القمة العربية: علاقات مع اسرائيل بعد انسحابها من الاراضي المحتلة

اسرائيل تزعم ان المبادرة العربية لا تمثل نقطة انطلاق وان على الدول العربية أن تبدأ التفاوض دون شروط!!*مسودة البيان الختامي: "حق لبنان السيادي في ممارسة خياراته السياسية"

القمة العربية: علاقات مع اسرائيل بعد انسحابها من الاراضي المحتلة
بدأ القادة العرب قمتهم السنوية اليوم الثلاثاء في الجزائر العاصمة حيث يعتزمون إعادة طرح مبادرة السلام العربية المتفق عليها منذ عام 2002 والتي رفضتها اسرائيل مرارا.

ويشارك في القمة التي تستمر يومين 13 زعيما من أعضاء جامعة الدول العربية المؤلفة من 22 عضوا في مجمع على الساحل بغرب العاصمة الجزائرية. واكتفت دول أخرى بارسال وفود على مستوى عال.

وطلب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي رئيس القمة السابقة في كلمته الافتتاحية تلاوة الفاتحة ترحما على روح رئيس الامارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وفي محاولة من جانبهم لارسال رسالة بنواياهم السلمية الى العالم من المتوقع أن يقر الزعماء العرب نسخة معدلة من مبادرة السلام العربية التي تدعو الى اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل اذا انسحبت من الاراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

لكن اسرائيل قالت اليوم الثلاثاء ان المبادرة لا تمثل نقطة انطلاق وان على الدول العربية أن تبدأ التفاوض دون شروط!

ويدعو مشروع البيان الختامي الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الى التحرك من أجل "استصدار قرار من مجلس الامن أو الجمعية العامة للامم المتحدة بتبني مبادرة السلام العربية كاطار للحل السلمي."

وتؤيد الولايات المتحدة التي تهيمن على مجلس الامن الموقف الاسرائيلي بأن على اسرائيل وجيرانها تعيين الحدود عن طريق المفاوضات.

ولا تمنع المبادرة الدول فرادى من تطبيع علاقاتها مع اسرائيل في أي وقت وان كانت مصر والاردن فقط هما اللتان وقعتا معاهدتي سلام ولهما سفيران في تل ابيب.

وحاول الاردن في اطار سعيه للاستفادة من التحسن الطفيف بين اٍسرائيل والعرب أن يجعل مبادرة بيروت أكثر جاذبية للرأي العام الاسرائيلي والعالمي لكنه واجه مقاومة من جانب حكومات تخشى من أن يشير اقتراح عمان ضمنيا الى تنازلات بشأن ما ينبغي اسرائيل أن تقدمه.

واتفق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري يومي السبت والاحد على توضيح شروط المبادرة بمزيد من التفصيل مما خفف من تأثير اعادة طرح مبادرة بيروت.

وذكر وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم أن قمة الجزائر لن تكون "قمة التطبيع".

ودعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الدول العربية الى عدم "الهرولة" في تطبيع علاقاتها مع اسرائيل رغم موافقة الفلسطينيين الاسبوع الماضي على التهدئة مع اسرائيل حتى نهاية العام الحالي على الاقل.

وقالت حماس في بيان ان تلك الهدنة لا تعني "شيكا مفتوحا كي تعيد (الدول والحكومات العربية) علاقاتها مع العدو الصهيوني الذي يمثل خطرا على الامة بأسرها من المحيط الى الخليج ذلك أن شيئا لم يجر حله للان فالارض لا زالت محتلة والمستوطنات تتوسع يوما بعد يوم والجدار العنصري يمتد أكثر فأكثر في قلب المدن والقرى الفلسطينية.

"لا زال الاحتلال على مواقفه السابقة من رفض قيام دولة فلسطينية أو اخلاء كافة المستوطنات أو رفض حق العودة... من هنا فاننا نتوقع من قادة الدول العربية المجتمعين في الجزائر ألا يفتحوا الابواب أمام العدو الصهيوني كي يلج الى عواصمنا."

كما حذرت الجماعة السلفية للدعوة والقتال اكبر جماعة متمردة في الجزائر الزعماء العرب من ان شعوبهم ستنتقم منهم بسبب اطاعتهم اوامر الولايات المتحدة واسرائيل.

وقرر العاهل الاردني الملك عبد الله عدم حضور القمة بعد أن عدل وزراء الخارجية مبادرة بلاده. كما يغيب أيضا الرئيس اللبناني اميل لحود الذي تواجه بلاده أزمة سياسية عقب اغتيال الحريري قائلا انه منشغل بالوضع الداخلي.

والزعماء الحاضرون هم زعماء الجزائر وجيبوتي ومصر والعراق وموريتانيا والسلطة الفلسطينية والصومال والسودان وسوريا وتونس وليبيا وعاهل المغرب وأمير قطر.

ويشمل جدول أعمال القمة أيضا اصلاح الجامعة العربية لمنحها نفوذا أكبر وضم البرلمانيين والمنظمات غير الحكومية الى منظومة العمل العربي.

ومن المتوقع أن يناقش الزعماء الازمة التي تعصف بلبنان وسوريا لكن لن يصدر بالضرورة قرار رسمي بشأنها. لكن المشروع الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط يؤيد "حق لبنان السيادي في ممارسة خياراته السياسية ضمن الاصول والمؤسسات الدستورية".

التعليقات