مصر ترفض فتح ورقة المصالحة وتشترط التوقيع عليها أولا..

مصر ترفض محاولات فلسطينية وعربية لفتح الورقة للنقاش * حماس وفصائل أخرى ترفض الورقة بصيغتها الحالية، وفتح تهدد بسحب توقيعها في حال تم فتح الورقة * حماس تقول إن تصريحات الدويك فسرت خطأ..

مصر ترفض فتح ورقة المصالحة وتشترط التوقيع عليها أولا..
نقل عن مصادر فلسطينية مطلعة أن القاهرة لا تزال ترفض فتح الورقة المصرية للمصالحة بين حركتي حماس وفتح وتشترط التوقيع عليها أولا.

وقالت المصادر إن القاهرة ترفض محاولات بعض الوسطاء الفلسطينيين واتصالات من الجامعة العربية لفتح الورقة للنقاش وتعتبرها ورقة مغلقة، إما توقيعها أو رفضها.

وعبرت حماس عن عدم قبولها لهذا الأمر، مشيرة إلى أنها لم ترفض الورقة وإنما اعترضت على بعض ما جاء فيها، ولم يكن متفقا عليه.

وذكرت المصادر أن وسطاء فلسطينيين مستقلين حاولوا إقناع مصر بتغيير موقفها والسماح بالتعليق على الورقة وإضافة التغييرات والبنود، لكنهم فوجئوا برفض القاهرة لذلك وتأكيدها أن موقفها لن يتغير مهما طال الزمن.

وأضافت أن هؤلاء حاولوا الالتفاف على ذلك وطلبوا إضافة ملحق لملاحظات الفصائل على الورقة مع الأخذ بها، لكن القاهرة لم ترد عليهم حتى الآن لا بالقبول ولا بالرفض، رغم أن هذه الشخصيات تجتهد لتضمين ملاحظات الفصائل الملحق توقعا منهم بقبول فكرته من قبل القاهرة.

وأشارت المصادر إلى أن الواقع الحالي هو "الأصعب" إذ تبدو مصر مصممة على مواقفها وأنها أبلغت المستقلين أنها لن تعود عنها، ويقابلها تصميم من حماس وفصائل أخرى -ترفض الورقة المصرية بالصياغة الحالية- على ضرورة تضمين مواقفهم ونقاط اعتراضهم على الورقة الحالية.

وفي سياق متصل، قالت مصادر مقربة من حماس إن تصريحات رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي الأبرز لحماس في الضفة الغربية عزيز الدويك فسرت خطأ.

وقال الدويك إن حماس إذا أخذ بملاحظاتها فإنها ستوقع نهاية الشهر الجاري على الورقة المصرية، ولم يقل إنها ستوقع على الورقة بصياغتها الحالية.

وأشارت المصادر إلى أن حماس عند موقفها الداعي إلى ضرورة فتح الورقة للنقاش، ومن ثم التوقيع بعد اكتمال الاستيضاح ووضع ما لم يذكر وتم الاتفاق عليه في السابق في الورقة المصرية وشطب ما لم يتم التوافق عليه.

ونبهت المصادر إلى أن أحد الوسطاء أبلغ حماس أن فتح أبلغت القاهرة عدم استعدادها لفتح الورقة وأنه إما أن تقبل حماس الورقة كما هي أو ترفضها، نافية أن يكون هناك توقيع للحركة على الورقة المصرية –كما هي- بعد عيد الأضحى.

اعتبرت حركة فتح إعلان لجنة الانتخابات الفلسطينية عدم قدرتها على إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في موعدها بسبب رفض حماس بأنه يهدف الى الانفصال التام بين شطري الوطن وتعطيل للحياة الديمقراطية.

وقال الدكتور جمال محيسن عضو اللجنة المركزية للحركة ان رفض حماس لإجراء الانتخابات في غزة وعدم رد اسرائيل على إمكانية إجرائها في القدس يعني بشكل أو بآخر العودة للورقة المصرية.

وقال: "هناك الورقة المصرية وإذا تم الاتفاق على التوقيع عليها خلال الأيام القادمة سيتم الاتفاق على عقد الانتخابات في منتصف العام المقبل، وإذا لم يتم التوقيع عليها فإن المجلس المركزي والذي سيجتمع في 15/12 سيبت في كل القضايا ويحسمها".

لكن محيسن شدد على أن "حركة فتح وقعت على الورقة المصرية لكن إذا أدخل عليها اي نقاط جديدة فإن الحركة ستسحب توقيعها".

وزاد قائلا": ان الاتصالات لم تنقطع بين القيادة الفلسطينية والقيادة المصرية، وإذا حصل وتم الاتفاق على عقد مصالحة سيكون ذلك بالتوقيع على الورقة فقط وليس فتحها من جديد".
وإعتبرت حركة حماس اليوم السبت أن تهديد حركة فتح بسحب الورقة المصرية، « يؤكد على سوء نوايا حركة فتح»، متهمة فتح بأنها «لا تريد من التوقيع على ورقة المصالحة سوى نصب فخ لحركة حماس» .

وقال فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريحات صحفية " أن فتح أرادت حشر حماس في زاوية الوقت"، موضحاً أن القرار يعتبر بمثابة ضربة للراعي المصري بالدرجة الأولى وليس لحركة حماس .

وشدد برهوم علي أن المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام بعدم قبول مصر فتح ورقة المصالحة إلا بعد التوقيع بأنها " معلومات غير صحيحة "، موضحا أن حماس لم تتلق أي معلومات بخصوص هذا الموضوع موضحا انه في حال اتخذ مثل هذا القرار سيكون للحركة موقف .

وأكد أن المشكلة ليست من حركته وإنما من حركة فتح التي تواصل الاعتقالات في الضفة وبوتيرة أعلى بعد التوقيع على ورقة المصالحة من طرفها .

وبشأن وصف هذه المرحلة بالأصعب علق برهوم قائلا : " لا يمكن أن نسميها بالمرحلة الأصعب كوننا قريبين إلي التوقيع على المصالحة وما نريده هي مناقشة تحفظاتنا والتي أبدتها كافة الفصائل أي أن الكل الفلسطيني باستثناء فتح له تحفظات على ورقة المصالحة " .

ونفى برهوم وجود قطيعة بين حركته ومصر, مشيرا إلى أن الجهود لا تزال تتواصل لإتمام المصالحة الفلسطينية .

التعليقات