المخرج السوري مصطفى العقاد يوارى الثرى في مسقط رأسه بحلب

-

المخرج السوري مصطفى العقاد يوارى الثرى في مسقط رأسه بحلب
بعد خمسة عقود من مغادرته سوريا الى هوليوود، عاد المخرج السينمائي مصطفى العقاد الى بلاده في نعش من الاردن حيث لاقى حتفه في تفجير استهدف فندق "غراند حياة"، الاربعاء الماضي .

وشيعت مدينة حلب الشهباء اليوم جثمان العقاد الى مثواه الاخير في المقبرة الجديدة في شرق مدينة حلب، وذلك بعد صلاة الجنازة على الجثمان في جامع الروضة بحلب، حيث ألقى محمود عكام مستشار وزير الأوقاف كلمة نوه فيها بأعمال الفقيد السينمائية.

ومثل وزير الثقافة محمود السيد الرئيس السوري بشار الأسد في مراسم التشييع, وألقى كلمة نقل فيها تعازي القيادة السورية لأهل الفقيد, لافتا إلى أن الأسد أصدر مرسوما يوصي بمنح الفقيد وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة تقديرا لمواقفه القومية والوطنية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن السيد أن فقدان العقاد ليس خسارة عربية سورية فقط بل هو خسارة على الصعيدين القومي والعالمي, مؤكدا أن الفقيد كان مؤمنا برسالة أمته العربية الإنسانية والحضارية وجسد إيمانه في فيلمه المشهور "الرسالة".

وكان العقاد المولود في سوريا وأحد المخرجين العرب القلائل المشهورين في الغرب وابنته ريم بين 56 شخصا قتلوا على أيدي انتحاريين بعد تفجيرات استهدفت ثلاثة فنادق فخمة بالعاصمة الاردنية عمان يوم الاربعاء (9 نوفمبر).

وقد اشتهر العقاد في هوليوود كمنتج منفذ لسلسلة أفلام الرعب (هالوين) Halloween. ولكنه اشتهر في العالم العربي لاخراجه فيلم الرسالة الذي يروي بزوغ الديانة الاسلامية، وفيلم عمر المختار، يروي قصة زعيم المقاومة الليبية ضد الاحتلال الايطالي.

وقال الممثل السوري دريد لحام "مصطفى العقاد فارس عربي قدر يخترق العقل الغربي ويخاطبه بالأسلوب اللي بيقدر يستوعبه ووصله أهم فيلمين الرسالة اللي بيحكي فيها عن عظمة الاسلام وعن انه دين التسامح والسلام. عمر المختار اللي بيحكي فيه عن شرف المقاومة في مواجهة عهر ارهاب الاستعمار. العقاد فارس عظيم. اخترق العقل الغربي وأخشى ان يكون الفارس الاخير."

وتبادل ناجي العطري رئيس الوزراء السوري ونظيره الاردني عدنان بدران التعازي عند بلدة نصيب السورية على الحدود مع الاردن حيث تسلمت اسرة العقاد نعشه الذي حملته عربة أردنية في موكب الى سوريا.

وقال محمد زهير العقاد شقيق المخرج الراحل "يعني بقدر ما كان عربي في كل خلية فيه ومؤمن بكل خلية فيه خدم الاسلام وخدم العروبة ومع الاسف أدعياء الاسلام صار قتله على يدهم الله يرحمه بس يبقى هو اكبر منهم. واكبر من كل ها المجرمين."

وأخرج العقاد فيلم (الرسالة) The Message عام 1976 وفيه يتناول حياة النبي محمد حيث قام الممثل العالمي انطوني كوين بدور حمزة عم النبي. وفي هذا الفيلم الملحمي الذي صور السنوات الاولى للاسلام واجه العقاد تحديا كبيرا في تصوير فيلم لا يرى ولا يسمع فيه المشاهدون صورة او صوت النبي محمد.

كما اخرج العقاد فيلم (اسد الصحراء) Lion of the Desert عام 1981 الذي يتناول قصة كفاح المناضل الليبي عمر المختار الذي جسد كوين شخصيته ايضا.

ويقول المقربون من العقاد في سوريا انه كان يتحدث دائما عن خطة لاخراج فيلم عن القائد الشهير صلاح الدين.

وقال وزير الثقافة السوري محمود السيد ان الوزراة كانت تعتزم تكريم العقاد لاعماله في مهرجان دمشق للسينما في وقت لاحق من العام الحالي.

ويذكر معظم السوريين كلمات العقاد عندما قال في مقابلة ردا على سؤال بشأن قصة نجاحه "شكرا لوطني .. شكرا لوطني .. شكرا لوطني.."

وكان العقاد ذكر يوما ان أصدقاءه في حلب اعتادوا السخرية من حلمه بأن يصبح مشهورا في هوليوود ونصحوه بأن يخفض من آماله بالتوجه الى القاهرة عاصمة السينما في الشرق الأوسط.

وكان العقاد قد اصيب بجراح بالغة في التفجيرات التي استهدفت الفنادق الاردنية، يوم الاربعاء، عندما كان في استقبال ابنته ريما، التي وصلت لتوها من بيروت الى فندق "غراند حياة". . وقد قتلت ريما على الفور ودفنت امس الجمعة في لبنان.

واكد اقارب العقاد انه اصيب بجرح كبير في الرقبة وفقد الكثير من دمه.

ولد مصطفى في حلب (شمال سوريا) العام 1934 وانتقل لدراسة السينما العام 1954 في الولايات المتحدة. ودرس الفنون المسرحية في جامعة لوس انجليس في كاليفورنيا وتخرج منها العام 1958.

التعليقات