المعلم: معاودة المفاوضات تحتاج إلى جديّة إسرائيلية و سوريا مستعدة للتفاوض شريطة أن لا تكون هذه المفاوضات على حساب المسار الفلسطيني

"محطة أنابوليس لم تؤد لتطور في عملية السلام، والضغط على إسرائيل للرضوخ لعملية السلام في الشرق الأوسط.. لا مناص من عودة الجولان كاملا إلى السيادة السورية"..

المعلم: معاودة المفاوضات تحتاج إلى جديّة إسرائيلية و سوريا مستعدة للتفاوض شريطة أن لا تكون هذه المفاوضات على حساب المسار الفلسطيني
كشف وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، عن عقد اجتماع موسّع لمجلس وزراء الخارجية العرب منتصف العام الحالي لمناقشة مبادرة السلام العربية بشكل مفصّل، موضحاً أنّ العرب أكدوا في قمة دمشق ضرورة إعادة النظر في استراتيجية السلام مع إسرائيل.

وطالب المعلم العرب بالتوقف عند محطة أنابوليس التي لم تؤد لتطور في عملية السلام، و الضغط على إسرائيل للرضوخ لعملية السلام في الشرق الأوسط.

وفي حديثه لوكالة الأنباء السودانية شدد المعلم على أن لا مناص من عودة الجولان كاملاً للسيادة السوريّة، و أن معاودة المفاوضات بين سورية وإسرائيل تحتاج إلى جديّة إسرائيلية، مبيناً استعداد سوريا للعودة إلى طاولة المفاوضات في حال وجدت هذه الجديّة، شريطة أن لا تكون هذه المفاوضات على حساب المسار الفلسطيني.

وعرض مطولاً للملفات الأساسية، عقب انعقاد القمة العربية بدمشق و ترؤّس سوريا للعمل العربي، شارحاً خطة العمل الحالية لسوريا رئيسة مجلس القمة العربية ، حيث أفاد المعلم بأن سوريا ستبدأ تنفيذ خطتها بمشروعين مهمين:
الأول : مشروع إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية والتوصل إلى توافق لبناني لانتخاب رئيس يحوز على توافق جميع الطوائف في لبنان.
والثاني: يهدف لإحياء الحوار الفلسطيني الفلسطيني، و إنهاء الأزمة بين حماس وفتح ، لتكوين رأي عام فلسطيني موحّد تجاه قضايا السلام والدفاع عن حقوق القضية الفلسطينية.
ولفت المعلم إلى أهمية هذين الملفين اللذين لا يحتملان التأجيل نظراً لحساسيتهما البالغة.

وفي ذات السياق أكد المعلم أن سوريا، وعبر تولّيها رئاسة القمة العربية، ستسعى إلى إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية، من خلال تضافر الجهود السورية والسعودية لحل الأزمة ، وليس بأسلوب الضغط على طرف دون الآخر، و إنما من خلال تشجيع الحوار التوافقي ليتقدم كل طرف خطوة تجاه الآخر، حتى يلتقيا في نقطة توافقية واحدة تكون بمثابة حجر الأساس لحل الأزمة اللبنانية.

كذلك فقد عبّر المعلم عن تأييد سوريا للجهود اليمنية القائمة لتوحيد الفلسطينيين، مشيراً إلى متابعة الرئيس السوري بشار الأسد للمقترحات التي طلب من فتح وحماس أن يزوداه بها، ومن ثم تزويد اليمن بها، و بالتالي مواصلة جهود إنهاء الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، بما يرضي الطرفين.

واعتبر المعلم أنه من خلال قمة دمشق برزت مدرستان عربيتان برؤية مختلفة في كيفية حل الأزمات العربية، حيث ترى المدرسة الأولى ضرورة حل الأزمات العربية داخل نطاق الدول العربية بالدرجة الأولى، كأزمة الرئاسة في لبنان وأزمة فتح وحماس، وأزمة التدهور الأمني في العراق، ومن ثم يأتي دور حل الأزمات العربية العربية بين الدول.

أما المدرسة الثانية والتي تعتبر سورية من أنصارها فهي ترى وجوب حل الخلافات العربية العربية أولاً ومن ثم حل الأزمات داخل الأقطار العربية.

وعن نتائج قمة دمشق أوضح المعلم أن العرب أكدوا من خلال قمتهم الأخيرة عدم رغبتهم في المواجهة مع الغرب، لكنهم في الوقت نفسه يريدون بناء نظام عربي موحّد وقوي وخال من الخلافات والانشقاقات.

وفيما أكد سعي سوريا إلى الحوار الجديّ والتفاهم مع الجميع، رغبةً منها في تجنيب المنطقة مزيداً من الدمار والأميركيين مزيداً من القتلى، رأى أن الضغوط الغربية ّعلى سوريا سوف تتضاعف، معرباً عن استعداد سوريا لكل الاحتمالات بما فيها لجوء الولايات المتحدة إلى القوة العسكرية بعدما فشلت في سياستها الرامية إلى عزل سورية عن محيطها العربي، هذه السياسة التي ستحرم واشنطن والغرب من وضع حلول واضحة لإنهاء أزمات المنطقة.

ولفت المعلم إلى أنّ محاولات العزل ما هي إلا نتاج صراع سياسي ودبلوماسي غير ظاهر للعيان، و تابع: على الولايات المتحدة أن تعلم دور سورية التاريخي في الخارطة العربية.

وفيما يخص استضافة السودان للاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية - السورية والحدود العراقية - الأردنية، أوضح المعلم أن هناك دولاً عربية عديدة جاهزة لتقديم الدعم للسودان في هذا الشأن، خصوصاً وان السودان كان قد طلب من الدول العربية أن تساعده في تجهيز البنية التحتية للمدينة السكنية التي سيقيم فيها اللاجئون الفلسطينيون، إضافة إلى توفير فرص العمل لهم.

كما عبّر المعلم عن التزام سوريا بكل ما يحفظ وحدة السودان وسيادته ويمنع التدخل الأجنبي الهادف إلى تجزئة السودان بذرائع مختلفة.

وحول تحفظ العراق بشأن البند الخاص به في البيان الختامي لقمة دمشق، قال المعلم إن سورية تولي تحفّظ العراق على البند الخاص به في إعلان دمشق أهميّة قصوى، والوفد العراقي المنسجم والمشارك بفعالية في القمة أظهر أن الخطأ الذي حدث سببه الوفد العراقي نفسه، الذي يبدو أنه لم ينتبه كثيرا لهذا البند ليطالب بتعديله.

التعليقات