباه الى الأوضاع داخل الادارة الاميركية في الظروف الراهنة.

كما أبلغ زواره ان التمديد للحود بات واقعاً وانه نصحه بالانفتاح على الفرقاء جميعاً والسعي نحو المصالحة.


قال مبعوث الامم المتحدة للشرق الاوسط، تيريا لارسن، انه على قناعة بان الرئيس السوري، بشار الاسد، معني بتجديد المفاوضات مع اسرائيل.

وقال لارسن، في مقابلة اجرتها معه اذاعة الجيش الاسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انه "نشأت فرصة الان يتوجب على الجانبين استغلالها".

واضاف لارسن ان "لدي انطباع واضح انه (اي الاسد) معني بالعودة الى طاولة المحادثات بهدف ايجاد حل للنزاع مع اسرائيل".

وذكرت الاذاعة ان مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي عقب على الانباء حول استعداد الرئيس السوري لتجديد المفاوضات مع اسرائيل بالقول ان "على الرئيس الاسد ان يثبت جدية نواياه من خلال الافعال وليس من خلال محادثات".

ونقلت الاذاعة عن مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة قولها ان "الاسد يحاول تخفيف الضغوط التي تمارسها عليه الامم المتحدة، وبالمقابل يواصل تقديم العون لمنظمات الارهاب".

وتابعت المصادر انه "لن تكون هناك مفاوضات مع سورية طالما لا تفعل دمشق شيئا ضد مقرات الارهاب لديها وتسحب جيشها من لبنان".

ويذكر ان وزير الامن الاسرائيلي، شاؤل موفاز، كان وجه ،امس، تهديدا لسورية في اثناء مقابلة مع الاذاعة الجيش الاسرائيلي وقال "ان اسرائيل ستنفذ عمليات ضد الارهاب في كل مكان، وبضمن ذلك في دمشق".

ومضى موفاز قائلا ان "على قادة الارهاب في العالم ان يعلموا ان يدنا طويلة وستطالهم في كل مكان".

واضاف انه "لا علم لدينا، في هذه المرحلة، بوجود علاقة مباشرة بين قيادات الارهاب في سوريا ولبنان وبين منفذي عملية بئر السبع التي وقعت الاسبوع الماضي".

لكنه قال ان هناك "قيادات الارهاب الموجودة داخل دمشق وترسل ارشادات وتعليمات ومالا الى الارهابيين" في الضفة الغربية.

التعليقات