الاحتلال الاميركي يقتل 11 عراقيا في بغداد والفلوجة

الاحتلال يهاجم الولجة، بعد فترة وجيزة من قيام طائرات الاحتلال الامريكي بقصف مناطق شيعية في بغداد * قوات اسبانية تتعرض لهجوم بقذائف المورتر في العراق

الاحتلال الاميركي يقتل 11 عراقيا في بغداد والفلوجة
بدأت قوات الاحتلال الأميركي تنفيذ عمليات عسكرية ضد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في عدد من معاقلهم بالعراق. وقال شهود عيان ان قتالا جديدا اندلع بين قوات الاحتلال ومجموعة من الشيعة في منطقة سكنية في العاصمة العراقية بغداد، اليوم، وقصفت طائرتا هليكوبتر من طراز اباتشي أهدافا في المنطقة. كما اندلعت النيران في عربة أمريكية في المنطقة السكنية وأغلب سكانها من الشيعة.
وذكرت مصادر في مكتب الزعيم الشيعي أن خمسة أشخاص قتلوا وجرح عدد آخر عندما قصفت مروحيات أباتشي أميركية المكتب الذي كان يعتصم فيه أنصار مقتدى الصدر في حي الشعلة ببغداد.

وقد أصيب عدد من المنازل بأضرار، فيما شوهدت سيارة عسكرية أميركية تحترق في المدينة. وقالت الأنباء إن ثلاث دبابات أمريكية فَتحت النار على حشود من أنصار الصدر في حي الجوادين قبالة حي الشعلة. واندلعت اشتباكات عندما حاولت خمس شاحنات تنقل جنودا أميركيين وعناصر من قوات الدفاع المدني العراقي دخول الحي.

في هذه الأثناء اتخذت الدبابات الأميركية مواقع عند مداخل مدينة الصدر ببغداد استعدادا لعملية موسعة على ما يبدو وأصيب طفل عراقي برصاص جنود الاحتلال بعد أن رشقهم مع زملائه بالحجارة. وذكر مسؤول بمكتب الصدر أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من أنصاره المسلحين وهدد بمعارك عنيفة إذا حاول الأميركيون دخول المدينة.

وأمام مكتب الشهيد الصدر تجمع الآلاف يحمل بعضهم أسلحة للمشاركة في تشييع ضحايا مواجهات الأمس مرددين الهتافات المناهضة للاحتلال الأميركي.

وكانت المدينة شهدت أمس مصادمات دامية مع جنود الاحتلال قتل فيها ثمانية جنود أميركيين و28 عراقيا وجرح العشرات من الجانبين.

وانطلقت العمليات الأميركية فور إعلان الحاكم الأميركي للعراق أن مقتضى الصدر وأنصاره وضعوا أنفسهم "خارج إطار القانون ويهددون أمن العراق"، واتهم بريمر الصدر بالدعوة لمناهضة السلطة الشرعية وشن هجمات ضد قوات التحالف ووصف الحاكم الأميركي الوضع الأمني بأنه صعب.

وقال بريمر الذي يرأس سلطة التحالف المؤقتة في العراق "نواجه موقفا أمنيا صعبا. لدينا جماعة يقودها مقتدى الصدر وضعت نفسها خارج نطاق السلطة القانونية وخارج نطاق مسؤولي التحالف والمسؤولين العراقيين."

واضاف بريمر قوله للصحفيين وهو يجتمع مع وزراء عراقيين ليبحث معهم كيفية التعامل مع الصدر "في واقع الامر انه يحاول ارساء سلطته بدلا من السلطة الشرعية. ولن نسمح بذلك. سنعيد فرض القانون والنظام وهو ما ينتظره الشعب العراقي."

وفتحت الاشتباكات الشيعية جبهة جديدة أمام قوات الاحتلال في العراق والتي تحاول احتواء هجمات شبه يومية عليها فيما يعرف باسم منطقة "المثلث السني" المحيطة ببغداد.

وشاركت الدبابات الامريكية في دوريات منتظمة في ضاحية مدينة الصدر ببغداد والتي قال مسؤول في مستشفى، اليوم، ان الاشتباكات التي وقعت فيها بين القوات الامريكية وانصار زعيم شيعي امس الاحد ادت الى مقتل 28 عراقيا واصابة 74 .

