مبارك يهاجم تظاهرات المعارضة ضده ويصفها بـ"المدفوعة الثمن"

يتهم واشنطن بدعم التحركات ضده من خلال اتصالاتها بحركة الاخوان المسلمين!* مصادر تؤكد اعتقال قرابة الف مصري منذ بدء تظاهرات "كفاية" ضد مبارك

مبارك يهاجم تظاهرات المعارضة ضده ويصفها بـ
حمل الرئيس المصري حسني مبارك، في تصريحات ادلى بها اليوم (السبت) على الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم (كفاية)، ونعت ما يبدر منها من تحركات ومظاهرات مناوئة لتمديد ولاية جديدة له بأنه "مدفوع الثمن"، كما جدد مهاجمة جماعة "الإخوان المسلمين" قائلاً إن الجماعة المحظورة في مصر تسعى إلى السلطة، وإن لها اتصالات يعرفها مع واشنطن، التي توجه إليها قائلاً إنه ينبغي على الأميركيين ألا يظنوا أنني نائم‏،‏ والمعلومات تأتيني أولا بأول حول اتصالاتهم مع الإخوان"، وأضاف أنه بعد أن وافق مجلس الشعب (البرلمان) على تعديل المادة‏76‏ ويطرحها للاستفتاء قريبا‏،‏ وبعد صدور قانون مباشرة الحقوق السياسية وفتح باب الترشيح‏،‏ فإنه سيعلن ما إذا كان سيرشح نفسه أم لا‏،‏ لافتاً إلى أنه لا يريد أن يعلن ترشيحه الآن "حتى لا يقول أحد إنه يرشح نفسه ليضرب أي مرشح آخر‏"،‏ وأكد أنه ليس بحاجة إلى تسويق نفسه، فعمله منذ أول يوم تولى فيه المسؤولية هو خير شهادة له، وفق تعبير الرئيس المصري، الذي قال في سياق مقابلة تنشرها اليوم السبت صحيفة (السياسة) الكويتية إنه "عندما أشعر في يوم بأن الشعب لا يريدني سأمشي في ثانية واحدة"، على حد تعبير مبارك .

جاءت تصريحات مبارك هذه في وقت قالت فيه مصادر المعارضة المصرية ان الشرطة المصرية اعتقلت قرابة الف متظاهر منذ بدء تظاهرات "كفاية" ضد مبارك.

واعتبر مبارك تظاهرات "كفاية" بأنها "غير مبررة"‏،‏ وستؤدي إلى هروب المستثمرين مما يزيد من البطالة في البلاد‏،‏ معتبراً أن مثل هذه المظاهرات لا برامج لها‏،‏ وتستهدف إيجاد حالة شغب طاردة للاستثمار المحلي والأجنبي! وقال‏:‏ إنه مؤتمن على حياة ومستقبل‏72‏ مليون مواطن‏،‏ وأن مسؤوليته توفير العيش بكرامة لهؤلاء، وهنا وصف مسؤولية الرئاسة بأنها "هم ثقيل"‏،‏ لكنه استدرك قائلاً‏ إنه "مادمت تحملت المسؤولية فعليّ أن أتحملها بأمانة ونقاء وإخلاص"، على حد تعبيره .

وانتقد الرئيس المصري مظاهرات حركة "كفاية" واعتبرها مدفوعة الثمن‏،‏مشيرا إلى أنه كان بإمكانه أن يخرج مظاهرة بحفنة فلوس تهتف مش كفاية‏،‏ كما أوضح أن الإخوان المسلمين يريدون السلطة‏،‏ وإذا حكموا سيحكمون للأبد وسيسببون القلق‏،‏ وأضاف أن الإخوان سيبدؤون بمهادنة الحاكم كخطوة أولي ثم يبدأون بإثارة الفوضى السياسية‏،‏ ثم القفز على الحكم، وأكد أن لديه معلومات عن "حوار بين الولايات المتحدة وجماعة الإخوان"‏،‏ قائلا‏ إنه "ينبغي على الأميركيين ألا يظنوا أنني نائم‏،‏ والمعلومات تأتيني أولا بأول حول اتصالاتهم مع الإخوان" .

ورغم هذه التصريحات حول اتصالات واشنطن والإخوان، فإن مبارك حرص على وصف علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بأنها استراتيجية‏،‏ غير أنه استدرك قائلاً إنه "يشوبها الصعود والهبوط أحياناً، لكن علاقته الشخصية بالرئيس بوش جيدة‏"،‏ واستدرك مبارك قائلا‏:‏ إن الأميركيين يستقبلون أحيانا بعض التقارير من أناس لا يقولون لهم الحقيقة"، لافتاً في هذا السياق إلى دور مصر المحوري في المنطقة، قائلاً إن أحداً لا يستطيع أن ينكر مرجعيتها الدولية، وجهودها في كل قضايا المنطقة .

وإقليمياً فقد توقع مبارك أن تمر العلاقات بين دمشق وواشنطن بفترات صعبة،‏ غير أنه استدرك قائلاً إنه "لا توجد علاقات متوترة دائما بين الدول"، وحذر من الاعتداء على إيران‏،‏ لأنه يشكل خطرا على المنطقة كلها‏،‏ وتوجه بحيث إلى الإيرانيين قائلاً إنه ينبغي عليهم أن يكونوا مرنين لتجنب المخاطر .

وفي الشأن الداخلي أعرب مبارك عن تفاؤله بأداء الحكومة المصرية الحالية، ووصف أحمد نظيف رئيس الوزراء بأنه "شاطر"، وأنه اختار للعمل معه مجموعة جيدة وعناصر نشيطة، كما جدد نفيه أن يكون قرار تعديل المادة‏76‏ من الدستور كان استجابة لضغوط‏ سواء من الداخل‏،‏ أو من الخارج، أو حتى من الولايات المتحدة، التي ذكرها بالاسم صراحة، وقال إنه فكر في تعديل هذه المادة في شباط (فبراير) من العام الماضي‏،‏ ولم يكن أحد يعلم بذلك سوى بعض خبراء القانون الدستوري‏ .

التعليقات