لبنان يتهم شيراك بقيادة المعركة ضد السلطة وتشجيع المعارضة

وزيرالدفاع اللبناني: "الموقف الفرنسي هو الاكثر تطرفا من بين كل المواقف. الرئيس شيراك جاء الى لبنان وتجاهل الحكومة كليا ورئيس الجمهورية والجميع"

لبنان يتهم شيراك بقيادة المعركة ضد السلطة وتشجيع المعارضة
اتهمت السلطات اللبنانية السبت الرئيس الفرنسي جاك شيراك بقيادة المعركة ضدها وبتشجيع المعارضة على التصعيد بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وذلك غداة اعلان المعارضة "انتفاضة الاستقلال" ومطالبتها باسقاط السلطة.

وقال وزير الاعلام ايلي الفرزلي "جاك شيراك رئيس جمهورية فرنسا يقود المعركة مباشرة على الساحة اللبنانية".

واضاف في تصريحات لقناة العربية "نثمن ان (جاك) شيراك اتى ليعزي عائلة الرئيس الحريري وفي تعزيته لعائلة الشهيد تعزية لكل واحد منا الا ان هذا التجاوز واجتماعه مع شخصيات معروفة بموقفها وبخلفياتها وبتوجهاتها انما جعل حاله (نفسه) طرفا مباشرا لقيادة المعركة على الساحة اللبنانية".

كما اتهم وزير الدفاع عبد الرحيم مراد الرئيس الفرنسي "بتشجيع" المعارضة التي حملت السلطة اللبنانية وسوريا مسؤولية الاغتيال "على التصعيد".

وقال مراد في حديث الى محطة تلفزيون لبنان الرسمية ان شيراك "جاء متهما ومساعدا المعارضة (اللبنانية) على التصعيد ومشجعا على التصعيد". واضاف ان "الموقف الفرنسي هو الاكثر تطرفا من بين كل المواقف. الرئيس شيراك جاء الى لبنان وتجاهل الحكومة كليا ورئيس الجمهورية والجميع".

وكان الرئيس الفرنسي امتنع الاربعاء عن لقاء اي مسؤولين لبنانيين خلال زيارته بيروت التي اكد قصر الاليزية انها زيارة شخصية لتقديم التعزية. وطالب شيراك لدى وصوله بكشف "الحقيقة كاملة حول هذا العمل الشنيع الذي لا وصف له".

وكانت فرنسا اول دولة طالبت وبعد ساعات على اغتيال الحريري باجراء تحقيق دولي كما طالبت المعارضة اللبنانية. وقد رفضت الدولة هذا المطلب واكتفت بطلب الاستعانة بخبراء من سويسرا في مجالي التفجيرات والطب الجنائي.

وتساءل الفرزلي "كيف تسمح لنفسها دولة كبرى مثل فرنسا ان تقول انا اريد ان اشكك (في التحقيق) وتريد تحقيق دولي قبل التاكد من مضمون مما جرى في التحقيق" الذي تجريه السلطات اللبنانية في اغتيال الحريري.

وتابع الفرزلي ان "كل مسؤول دولي يريد ان يدخل الى لبنان من خارج القنوات الرسمية ويتصرف بالبلد على قاعدة انه ساحة مباحة ومستباحة لا استطيع ان اضمن خلفياته او نتائج عمله".

كما انتقد مراد موقف فرنسا من قضية اغتيال الحريري. وقال تعليقا على توصية وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها الجمعة بارجاء رحلاتهم الى لبنان ان "هذه الدعوة موقف متطرف. ناسف ونامل ان لا يطول وان تعود فرنسا عن هذا القرار الخاطىء".

وقارن الوزير اللبناني بين الموقف الاميركي من اغتيال الحريري "الاكثر اتزانا لانه لم يتهم احدا وطالب بتسريع التحقيق والكشف عن الجريمة" والموقف الفرنسي "غير العقلاني".

وقرر نواب المعارضة الذين يرتفع عددهم الى نحو ثلث نواب البرلمان (128) عدم المشاركة باي نشاط برلماني قبل عقد جلسة عامة لبحث الاغتيالات.

اما بشان التحقيق في اغتيال الحريري وتعاون لبنان مع الفريق الايرلندي الذي عينته الامم المتحدة فقد اكد مراد ان الامر يعود الى مجلس الوزراء مستبعدا ان يتم التعاطي معه بمرونة.

وقال "ان مجلس الوزراء يحدد الكيفية" مشيرا الى ان الحكومة في جلستها الجمعة "لم توافق على التحقيق من الخارج ولم تحدد كيفية يتعاطى مع هذا الموضوع". واضاف ردا على سؤال عن تعاطي الدولة بمرونة مع الفريق الاممي قال "لا اعتقد. طرح هذا الموضوع من المعارضة ولم نوافق عليه".

وكان رئيس الوزراء الايرلندي بيرتي اهيرن قد كشف مساء امس الجمعة ان الامم المتحدة عينت ضابطا ايرلنديا على رأس فريق من المحققين الامنيين للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

واوضح في بيان ان قرار الامم المتحدة هذا جاء بناء على طلب مجلس الامن الدولي وان التحقيق يهدف الى تحديد "ظروف واسباب ونتائج" هذا الاعتداء.

التعليقات