حزب الله: فوزنا في الانتخابات صفعة للمخطط الأمريكي"

الشيخ نعيم قاسم:"الانتخابات النيابية في الجنوب كانت استفتاء حول المقاومة وتأكيد للشعبية الواسعة التي تحيط بهذه المقاومة وردة فعل على التدخل الاجنبي في الشؤون اللبنانية"

حزب الله: فوزنا في الانتخابات صفعة للمخطط الأمريكي
قال حزب الله اللبناني، اليوم الاربعاء، ان الفوز الذي حققه في انتخابات جنوب لبنان شكل صفعة للمخطط الأمريكي تجاه المقاومة ومن شأنه أيضا ان يوقف أي خطوات سريعة لنزع سلاحه.

وترك الشيخ نعيم قاسم نائب أمين عام حزب الله الباب مفتوحا أمام مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة لأول مرة بعد الانتخابات البرلمانية التي تجري في لبنان على مراحل.

وقال قاسم "الانتخابات النيابية في الجنوب كانت استفتاء حول المقاومة وتأكيد للشعبية الواسعة التي تحيط بهذه المقاومة وايضا ردة فعل على كل التدخلات الاجنبية في الشؤون اللبنانية واعتقد ان مثل هذا الاستفتاء لا يمكن الا ان يشكل صفعة حقيقية بوجه المخططات التي ينتظرونها للبنان بعد الانتخابات النيابية "

واضاف في مقابلة مع رويترز "ان الانتخابات شكلت إغاظة للامريكيين ونقطة مهمة اضطروا ان يقفوا عندها وان حاولوا ان يردوها بطريقة الحديث اللا مبالي وتكرار الموقف السياسي الثابت ضد حزب الله."

واردف "اعتقد ان الاجندة الامريكية فيما يتعلق بالمقاومة ستتخلخل بسبب استفتاء الجنوب."

واكد ان "هذا الاستفتاء له دلالة داخلية تتحدث عن ضرورة الاخذ بعين الاعتبار وجهة نظر هذه القاعدة الكبيرة وبسبب التنوع الطائفي في لبنان لا يمكن لاي جهة ان تقدم على مغامرة فيها جنون وفيها توريط لمصلحة اجندة اجنبية امريكية وعليه نحن نعتبر ان هذا الاستفتاء الجنوبي قد ابعد كثيرا شبح اي توتر داخلي في مواجهة المقاومة وسيساعد في ان تكون الاطراف الداخلية اكثر دقة في مناقشة قضاياهم كي لا يكونوا جزءا من مشروع اسرائيلي امريكي."

وفازت لائحتان مشتركتان يترأسهما حزب الله وحركة امل الشيعية بمقاعد الجنوب البالغة 23 مقعدا في المرحلة الثانية من الانتخابات التي جرت يوم الاحد الماضي.

وكانت الانتخابات البرلمانية بدأت في لبنان في 29 مايو /آيار الماضي ومن المقرر ان تستمر حتى انتهاء المرحلة الرابعة في الشمال في 19 يونيو /حزيران الجاري.

واشار الشيخ نعيم قاسم نائب امين عام حزب الله الى ان هناك اتجاهين "لمواجهة المقاومة في لبنان بالنسبة للدوائر الاستكبارية. الاتجاه الاول ان يكون هناك تدخل عسكري خارجي سواء اكان امريكيا او اسرائيليا او دوليا. والاتجاه الثاني ان يحصل هناك ضغط داخلي يمكن ان يؤدي بالسياسة الى حل ويمكن ان يصل الى حدود الفتنة الداخلية والتقاتل الداخلي ضد سلاح المقاومة."

لكنه استبعد التدخل العسكري الخارجي قائلا "ان القناعة الدولية اصبحت راسخة بان الاعتداء الخارجي يقوي المقاومة ولا يضعفها وبالتالي اي تدخل عسكري خارجي سواء كان امريكيا او اسرائيليا سيجعل هناك مزيدا من اللحمة حول المقاومة وسيعطيها مكتبسات اضافية. ولذا استبعد الخيار الخارجي"

واضاف "بقي الخيار الداخلي. هم يفكرون ان يتجه باتجاهين اما بالضغط السياسي واما بالضغط العسكري من خلال الجيش اللبناني او احداث فتنة داخلية بين اللبنانيين. عندما يتبين من خلال استفتاء الجنوب هذا الحجم من التأييد والاحتشاد فهذا يعني ان شريحة كبيرة في المجتمع تؤيد المقاومة من صغيرها الى كبيرها."

وقال "هذا الاستفتاء ليس موجه ضد احد في الداخل، هذا استفتاء لدعم المقاومة وضد المخططات الاجنبية."

ودعا اللبنانيين الى الحوار لكنه رفض ان يتم حصر الحوار بسلاح المقاومة قائلا "عندما نتحدث عن حوار بين اللبنانيين يعني انه حوار على كل شيء محل نقاش ومحل خلاف ومحل سؤال .. هذا الحوار يشمل الطائف وانجاز مفرداته التفصيلية وكذلك كيفية حماية لبنان من العدوان الاسرائيلي وماذا سنفعل بموضوع عودة اللاجئين الى بلدهم وعندها يكون الحديث عن المقاومة جزء من هذا الحوار المتكامل الشامل."

وتوقع الشيخ نعيم قاسم ان تزداد الضغوط على لبنان وقال ان "الامريكيين لن يريحوا لبنان بمطالبتهم المستمرة بالمطلب الاسرائيلي الدائم وهو ضرب المقاومة وسيحاولون مد اليد الى لبنان على طريقة الجزرة والعصا لتشجيعه وتحفيزه على تقديم تنازلات في مقابل مساعدات يمكن ان تعطى له."

لكنه استبعد ان يتجاوز الأمر بعض الضغوط "لان تعقيدات الواقع اللبناني وتعقيدات الأزمة الفلسطينية في المنطقة تحول دون الوصول الى حلول سريعة أو قاطعة."

وقال "أستطيع القول اننا سنكون أمام وضع فيه صعوبات لكن ليس فيه انجازات أمريكية أو اسرائيلية."

وجدد دعم حزب الله لإعادة انتخاب نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي الجديد وترك الباب مفتوحا أمام احتمال مشاركة حزب الله في الحكومة المقبلة قائلا "بالنسبة للحكومة اللبنانية سنكون أكثر اهتماما من أي وقت مضى لمناقشة فعالة لوضعية الحكومة اللبنانية القادمة.

"لكن لا نستطيع من الان ان نحدد المشاركة او عدمها لاننا نريد ان نفهم أولا من سيكون رئيس الوزراء وما هو برنامج عمل الحكومة وكيف سيكون دور حزب الله في هذه الحكومة وهل سيكون فاعلا ومؤثرا أو مجرد رقم عادي في داخل هذه الحكومة"

التعليقات