دمشق: كوفي أنان يقدم تعهدات وضمانات بعدم تسييس تقرير ميليس

"الموقف السوري يتعزز الآن بعد قيام السلطات الفرنسية بالقبض على المجند السوري الفار الصديق على خلفية تضليل التحقيق من خلال تقديمه معلومات كاذبة وملفقة كشاهد زور"

دمشق: كوفي أنان يقدم تعهدات وضمانات بعدم تسييس تقرير ميليس
أكدت سوريا استعدادها للتعاون مع أي جهة دولية راغبة في التحقق من عدم صحة الاتهامات الأميركية الموجهة لها والمتصلة بمجرى الاحداث وتطوراتها في المنطقة، سواء ما يتعلق بالعراق أو لبنان.

ولفت مصدر سوري الى ان علاقات دمشق كانت طيبة مع كل الإدارات الأميركية السابقة، مشيرا الى ان الإدارة الحالية هي التي تفتعل الأزمات مع سوريا بضغوط اسرائيلية ومن اجل تحقيق اهداف ومصالح اللوبي الصهيوني.

وكشف المصدر ان هذه الادارة رفضت اكثر من عرض ومبادرة سورية لاقامة حوار بناء وموضوعي بين الجانبين من اجل التوصل الى حلول مرضية لكل المشكلات القائمة، لافتا الى خطورة الدور الذي تقوم به اسرائيل للابقاء على العلاقة السورية - الأميركية في حال من التوتر والمواجهة.

واشار المصدر الى تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم امس الاول والتي أكد فيها بأن حكومة شارون هي التي شجعت كلا من الولايات المتحدة وفرنسا على اصدار قرارمجلس الامن 1559 بشأن لبنان، وكذلك تأكيده أن اسرائيل تريد ان تجعل من الوضع اللبناني ورقة ضغط أميركية على سوريا. وهذه المواقف والإشارات هي تعبير قوي عن مدى رضوخ الادارة الأميركية الحالية لكل ما تريده اسرائيل وهو ابعاد المنطقة عن اجواء السلام العادل والشامل والاستقرار.

وفي سياق متصل كشفت مصادر سورية مطلعة النقاب عن ان كوفي أنان الامين العام للأمم المتحدة قدم ضمانات وتعهدات الى الجانب السوري بأنه لن يتم "تسييس" التقرير الذي سيصدره ديتليف ميليس، رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق، يوم 21 الشهر الجاري، مؤكدة أن الالتزام بمثل هذا الموقف سيعني بالضرورة عدم توجيه أي اتهام مباشر الى سوريا.

وأوضحت هذه المصادر ان الموقف السوري يتعزز الآن بعد قيام السلطات الفرنسية بالقبض على المجند السوري الفار محمد زهير الصديق وذلك على خلفية قيامه بتضليل التحقيق الدولي من خلال تقديمه معلومات كاذبة وملفقة كشاهد زور، مشيرة الى احتمال تعرض بعض الشخصيات اللبنانية البارزة التي ساهمت في ترتيب سيناريو الصديق مع لجنة التحقيق الدولية الى المساءلة!

وشددت المصادر على سلامة الموقف السوري وانه ليس لدى دمشق أي قلق ازاء تقرير ميليس اذا كان فنيا أو مهنيا في حين ان "تسييسه" هو الامر الذي يقلق الجانب السوري.

ونفت المصادر نفسها وجود أي علاقة أو ارتباط مباشر بن حادث انتحار اللواء غازي كنعان وزير الداخلية السوري السابق وتقرير وعمل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، مؤكدة ان بعض وسائل الاعلام والصحف حاولت ايجاد مثل هذه العلاقة بهدف التشويش على الموقف السوري، ولكن التحقيقات التي جرت اقنعت العديد من الجهات الدولية بأن ما جرى للواء كنعان كان انتحارا بفعل الضغوط النفسية التي تعرض لها من جراء الحملات الاعلامية اللبنانية التي استهدفته.

وتوقعت المصادر السورية ان يقوم تيري رود لارسن المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بزيارة دمشق في غضون الايام القادمة لاجراء اتصالات ومحادثات مع القيادة السورية بشأن عمل لجنة التحقيق الدولية والقرار 1559 والتداعيات التي يمكن ان ترافق نتائج تقرير ميليس على الوضع اللبناني، موضحة ان الجانب السوري سيؤكد على قيامه بتنفيذ كل الالتزامات المترتبة على سوريا بالنسبة للقرار 1559 حيث تم سحب جميع القوات وعناصر الاستخبارات السورية من لبنان وتم التأكد من ذلك من قبل فريق من المحققين الدوليين.



"شام برس"

التعليقات