جولة محادثات سياسية في مصر تتناول نتائج الانتخابات الفلسطينية

الرئيس مبارك استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيفي ليفني* وفد من حماس يصل القاهرة في جولة ستشمل عدة عواصم عربية لشرح مواقف الحركة..

جولة محادثات سياسية في مصر تتناول نتائج الانتخابات الفلسطينية
قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، يوم أمس،الاربعاء، انه يمكن لحركة حماس بعد وصولها الى الحكم أن تبدي رغبة في التعايش مع اسرئيل اذا انسحبت اسرائيل الى حدود الرابع من حزيران عام 1967.

وقال أبو الغيط في مقابلة مع صحيفة "المصري": "أعتقد أن حماس تتحدث عن حدود 1967. ففي هذا هم لا يختلفون كثيرا عن كافة التيارات الوطنية الفلسطينية أو الطرح العربي. كما أعتقد أن الطرح العربي (القائم على) الارض مقابل السلام طرح مقبول وسوف يكون مقبولا."

وقال أبو الغيط ان وصول حماس الى السلطة سيكون له أثر على تفكيرها. وأضاف أن المطلوب ألا يسرع أحد بالوصول الى استخلاصات حول اثار نصر حماس الانتخابي.

وقال "أهم شيء هو أنه لا يجب أن يفكر أحد في العالم الغربي أو اسرائيل في عقاب الشعب الفلسطيني على اختياراته. بل على العكس يجب التدقيق في أسباب الاختيار الفلسطيني والتوصل الى الخلاصات والنتائج."

وشهدت العاصمة المصرية اليوم نشاطاً دبلوماسياً محموماً على خلفية التطورات السياسية الجارية داخل الأراضي الفلسطينية، عقب الفوز الذي أحرزته حركة "حماس". فقد وصل الى مصر وفد رفيع من قادة حماس يضم سعيد صيام عضو القيادة السياسية لحماس، والنائب في المجلس التشريعي، والشيخ محمد حسن شمعة أحد مؤسسي حماس وقيادات الاخوان المسلمين في القطاع .
وقال سامي ابو زهري الناطق باسم الحركة ان هدف الزيارة هو اجراء حوار مع قيادات الحركة في الخارج بهدف بحث الرؤية المستقبلية للحركة . وأعلن أبو زهري ان الوفد سيشارك في جولة ستقوم بها حماس لعدد من العواصم العربية بهدف "شرح برنامج الحركة ورؤيتها المستقبلية وضمان المزيد من الدعم للشعب الفلسطيني"

وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن القاهرة "ترى أنه ينبغي على حماس أن تلتزم بثلاثة شروط يتصدرها وقف العنف، ثم الالتزام بكافة الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، وأخيراً التفكير جدياً في الاعتراف بإسرائيل والتعايش السلمي معها، حتى يمكن للفلسطينيين استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين مجدداً".

والتقى الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل استقباله لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي وصلت إلى القاهرة في زيارة هي الأولى من نوعها منذ توليها لحقيبة الخارجية في حكومة حزب "كاديما".

وتصدرت هذه المحادثات مسألة نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، ومستقبل السلطة الفلسطينية في ظل التهديدات الدولية والإسرائيلية بمقاطعة الحكومة التي ستشكلها الحركة ووقف المساعدات المالية للشعب الفلسطيني عقب فوز ''حماس'' في الانتخابات الأخيرة.

وقال سليمان عواد الناطق باسم الرئاسة المصرية إن موقف القاهرة من فوز حماس ينطلق من أن هذا الفوز يعد نتاجا لعملية ديمقراطية، وأن هناك إجماعا وتوافقا دوليا عاما على ضرورة التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، ودفع جهود السلام، كما أن هناك إجماعاً على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".

وحسب مصادر دبلوماسية مصرية طلبت القاهرة من وزيرة الخارجية الإسرائيلية منح فرصة لحركة "حماس" والتمهل في إصدار حكم عليها والانتظار حتى تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، لافتة أيضاً إلى أن القاهرة ترى أن "حماس" خففت كثيراً من لهجتها حيال إسرائيل، وأنها سوف تسلك سلوكاً واقعياً.

ومضت ذات المصادر قائلة إن الرئيس المصري استمع إلى استعراض من وزيرة الخارجية الإسرائيلية لموقف تل أبيب بشأن التفاوض مع "حماس" .

التعليقات