مجلس الامن يناقش، اليوم، تقرير ميليس

مئات ألوف السوريين تظاهروا في دمشق وحلب ضد تقرير ميليس* واشنطن تواصل تأليب العالم ومطالبته باتخاذ اجراءات صارمة ضد سوريا بزعم ضلوع شخصيات رسمية سورية في اغتيال الحريري

مجلس الامن يناقش، اليوم، تقرير ميليس
يعقد مجلس الامن الدولي اليوم الثلاثاء جلسة خاصة لمناقشة تقرير اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في وقت تواصل فيه واشنطن، ممثلة بوزيرة خارجيتها كوندوليسا رايس، التحرك الدولية لتأليب العالم ضد سوريا، بزعم ضلوع شخصيات رسمية فيها باغتيال الحريري.

وقالت رايس، امس، انها تأمل أن يرسل الاجتماع الذي سيعقده مجلس الامن الدولي على مستوى وزراء الخارجية، في الحادي والثلاثين من اكتوبر/ تشرين الاول الجاري، "رسالة قوية إلى سوريا بأنه لا تسامح مع تصرفاتها بشان لبنان".

وسينعقد اجتماع وزراء الخارجية لمناقشة الخطوات القادمة في أعقاب تقرير الامم المتحدة عن اغتيال الحريري.

وسئلت رايس ما هو نوع قرارات الامم المتحدة التي يجري مناقشتها فقالت "هناك عدد من الخيارات على الطاولة."

وقالت رايس انه يتعين عدم اعطاء السوريين انطباع بأن المجتمع الدولي سيتسامح مع تصرفاتهم. واضافت قائلة "نحتاج الى ارسال رسالة قوية للغاية الى سوريا."

وامتنعت عن التطرق الى نوع الاجراءات التي تريدها الولايات المتحدة ضد سوريا أو هل قد تشمل مجموعة قوية من العقوبات وهو ما يعارضه بعض اعضاء مجلس الامن مثل روسيا والصين.

وقالت رايس "نتوقع أن نتدارس الخطوات القادمة لكنني لا أريد أن اسبق الدبلوماسية هنا."

وفي مقابلة مع قناة العربية التلفزيونية قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه لا أحد يريد مواجهة مع سوريا وان الخيار العسكري هو الخيار الاخير بالنسبة له.

واضاف قائلا في نص للمقابلة أذاعه البيت الابيض "هذه فرصة لان يتعاون العالم لتحقيق حل دبلوماسي (بشان سوريا)."

وتدرس الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى تقديم مشروع قرار صارم ضد سوريا وتعمل رايس على حشد التأييد لمثل هذه الخطوة.

وتريد بعض الدول ارجاء أي اجراء صارم الى أن يصدر ميليس تقريرا نهائيا في منتصف ديسمبر كانون الاول.

وقالت رايس دون أن تذكر تفاصيل "اذا كان بعض الناس يريدون ان يجعلوه (الرد) في حلقات مسلسلة.. حسنا عندئذ يمكننا أن نفعل هذا."

وقال مسؤول امريكي اخر تحدث شريطة عدم نشر اسمه انه لا يتوقع أي اجراء صارم ضد دمشق قبل منتصف ديسمبر لان من المهم ان يكون هناك اجماع على كيفية الرد ومثل هذا الاجماع غير موجود حاليا.

واضاف ان الصين وروسيا والجزائر يحجمون عن تأييد الخطة الامريكية لرد صارم وفوري.

وقال بوش في المقابلة التلفزيونية ان من السابق لاوانه التكهن بالطريق الذي ستسلكه الصين وروسيا لكنه حثهما على دراسة تقرير ميليس بعناية.

واضاف قائلا "السيد ميليس قام بعمل دقيق للغاية.. وهو يكشف عن أبعاد واضحة بشأن تورط سوري في وفاة زعيم أجنبي."

وأورد تقرير الامم المتحدة أسماء عدد من الشخصيات المقربة من الرئيس السوري بشار الاسد بينهم صهره كمشتبه بهم في اغتيال الحريري. وتنفي سوريا بشدة هذه المزاعم وتقول ان التقرير له دوافع سياسية.

وتخوض سوريا مواجهة دبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى على مدى الاشهر القليلة الماضية وخاصة بشأن دورها في لبنان.

وكان مئات آلاف السوريين قد تظاهروا في العاصمة دمشق امس الاثنين احتجاجا على تقرير لجنة ميليس، واكد المتظاهرون ان تقرير ميليس ألقى باللائمة ظلما على دمشق.

ورفع المتظاهرون الاعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد وقالوا ان واشنطن دفعت الأمم المتحدة لإجراء التحقيق لتزيد الضغط على سوريا بسبب كفاحها ضد اسرائيل ومعارضتها لغزو العراق عام 2003.

وقال وسيم بدور وهو مسؤول في شركة سياحية كان ضمن المتظاهرين في دمشق "الضغوط تصاعدت منذ ان دخلت امريكا الى العراق والان دور سوريا لانها رمز للمقاومة العربية".

وقالت الموظفة لورين سمعان "لن نستغنى عن ارضنا بسهولة مهما حصل".

وردد بعض الشبان "من امريكا لا نهاب .. فلتسقط امريكا" في حين حمل البعض الآخر لافتات كتب عليها "سوريا ليست عراقا اخر" و "سوريا لن تركع لامريكا".

وشهدت حلب مظاهرة اكبر غصت بها ميادينها الرئيسية.

ويذكر ان دمشق رفضت نتائج تقرير ميليس واكدت انه تقرير سياسي لكنها تركت الباب مفتوحا امام احتمال تعاون مستقبلي مع لجنة التحقيق قائلة انها قد تسمح للمحققين بالعودة الى دمشق لسؤال مسؤولين سوريين.

وتحاول واشنطن بالفعل الترتيب لعقد اجتماع على مستوى عال لمجلس الامن لبحث الرد على التقرير. وذكرت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس انها واثقة من اتخاذ اجراء لكنها لم تحدد نوعية التحرك الذي تريده من مجلس الامن.

وتزامنت المظاهرات في دمشق مع بداية حملة دولية تنظمها سوريا لتعبئة الرأي العام السوري ضد تقرير ميليس الذي لا يقدم أدلة كافية لادانة اي من المسؤولين الذين وردت اسماءهم في التقرير.

وكان ضمن اللافتات التي حملها المتظاهرون لافتة كتب عليها "عذرا سيد ميليس.. لم نقتنع بتقريرك. تقريرك لخدمة الاهداف الامريكية والصهيونية". وجاء في لافتة أخرى "نرفض هذه الشهادات الكاذبة في التقرير".

التعليقات