علاوي يعطي الضوء الأخضر لاجتياح الفلوجة

قصفت طائرات ومدفعية جيش الاحتلال الامريكي الفلوجة، اليوم الاثنين، في وقت قال فيه رئيس الوزراء المؤقت في العراق، اياد علاوي، إنه أعطى الضوء الأخضر لهجوم أمريكي لتخليص البلدة من المقاومين.

وقال علاوي في مؤتمر صحفي في بغداد انه منح القوات المتعددة الجنسيات والقوات العراقية هذه السلطة مضيفا "نحن عازمون على تطهير الفلوجة من الارهابيين."

وشنت طائرات حربية ثماني ضربات جوية على المدينة خلال 20 دقيقة. وتصاعدت أعمدة الدخان في الوقت الذي وقعت فيه انفجارات نتيجة نيران المدفعية كل دقيقة أو نحوها.

كما اشتبكت قوات الاحتلال الأمريكية تساندها دبابات وطائرات مع مقاتلين حول المدينة الواقعة الى الغرب من بغداد متقدمين الى مواقع أمامية قبل الهجوم الشامل المتوقع.

وزحفت قوات مشاة البحرية الى طرف الفلوجة ولكنها لم تتمكن من اخراج المقاتلين. وقال الكابتن روبرت بوديش قائد وحدة الدبابات "لم نر أي مقاتلين... الشيء الوحيد الذي رأيته هو اثار قذائف المورتر عندما كانت تسقط حولي."

ولكن بمجرد عودة قوات مشاة البحرية الى قاعدتها بعد الانتقال الى منطقة تبعد عدة مئات من الامتار عن المدينة أطلق المسلحون نيران أسلحة خفيفة على أفرادها.

وقال مصدر بمستشفى ان أكثر من 12 قتلوا وأصيب ضعف هذا العدد في القتال الدائر في الفلوجة.

وقال علاوي انه يستغل السلطات التي تمنح له بموجب حالة الطواريء لفرض حظر تجول على الفلوجة والرمادي ولاغلاق مطار بغداد الدولي لمدة 48 ساعة.

ومضى يقول ان قانون السلامة الوطنية سيتم تطبيقه ابتداء من اليوم الاثنين "في مدينتي الفلوجة والرمادي وان الاجراءات التي سوف أعلن عنها سوف يتم تطبيقها بعد موعد الافطار لهذا اليوم وبدقة أكثر عند الساعة السادسة."

وزعم "توصلت الى قناعة بأنني لا أمتلك أي خيار اخر سوى اللجوء الى اجراءات اضافية وذلك لحماية الشعب العراقي من هؤلاء القتلة ولتحرير سكان الفلوجة ليعودوا مرة خرى الى منازلهم وليمارسوا حياتهم بصورة طبيعية."

وتابع أن القوات العراقية سيطرت على المستشفى الرئيسي بها مما أسفر عن مقتل 38 خلال هذه العملية. وفي وقت سابق قال مندوبو شبكات ان القوات الامريكية والقوات العراقية الخاصة سيطرت على المستشفى الواقع في غرب الفلوجة في الساعات الاولى دون اطلاق رصاصة واحدة.

كما أحكم علاوي الرقابة على الحدود مع الاردن وسوريا قائلا ان البضائع الضرورية فقط هي التي سيسمح بمرورها.

وتابع "ان هذا الاجراء يهدف الى منع الارهابيين من تجاوز الحدود."

ولم يحدد علاوي الفترة التي سيستمر خلالها حظر التجول في الفلوجة والرمادي.

وأعلن علاوي الاحكام العرفية لمدة 60 يوما في البلاد، امس الأحد، لكبح جماح التمرد الذي يهدد الانتخابات المقررة في كانون الثاني.

ومع اقتراب الهجوم الامريكي على الفلوجة ناشد أبو مصعب الزرقاوي حليف القاعدة المسلمين محاربة الامريكيين. وقال في بيان نشر على الانترنت في موقع عادة ما يستخدمه الاسلاميون "يا أيها الناس .. إنها قد دارت رحى الحرب ونادى منادي الجهاد".

لكن نداء الزرقاوي لم يخص الفلوجة بالذكر. ويزعم الجيش الامريكي ان مقاتلين موالين له متحصنون بالمدينة مع مقاتلين عراقيين موالين لصدام حسين، على حد ادعائهم.

وقال شهود ان مسلحين شنوا هجوما في بغداد فجر خلاله مهاجم انتحاري نفسه في سيارته من طراز أوبل حمراء اللون قرب قافلة أمريكية على الطريق الرئيسي المؤدي للمطار مما أسفر عن مقتل ثلاثة على الاقل.

وشاهد مصور لرويترز جنودا أمريكيين ينقلون ثلاث جثث من سيارة دفع رباعي بيضاء دمرها الانفجار على محفات الى سيارة اسعاف عسكرية. ولم يرد من الجيش الامريكي تصريحات عن وقوع قتلى أو جرحى من الامريكيين في الانفجار.

وفي الفلوجة تجول مسلحون ملثمون في الشوارع الخالية مسلحين ببنادق وقذائف صاروخية. وأظهرت تغطية لتلفزيون رويترز رجلا في حي الجولان يطلق قذيفة على هدف لم يتضح.

وأظهرت التغطية ايضا رجالا يبكون وهم يدفنون سبع جثث بعضها لمقاتلين في استاد سابق لكرة القدم.