فك الحصار الجوي والبحري الإسرائيلي عن لبنان في السادسة من مساء اليوم، والجيش يعارض..

الجيش الإسرائيلي يقترح مواصلة التحليق فوق سماء لبنان لجمع المعلومات، ومواصلة فرض الحصار كوسيلة ضغط للحصول على معلومات عن الجنديين ونزع أسلحة حزب الله وفرض مراقبة صارمة

فك الحصار الجوي والبحري الإسرائيلي عن لبنان في السادسة من مساء اليوم، والجيش يعارض..
وكان قد أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مساء أمس الأربعاء، أن تقرر فك الحصار الجوي والبحري عن لبنان في السادسة من مساء الخميس.

وكانت أفادت التقارير الإسرائيلية أن مصدراً عسكرياً إسرائيلياً قد صرح لوكالة الأنباء الألمانية أنه في حال أقدمت لبنان على اقتحام الحصار المفروض عليها، فإن إسرائيل لن تفرض الحصار بالقوة. وبحسب أقوال المصدر العسكري:" نحن لا نريد أن نسقط طائرات مدنية".

وكان وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ قد أعلن أن بلاده ستخرق الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ أسابيع بالقوة إذا لم يتم رفعه حسب ما أشار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان خلال 48 ساعة.

كما أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، والسكرتير العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، قد أبلغوا رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن القوات الدولية جاهزة لاحتلال مواقعها من أجل مراقبة الموانئ البحرية والمطارات في لبنان. وجاء أنه في أعقاب ذلك، فقد تم الإتفاق على أن تغادر القوات الإسرائيلية مواقع المراقبة على الموانئ في السادسة من مساء الخميس.

كما جاء أنه من المتوقع أن تصل اليوم إلى مطار بيروت قوات أمنية ألمانية. وعلاوة على ذلك، فقد تم الإتفاق بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة على نشر قوات بحرية ألمانية قبالة شواطئ لبنان.

وبحسب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، فإن أنان قد أكد أنه إلى حين وصول قوات البحرية الألمانية، والذي قد يستغرق أسبوعين، فإن قوات إيطالية وفرنسية وبريطانية ويونانية ستقوم بالمهمة.

وبحسب مصادر في الجيش الإسرائيلي فإن هبوط الطائرة القطرية يوم أمس الأول، الثلاثاء، في مطار بيروت، كان بالتنسيق مع إسرائيل، الأمر الذي نفاه مدير شركة قطر للخطوط الجوية، مؤكداً أن الرحلة الجوية كانت بالتنسيق مع السلطات اللبنانية فقط.

ومن جهتها كانت قد أفادت وكالات الأنباء أن الأمم المتحدة جددت تأكيدها أن الحصار الإسرائيلي المفروض على لبنان سيرفع قريبا.

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان اليوم في تصريحات له في أنقرة عن أمله بأن يرفع الحصار المفروض من قبل إسرائيل منذ أربعة أسابيع خلال 48 أو 36 ساعة مكررا ما قاله أمس بعد لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك في الإسكندرية.

من جهته قال قائد القوات الدولية بجنوب لبنان "يونيفيل" الجنرال الفرنسي آلان بيليجريني لراديو أوروبا 1 الفرنسي عندما سئل بشأن متى يمكن رفع الحصار إن "لديه شعورا بأن هذا الأمر يقترب".

وكان أنان قد اعترف صراحة في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز بأن مراقبة الأساطيل الفرنسية والألمانية لسواحل لبنان هي جزء من سيناريو معد سلفا لرفع الحصار الإسرائيلي لهذا البلد.

وقال إن عملية رفع الحصار ستتم على ثلاث مراحل، أولاها تتمثل بموافقة فرنسا على مراقبة السواحل اللبنانية، وثانيتها تقديم رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة طلبا خطيا يفوض ألمانيا المشاركة في المراقبة، ثم تعلن إسرائيل رسميا رفع الحصار بعد وصول البواخر الألمانية إلى سواحل لبنان.

يشار إلى أن المرحلة الأولى تمت أمس حيث أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك الموافقة على مهمة المراقبة، كما وجه السنيورة طلبا بهذا المعنى إلى الأمم المتحدة.أشارت التقارير الإسرائيلية إلى أن قرار الحكومة بفك الحصار البحري والجوي عن لبنان، في السادسة من مساء اليوم الخميس، يأتي بعكس توصيات الجيش الإسرائيلي. حيث أوصت هيئة الأركان العامة للجيش بإبقاء الحصار كما هو كوسيلة ضغط على الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي، بهدف دفعهما إلى العمل على إطلاق سراح الجنديين الأسيرين، إيهود غولدفاسر وإلداد رغيف، ونزع أسلحة حزب الله، وفرض نظام مراقبة صارم لمنع تهريب الأسلحة من سورية إلى لبنان.

ونقل عن مسؤول كبير في هيئة الأركان، قبل اتخاذ القرار بفك الحصار، أن الجيش يوصي بمواصلة فرض الحصار، كما يقترح مواصلة تحليق طائرات سلاح الجو فوق سماء لبنان من أجل جمع المعلومات، بالرغم من أن القرار 1701 يطالب بوقف التحليق.

أما بالنسبة للحصار، فقد اعترف المصدر نفسه، أنه بالرغم من الحصار البحري والجوي الكامل (رغم هبوط طائرات بدون موافقة الجيش) إلا أنه لا يمكن للجيش أن يفرض الفصل البري بين لبنان وسورية، خاصة بعد أن توقفت إسرائيل عن مهاجمة قوافل الشاحنات القادمة من سورية إلى لبنان، في أعقاب وقف إطلاق النار.

وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن شاؤول موفاز، وزير المواصلات، ووزير الأمن سابقاً، قد تحفظ عن القرار بفك الحصار، وطالب بأن يكون ذلك مقابل معلومات حول مصير الجنديين الأسيرين لدى حزب الله.

التعليقات