الرئيس الأسد يؤكد على خيار دعم عناصر القوة وفي طليعتها المقاومة..

ويؤكد أن "تلازم المسارات السورية - اللبنانية - الفلسطينية قوة لسوريا وليس العكس.. الحكومة الإسرائيلية تعكس أجواء ومزاج الجمهور الإسرائيلي من تطرف إلى تطرف..

الرئيس الأسد يؤكد على خيار دعم عناصر القوة وفي طليعتها المقاومة..
أكد الرئيس السوري بشار الأسد على أن الدعم السوري لحزب الله يأتي لأن الخيار هو دعم عناصر القوة وفي طليعتها المقاومة. كما يؤكد على أن تلازم المسارات السورية واللبنانية والفلسطينية هو قوة لسورية. ويؤكد على الدور الريادي للمفكرين والباحثين في مواجهة التحديات الماثلة أمام سورية ولبنان وفي تعزيز الروابط الأخوية والصلات التاريخية التي تجمع الشعبين.

وأشار الرئيس الأسد خلال استقباله أمس الأول عدداً من المفكرين والباحثين السوريين واللبنانيين المشاركين في مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية الذي بدأ فعالياته في دمشق إلى أهمية الربط بين الممارسة والفكر وضرورة التركيز على التاريخ والجوانب التربوية والفكرية والثقافية والاقتصادية للنهوض بعلاقات البلدين.

ودار الحديث خلال اللقاء حول المحاور الرئيسية المطروحة في المؤتمر حيث شدد الرئيس الأسد على أهمية مثل هذه اللقاءات في وضع أسس لتقييم المشكلات والعقبات التي تعترض تعزيز العلاقات بين سورية ولبنان ووضع الحلول من أجل إلغائها بشكل كامل.

وأوضح الرئيس الأسد، إلى أن "المصالحة العربية هي في طور التهدئة والمراجعة في السياسات العربية، لكنها لم تبلغ حد التوافق، ومن هنا أهمية أن تتبلور الإرادة السياسية العربية" .

وأشار إلى أهمية المؤتمر، وقال: "صحيح أن مواضيع المؤتمر تركز على البعد التاريخي في العلاقات بين البلدين لان الأخطاء لا يمكن أن تكون قد بدأت منذ وقت قريب، فهناك تراكمات ربما تعود إلى سايكس ـ بيكو، وعلى أي حال نحن في موضوع لبنان، هناك محطات من الصراع اذكر منها معركة الاستقلال ومعركة 1958، ولا أريد أن ادخل في ادوار القوى الدولية آنذاك" وأوضح الرئيس الأسد أن الاعتراف بأخطاء في العلاقات السورية اللبنانية هدفه رفض هذه الأخطاء وتصحيحها، معتبرا أن تعامل القيادة السورية مع قوى طائفية في الماضي أفقدها جزءا من اللبنانيين جراء المصالح الطائفية. موضحا أن "من يسيطر على اللعبة السياسية هم الطائفيون، وهذه مسؤوليتكم، فعندما يبلور المجتمع المدني مشروعه للدولة عندئذ تأتي المساعدة الخارجية مكملة، لذلك فإن الأمر هو مسؤوليتكم في لبنان وعليكم أن تتفقوا على نظامكم السياسي ومشروعكم للدولة".

وقال :"من بين الأخطاء التي ارتكبناها في لبنان هي علاقتنا مع فئة من دون أخرى، لكن هذه المسؤولية لا تقع علينا، لأن لبنان كان قد خرج من الحرب والقوى الطائفية والميليشياوية المتقاتلة هي التي ستعقد السلم". وأضاف: "لم يتعامل اللبنانيون مع موضوع الطائف بوضوح، سواء بصفته وقفا لإطلاق النار والحرب أو مشروعا لبناء الدولة، وقد كانت هذه مسؤولية اللبنانيين أن يتفقوا على تطبيق الطائف وإعادة بناء نظامهم السياسي". وشدد على أن دعم سورية لـ حزب الله ليس لأنه فصيل سياسي لبناني، وانما لأن " سوريا تدعم المقاومة بشكل عام".

وردا على سؤال حول ترسيم الحدود، قال: "نحن في موضوع ترسيم الحدود، فان اللجنة قائمة وعاملة، لكن نحن لا نريد أن نسهل مشكلة إسرائيل في موضوع شبعا لأنها أرض عربية محتلة، وقلت للامين العام للأمم المتحدة بان كي مون لا علاقة لكم بالموضوع، وقد وافقني على ذلك".

وعن المفقودين ، قال الرئيس بشار الأسد: "أجرينا تحقيقات في الموضوع، واللائحة التي قدمت لنا وتضم حوالى 800 اسم ليس لدينا منها سوى 15 موقوفا بأحكام قضائية بتهمة التعامل مع إسرائيل". وأضاف :"نحن في سوريا نتحمل العبء، والبعض يستخدمه سياسيا، لكن الحقيقة أن الزعماء السياسيين المسؤولين عن تلك الحرب الأهلية والمقابر الجماعية لا يريدون أن يقفلوا هذا الملف ويصارحوا اللبنانيين بالحقيقة. و أؤكد أن عليكم أن تسألوا مؤسساتكم عن الموضوع، فلديها الخبر اليقين".

وعن مستوى العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين البلدين أوضح أن مستوى هذه العلاقات لا يزال ضعيفا ً واعتبر أن "المجلس الأعلى اللبناني السوري هو لمصلحة لبنان لأننا الأقوى".