وقال محمد خضير المسؤول الاداري بمستشفى الثورة في حي مدينة الصدر ببغداد لرويترز ان القتلى والجرحى نقلوا الى المستشفى بعد القتال الذي شارك فيه مسلحون من انصار الصدر.

وفي البصرة قال شهود عيان ان مجموعة من المسلحين الشيعة احتلوا اليوم الاثنين منزل محافظ البصرة بجنوب العراق.

وذكر شهود العيان ان نحو الف من أنصار الصدر موجودون داخل منزل المحافظ وخارجه ويطالبون بالافراج عن أحد مساعدي الصدر الذي اعتقلته قوات تقودها الولايات المتحدة كما يطالبون برفع حظر صادر ضد صحيفة الصدر.

وأكدت بريطانيا التي تسيطر قواتها على البصرة نبأ احتلال منزل المحافظ.

وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية في لندن "دخل أعضاء من مجموعة الصدر الشيعية مبنى حكوميا وسيطروا عليه سلميا أثناء الليل."

ومضت تقول "المحادثات جارية الان بين الجماعة ومسؤولين عراقيين."

وفر وائل عبد اللطيف محافظ البصرة من المبنى ورفعت صور الصدر على البوابة. ولم يشاهد اي من رجال الشرطة العراقية او القوات البريطانية.

ويوم الاثنين وبعد تصريحات بريمر قال الصدر (30 عاما) في بيان يتسم بالتحدي تلي في المسجد الذي يعتصم به في الكوفة "اتهمت من قبل أحد زعماء الشر.. بريمر اني خارج على القانون" واذا كان هذا يعني خرق قانون الطغيان الامريكي والدستور القذر للعراق "فأنا أفخر بذلك."

وغضب الصدر من اعتقال أحد مساعديه هو مصطفى يعقوب الذي اعتقلته القوات الامريكية يوم السبت لصلته بمقتل رجل دين شيعي يدعى عبد المجيد. كما يطالب انصاره باعادة فتح صحيفة الحوزة الناطقة باسم الصدر التي أغلقتها السلطات الامريكية.

وأعلن الصدر يوم الاحد انه سيعتصم بمسجد في الكوفة والى ان يستجاب الى مطالبه.

وفي حي مدينة الصدر صوبت أطقم الدبابات الامريكية اسلحتها نحو مئات من الشيعة تلاحموا حول مكتب الصدر واخذوا يهيلون السباب على الجنود الامريكيين ويحملون صور زعيمهم الشيعي.

ويقول مسؤولون في جيش المهدي التابع للصدر منذ اشهر انه مستعد "للجهاد" ضد الامريكيين اذا صدر له الامر وكشف تحديه عن وجود انقسامات داخل صفوف الاغلبية الشيعية العراقية.

وإلى كربلاء في الجنوب حيث استمر التوتر والمواجهات بين الجانبين. فقد هاجم انصار الصدر عددا من مراكز الشرطة بالمدينة وصادروا أسلحتها كما اقتحم المتظاهرون محطة تليفزيون كربلاء ومركز بريدها وقاموا بإخلائهما. وقد دارت اشتباكات في المدينة بين القوات البولندية وأنصار الصدر مما أسفر عن إصابة ثلاثة عراقيين وثلاثة سياح إيرانيين.

كما أفادت أنباء أن أنصار الصدر فرضوا سيطرتهم على بعض الأضرحة الشيعية المقدسة في النجف والكوفة.

وفي محافظة ميسان بجنوب العراق قتل ثمانية عراقيين وجرح عشرة آخرون في مواجهات دارت ليلة أمس بين القوات البريطانية ومعتصمين من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأسفرت تلك المواجهات كذلك عن تدمير دبابتين بريطانيتين في حي العامل بمدينة العمارة جراء استهدافها بقذائف صاروخية.

وامتدت احتجاجات أنصار الصدر إلى البصرة حيث اعتصم المئات منهم صباح اليوم بمقر محافظة المدينة مطالبين بالإفراج عن مصطفى اليعقوبي أحد مساعدي الصدر في النجف.

