المتابعة العربية بعمّان تؤكد مبادرة السلام

اختتم في العاصمة الأردنية اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية الهادف لتحديد موقف عربي موحد من الحكومة اليمينية في إسرائيل

المتابعة العربية بعمّان تؤكد مبادرة السلام
اختتم في العاصمة الأردنية اجتماع لجنة متابعة المبادرة العربية الهادف لتحديد موقف عربي موحد من الحكومة اليمينية في إسرائيل، لا سيما ما يتعلق بعملية التسوية وتحديد جدول زمني لتنفيذ التزامات إسرائيل تبعا لما جاء في مقررات القمة العربية بالدوحة.

وأكدت اللجنة التزامها بضرورة تفعيل مقررات قمة الدوحة والدفع بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين كسبيل لانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.

وقال وزير الخارجية ناصر جودة في تصريحات بعد ختام اللقاء الذي جمع وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر ولبنان الى جانب السلطة الفلسطينية ضمن لقاءات تشاورية فى اعقاب القمة العربية الاخيرة التي عقدت في الدوحة فى نهاية الشهر الماضى: "هدفنا جميعا هو اطلاق مفاوضات جادة ومباشرة واقامة الدولة الفلسطيينة المستقلة والتوصل الى السلام العادل والشامل في المنطقة."
وتغيب وزير خارجية سوريا وليد المعلم عن الاجتماع لارتباط مسبق في الخارج.
وكانت قمة الدوحة شددت على ضرورة تحديد اطار زمني محدد لقيام اسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام والتحرك بخطوات واضحة ومحددة نحو تنفيذ استحقاقات عملية السلام القائمة على المرجعيات المتوافق عليها دوليا لاسيما مبادرة السلام العربية.
وقال جودة ان المشاورات تهدف الى توحيد وجهات النظر العربية قبيل زيارة سيقوم بها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى الولايات المتحدة لم يحدد موعدها بعد. لكن مصادر رسمية رجحت ان تتم قريبا الزيارة التي سينقل خلالها العاهل الاردنى الى الرئيس الامريكي باراك اوباما "الموقف العربي الذي تم الاتفاق عليه في قمة الدوحة".
وأضاف جودة ان الملك عبدالله سينقل للادارة الامريكية "ما صدر عنها (القمة) من قرارات خاصة الالتزام بالسلام ومبادرة السلام العربية وتكثيف جميع الجهود لاطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تؤدي الى حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ضمن اطار الحل الشامل في المنطقة."

ونسب بيان للديوان الملكى فى اعقاب لقاء العاهل الاردنى مع وزراء الخارجية العرب فى ختام اجتماعهم انه شدد على اهمية "عامل الوقت فى اطلاق المفاوضات التى يجب ان ان تستند على خطة تحرك واضحة للوصول الى حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل الذى يعيد جميع الحقوق العربية".

وقالت قناة الجزيرة أن الوزراء التقوا بعد انتهاء اجتماعهم بملك الأردن عبد الله الثاني لتحميله أفكار لجنة المتابعة حيال عملية السلام لنقلها على شكل رسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما عند لقائه به قبل نهاية الشهر الحالي.

وقد أكد العاهل الأردني لدى لقائه وزراء الخارجية العرب على ضرورة التحرك بشكل فوري لإطلاق مفاوضات جادة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على أساس حل الدولتين ووفق المرجعيات المتفق عليها وفي مقدمتها مبادرة السلام العربية.

ولم يعقد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مؤتمرا صحفيا كما كان مقررا.
لكن جودة قال في تصريحات مقتضبة للصحفيين إن الاجتماع كان تشاوريا حيث جدد المجتمعون تأكيدهم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، كما أكدوا ضرورة متابعة مبادرة السلام العربية. وقال إن غياب الوزير السوري كان بسبب ارتباط مسبق وإنه سيلتقيه قريبا.
من جهته أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن الاجتماع دعا الإدارة الأميركية إلى المطالبة بإلزام الحكومة الإسرائيلية بتنفيذ تفاهمات السلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف النشاط الاستيطاني ورفع الحصار عن قطاع غزة ورفع الحواجز الأمنية الإسرائيلية وتنفيذ مطالب المجتمعين العربي والدولي.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ليس بإمكانها مواصلة سياستها العدوانية على الشعب الفلسطيني.

يذكر أن نتنياهو أثار شكوكا بالتزام حكومته بحل الدولتين، كما أكد وزير الخارجية اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان في أول تصريح له عدم اعتراف الحكومة بقرارات مؤتمر أنابوليس، وقال إنها ستلتزم فقط بقرارات خارطة الطريق، مؤكدا أن جهود السلام مع الفلسطينيين وصلت إلى طريق مسدود.

وكانت حركة حماس أكدت في بيان أن أهمية اجتماع وزراء الخارجية العرب نابعةٌ من أهمية القرارات التي سيتخذها للتعامل مع حكومة دولة الاحتلال الجديدة، ومدى تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس، في تصريحات صحفية "إن هذا الاجتماع يأتي في ظل استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني واستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة، واستمرار تهويد مدينة القدس بالاستيطان وتهجير الفلسطينيين، وفي ظل تنامي قوى التطرف والعنصرية من قبل الاحتلال من خلال الحكومة الجديدة المتطرفة".

وبين أن هذا التطرف من قبل الاحتلال يعد بمثابة إعلان حربٍ على الشعب الفلسطيني، وربما تطال المنظومة العربية.
وشدد على ضرورة أن يتخذ اجتماع الوزراء العرب قرارات مهمة تتوازى مع حجم الدمار الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية في القطاع والحصار.

وطالب الدول العربية بأن تستخدم جميع أوراق الضغط على حكومة الاحتلال كي تجبرها على احترام حقوق الشعب الفلسطيني، ووقف الحصار الظالم عن القطاع، وكافة أشكال العدوان".

وأضاف "من المفترض أن يتبلور عن هذا الاجتماع محورٌ عربيٌّ قويٌّ يعزز صمود الشعب الفلسطيني في ظل ما يجري"، معرباً عن خشيته من أن يتخذ هذا الاجتماع قرارات تكون بمثابة قوارب نجاة لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة.

وقال "يجب على الدول العربية أن تستغل علاقاتها الدولية وتحديدًا مع الولايات المتحدة، في توضيح خطورة ما يجري للفلسطينيين من قبل الحكومة المتطرفة، وفي ضرورة استجماع الرأي العام العالمي في مواجهة تطرف الاحتلال.

ومن جهته دعا خالد البطش القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون في عمان اليوم، إلى صياغة "إستراتيجية مواجهة موحدة"، لمواجهة موجة التطرف اليميني في دولة الاحتلال الإسرائيلي المصاحبة لتسلم حكومة نتنياهو- ليبرمان المتطرفة للحكم في إسرائيل.

كما وطالب البطش في تصريحات صحفية أنه يتوجب على كل الدول العربية اتخاذ موقف موحد من حكومة اليمين المتطرفة في دولة الاحتلال، خاصة وأن وزير الخارجية في هذه الحكومة المدعو "ليبرمان" قد أكد مرارا وتكرارا على ضرورة ضرب مصر وسوريا وإيران.

وحول ملف إعادة الإعمار في غزة، بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، قال إن مسؤولية الإعمار هي مسؤولية عربية وليست فلسطينية، ولذلك فإن هناك ضرورة قصوى لأن تتخذ الدول العربية خطوات محددة وعملية لفك الحصار وفتح معابر غزة.



التعليقات