وكرر الرئيس الأسد انفتاحه على أفكار اقتصادية تؤدي إلى تفاعل بين البلدين. وشدد على أن لا عودة للجيش السوري إلى لبنان.

وعن المفاوضات مع إسرائيل، قال: "أتحفظ على كلمة تفاوض، لان التفاوض يجري بين فريقين وجها لوجه، لكننا كنا في رحلة استكشاف النوايا واستطلاع الاحتمالات، وبدلا من أن تتم الأمور كما حصل في التسعينيات في الحوار المكوكي الذي قام به جيمس بيكر، كنا نجتمع في تركيا في فندقين منفصلين، وكان الوسيط التركي يتنقل بيننا وينقل الأفكار. هذا ليس تفاوضا بعد، وانتم تعرفون الآن أن الحكومة الإسرائيلية تعكس أجواء ومزاج الجمهور الإسرائيلي من تطرف لتطرف. ولا بد أن أقول في هذا الإطار إن حوارنا، وكذلك حوار الإيرانيين، مع أميركا لم يبدأ مع الرئيس باراك اوباما، بل بدأ في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وعلى الأقل قبل سنة ونصف السنة. صحيح انه كان يأخذ أحيانا أشكالا مواربة، ولكن العروض كانت واضحة. وعلى أي حال عندما أتى الأوروبيون لم يكن ذلك بمعزل عن القرار الأميركي. الأميركيون اكتشفوا أزمتهم في العراق وهم يريدون الخروج بطريقة لائقة، وليــس لدينا مانع من ذلك، لان مصلحتنا تلتقي عند هذه النقطة، وهو إعلان الجدول الزمني للخروج من العراق".

وأضاف الرئيس بشار الأسد "أما في الموضوع الإسرائيلي فما زلنا في مرحلة استكشاف النوايا، وليس لديهم حتى الآن أي تصور أو أفكار يطرحونها علينا. لكن أقول انه ليس في الأفق حروب كبيرة، وهذا الأمر بدا واضحا مع إيران منذ زمن، وعلينا في هذه المرحلة أن نبلور توجهاتنا ومطالبنا. فنحن منذ البداية قلنا إن الخيار هو دعم عناصر القوة، وفي طليعتها المقاومة. ونحن في هذا الموضوع لا نعتبر المقاومة في لبنان فريقا سياسيا ندعمه بل ندعم المقاومة بشكل عام".

وردا على سؤال حول وحدة المسارات قال: "أبلغت الرئيس ميشال سليمان بكافة التطورات على هذا الصعيد، ونحن في سوريا نعتقد أن تلازم المسارات السورية - اللبنانية - الفلسطينية قوة لسوريا وليس العكس. ولم نتخل عن فكرة وحدة المسارات".

وعن المصالحات العربية قال الرئيس الأسد إن "المصالحة العربية هي في طور التهدئة والمراجعة في السياسات العربية، لكنها لم تبلغ حد التوافق، ومن هنا أهمية أن تتبلور الإرادة السياسية العربية". وأضاف " نحن لم نغير خطابنا، وكل ما يجري من تحولات يتجه لقبول أفكارنا لان ما نقوله ينطلق من المصالح القومية والوطنية ومن الحقوق العربية".

وحول رؤيته المستقبلية للمنطقة، أوضح الرئيس الأسد : "نحن نقيم علاقات جيدة جدا مع إيران وتركيا، ونعول كثيرا على هذه العلاقات كأساس لوضع تصور لمصالح المنطقة. وهناك وحدة في الرؤية مع تركيا ونقاط مشتركة، مثل الأنهار والتاريخ والحدود".

وردا على سؤال عن المشروع الإصلاحي في سوريا، قال الرئيس بشار الأسد :"نحن طرحنا أفكارا إصلاحية، ثم داهمتنا أزمة العام 2005، وهنا أؤكد أنني عندما جئت إلى السلطة كان أكثر من نصف الجيش السوري قد انسحب من لبنان، وكنت قبل ذلك من مؤيدي هذا التوجه. وقد تلقيت عروضا عربية وغربية كثيرة قبل صدور القرار 1559، وهناك معلومات وتفاصيل كثيرة، لكننا لم نستجب للعروض والضغوط، وبالفعل اتخذت قرار الانسحاب قبل تظاهرات الذين يتحدثون عن السيادة. وعلى كل حال، السيادة هي استقلال قرارك السياسي وإرادتك، ونعرف أن البعض في لبنان نسج علاقات ضد هذا المفهوم. لا أريد العودة إلى هذا الموضوع، أريد التطلع إلى المستقبل، ونعتبر مؤتمركم احدى المبادرات التمهيدية التي سنبني عليها".

وأشار إلى أن سوريا بصدد تطوير التشريعات، و"اقرينا حتى الآن مبدأ إنشاء مجلس شورى، لأنه قد لا يتاح للنخب الوصول إلى البرلمان، ولكن هناك تفاصيل تشريعية، والأمر يأخذ وقتا". وتابع "كما نسعى إلى تطوير قوانين وسائل الإعلام". وأوضح انه تم إعداد أوراق سياسية من أجل تجديد حزب البعث لعرضها على مؤتمره المقبل. وقد عبرالمفكرون والباحثون عن تقديرهم لمواقف الرئيس الأسد تجاه القضايا العربية ولحرصه الشديد على أفضل العلاقات مع لبنان.

التعليقات