من جهته اتهم الشيخ قيس الخزعلي عضو مكتب الشهيد الصدر قوات الاحتلال بافتعال الاضطرابات الأخيرة لجر الشعب العراقي إلى المواجهة. وطالب في مؤتمر صحفي عقده في النجف بإجراء تحقيق مستقل في الأحداث.

وقال الخزعلي إنه يتعين على قوات الاحتلال تنفيذ عدد من المطالب لتهدئة الشارع العراقي تشمل عدم تقييد حريات الشعب العراقي وإطلاق سراح جميع المعتقلين.

هجوم الفلوجة

في هذه الأثناء بدأت قوات مشاة البحرية الأميركية عملية عسكرية موسعة في مدينة الفلوجة غربي بغداد تستهدف بشكل أساسي عناصر المقاومة والانتقام لقتل أربعة جنود أميركيين والتمثيل بجثثهم الأسبوع الماضي.

وقتل ستة عراقيين على الأقل برصاص المارينز الأميركيين بينما حاصرت القوات الأميركية المدينة وأغلقت الطريق السريع بين بغداد والحدود الأردنية لتنفيذ العملية التي قالت مصادر عسكرية أميركية إنها قد تستمر ليومين.

وأفاد ت "الجزيرة" أن القوات الأميركية قررت فرض حظر تجول ليلي اعتبارا من اليوم وأصدرت بيانا أكدت فيه حظر التظاهرات على أهالي المدينة إلى جانب حظر حمل السلاح حتى على من يملكون رخصة للسلاح.

وذكر متحدث عسكري أميركي أن ثلاثة جنود أميركيين قتلوا في هجمات منفصلة لعناصر المقاومة العراقية في بغداد وكركوك والموصل. وأضاف بيان للجيش أن الجندي الأول من مشاة البحرية لقي مصرعه في حي الشعلة غرب بغداد, فيما قتل الثاني في انفجار سيارة بمدينة كركوك شمال العراق, ولقي الثالث مصرعه في هجوم على دورية عسكرية أميركية بمدينة الموصل.

وفي عملية أخرى للمقاومة أصيب عدد من الجنود الأميركيين في هجوم على سيارة مدنية على طريق مطار بغداد.

وقد وقعت العملية أمام جامع أم الطبول عندما أطلق مسلحون قذيفة صاروخية على سيارة كان يستقلها الأميركيون وأمطروها بوابل من الرصاص، مما أدى إلى احتراق السيارة.
قالت وزارة الدفاع الاسبانية ان القوات الاسبانية في العراق تعرضت لهجوم بنيران قذائف المورتر بعد يوم من اشتباكات مميتة وقعت مع محتجين في مدينة النجف الشيعية المقدسة وقربها. ‭‬‏

وجاء في بيان للوزارة "في كل من النجف والديوانية تعرضت القاعدتان اللتان يحتلهما لواء بلاس اولترا (بقيادة اسبانيا) لهجمات متقطعة بقذائف المورتر لكن لم تقع أي خسائر في الارواح ولم تلحق أي أضرار بالمعدات."

وكان اللواء الذي تقوده اسبانيا ويضم جنودا من دول امريكا الوسطى قد اشتبك مع محتجين يوم الاحد أغضبهم اعتقال مساعد أحد رجال الدين.

وقتل 20 عراقيا وجندي أمريكي وجندي من السلفادور. وادعت اسبانيا ان قواتها أطلقت النيران في دفاع شرعي عن النفس عقب تعرضها لاطلاق نيران من جانب المحتجين.

وقال البيان "الموقف في النجف اتسم بالتوتر الشديد مع احتلال أعضاء ما يسمى بجيش المهدي شوارع المدينة." وأضاف أن الموقف ازداد سوءا بسبب ترك الشرطة العراقية المدينة.

وأضاف البيان أن فيديريكو تريلو وزير الدفاع قضى الليل في مكتبه على اتصال بالقادة العسكريين.

وكان خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو رئيس وزراء اسبانيا القادم الذي انتخب بعد ثلاثة أيام من انفجارات القطارات بمدريد التي وقعت في 11 مارس اذار الماضي وسقط خلالها 191 قتيلا قد تعهد بسحب القوات الاسبانية وقوامها 1300 جندي من العراق بحلول 30 يونيو حزيران ما لم تمنح الامم المتحدة دورا أكبر في العراق.

التعليقات