صور جديدة تظهر تعذيب المعتقلين العراقيين في سجون الإحتلال البريطانية

-

صور جديدة تظهر تعذيب المعتقلين العراقيين في سجون الإحتلال البريطانية
في واحدة من المشاهد التي تعيد إلى الأذهان صور ممارسات جيش الإحتلال الأمريكي في سجن أبو غريب الرهيب, أظهرت صور جديدة جنودا بريطانيين وهم يعذبون سجناء عراقيين. كم هي فظيعة تلك الممارسات وكم منها لا يزال غائبا حتى الآن عن أعين العالم الذي لا يزال يترقب المدى الذي ستصل إليه العملية الإحتلالية الأميركية البريطانية في العراق.

وكانت قد أثارت صور أبو غريب العالم باعتبارها قسوة بالغة بحق سجناء, إلا أن تلك الإثارة انكفأت بعد حين رغم انعدام التناسب بين هول تلك الجرائم والأحكام المخففة التي صدرت بحق مرتكبيها, لتضيع الحقيقة وسط ركام التقارير الصحفية وحجج المحامين وتنصل المسؤولين الأميركيين الذين دافعوا بالقول إن أولئك العسكريين تصرفوا من تلقاء أنفسهم في وقت أكد فيه الجنود أنفسهم أنهم كانوا ينفذون الأوامر.

الصور الجديدة التي بلغ عددها 20 صورة -لم يسمح إلا للقليل منها بالظهور بينما حجب ما لا يحتمل نشره منها- أثارت موجة من الاستنكار في الشارع البريطاني الذي انخفض تأييده للحرب بشكل ملموس. أما رئيس الوزراء توني بلير فقد انبرى لإدانة هذه الممارسات باعتبارها "مروعة وفظيعة"، ولكنه استدرك قائلا إن هذه الممارسات لا تعكس التصرفات العامة للقوات البريطانية في العراق, في تكرار ممل للتصريحات الأميركية التي أعقبت انتهاكات أبو غريب.

وما يثير القلق من عرض هذه الصور, ليس وجود حالات تعذيب يعرف الكثيرون أنها تقع في العديد من السجون الأميركية والبريطانية بالعراق, أو تلك التي وقعت وتقع في قاعدة غوانتانامو وأثارت موجة نقد حقوقية على صعيد العالم, وإنما استمرار هذا النهج وتعزيزه عبر اختيار رموزه "القانونيين" من أمثال ألبرتو غونزالس مرشح الرئيس الأميركي جورج بوش لشغل منصب وزير العدل في الإدارة الجديدة, والذي سوغ "التكييف القانوني" لهذه المعاملة التي تنزلها قوات الإحتلال الأمريكية بحق "إرهابيين" لا يدخلون في إطار معاهدة جنيف الخاصة بأسرى الحرب.

ويزداد الأمر إحباطا بسبب تنصل منظمات دولية من مسؤولياتها الرئيسية في الحفاظ على حقوق السجناء, خصوصا أسرى الاحتلال والحروب. فالصليب الأحمر يرفض التعليق على الصور الجديدة ليعتصم بكلمة "لا تعليق" الغامضة ولا يزيد على القول إنه كان يقوم بزيارات منتظمة للسجناء العراقيين وإنه كان يطلع باستمرار على أحوالهم, دون الإفصاح عن حقيقة تلك الأحوال.
فالمنظمة لا تعلق علنا على شروط الاعتقال, كما أنها ترفض التعليق على الحقائق الجديدة التي تظهرها الصور أو تلك التي يوضحها سير المحاكمات. والأمر الوحيد الذي تؤكده المنظمة على لسان مسؤولة إعلامية فيها هو أن الحوار مع سلطات السجون الأميركية والبريطانية بشأن الأسرى والمعتقلين دائم ومستمر, لا أكثر من ذلك.

ويرى السفير العراقي السابق ماجد السامرائي أن الصور الجديدة تؤكد أن للاحتلال هوية واحدة وأنه سيترك آثارا سلبية على القوات البريطانية الموجودة في جنوبي العراق. وأضاف السامرائي في تصريح للجزيرة أن هذه الصور هدية العيد لأولئك الذين يقولون إن سلوك القوات البريطانية مع العراقيين يختلف عن سلوك قوات الجيش الأميركي.

لا أحد يعلم حقيقة ما جرى -ويجري اليوم- في السجون الأميركية والبريطانية في العراق, غير أن هذه الصور تقدم مثالا لما يمكن أن يكون عليه حال من يقع بين يدي من يريدون نشر الديمقراطية ويبشرون بالإصلاح, ليس في العراق وحده, بل في كل المنطقة.

التعليقات