وثائق تظهر أن الجنود الأمريكيين عذبوا عراقيين في الموصل، أيضا

-

وثائق تظهر أن الجنود الأمريكيين عذبوا عراقيين في الموصل، أيضا
تقول وثائق للجيش الامريكي ان جنودا أمريكيين عذبوا أسرى عراقيين في قاعدة عسكرية في الموصل لكن أحدا لم يقدم للمحكمة العسكرية بشأن انتهاك حقوق الأسرى.

وتظهر الوثائق أن إساءة معاملة الأسرى العراقيين لم تقتصر على سجن أبو غريب حيث أدت الإساءة للسجناء وإهانتهم جنسيا الى غضب عالمي في العام الماضي.

وانتهى تحقيق أجراه الجيش بعدما أصاب ضابط أمريكي سجينا عراقيا بكسر في فكه في القاعدة العسكرية بالموصل الى أن "المحتجزين تعرضوا لإساءة المعاملة بشكل منهجي ومتعمد" في أواخر عام 2003.

وخلص التقرير الى أن السجناء تعرضوا للضرب بزجاجات المياه وأجبروا على اداء تدريبات شاقة أدت الى انهيارهم وحرموا من النوم وتعرضوا لضوضاء تصم الأذن.

وتشير الوثائق التي حصل عليها الاتحاد الامريكي للحريات المدنية بموجب قانون حرية المعلومات الى أن سجينا لقي حتفه في ديسمبر كانون الاول عام 2003 بعد إجباره على اداء تدريبات شاقة لأربعة أيام متكررة كعقاب.

وبدأ التحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها السجناء في الموصل بعد كسر فك صلاح صالح جاسم (20 عاما) أثناء احتجازه. ولم يكن جاسم مشتبها به في أي جريمة لكنه اعتقل هو ووالده الضابط في ميليشيا فدائيي صدام حسين.

وقال جاسم في شهادة أمام المحققين "كانوا يسكبون الماء علينا طوال الليل ويجبروننا على الوقوف أو جلوس القرفصاء. كانوا يضربوننا... من الليل حتى نهار اليوم التالي."

وقال التقرير الصادر عن التحقيق انه جرى احتجاز جاسم في غرفة مع حوالي 70 سجينا اخر. وجرى تشغيل موسيقى صاخبة تصم الاذن وسكب الحراس ماء باردا على السجناء المغطاة رؤوسهم ووضعوا مكبرات صوت عند رؤوسهم.

وقال أحد الحراس الامريكيين في شهادته "الرائحة كانت كريهة. رأيت رجلا يضرب رأسه في الحائط من تلقاء نفسه." وأضاف اخر أن العديد من الحراس بح صوتهم من الصراخ.

وأضاف التقرير ان المحتجزين كانوا يجبرون على حمل "أجولة من الرمل على رؤوسهم جرى تمييزها بجرائم مختلفة" لدفع الحراس الى الاعتقاد بأن كلا منهم ارتكب جريمة ما يدل عليها الجوال.

وقال التقرير أن الجوال الذي وضع على رأس جاسم ميز بحروف باللغة الانجليزية هي اختصار لمصطلح يدل على المتفجرات البدائية وهي قنابل تزرع على الطرق أدت الى مقتل مئات الجنود وبتر أطرافهم.

وأشار التقرير الى أن زراعة هذه العبوات "جريمة بغيضة بشكل خاص لدى جنود المشاة الذين يقومون بدوريات في الشوارع."

وأجمع الجنود الذين كانوا موجودين في الغرفة عندما كسر فك جاسم على أنهم لم يشاهدوا الحادثة. وانتهى التقرير الى أن جاسم أصيب على الأرجح في الوجه أو ربما سقط على وجهه من الارهاق.

وكشف الجنود الذين جرى استجوابهم في إطار التحقيق عن شيوع ثقافة الإساءة للسجناء في القاعدة العسكرية. وقال أحدهم ان الجنود "تحرشوا دائما بالمحتجزين." وقال آخر ان المحتجزين تعرضوا أحيانا لترويع أدى بهم للتبول على أنفسهم."

ولم يتمكن التحقيق من تحديد مسؤولية أي من الحراس ومن ثم لم يعاقب أحد. لكن الضابط المسؤول عن التحقيق قال انه جرى تنفيذ الكثير من التوصيات المتعلقة بتحسين الاوضاع بما في ذلك الكف عن التحرش البدني بالسجناء ووضع غرف الاحتجاز تحت سيطرة الشرطة العسكرية.

وتقول وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان إساءة معاملة السجناء في العراق تم على أيدي قلة من الجنود المارقين وانه جرى التحقيق بدقة وبسرعة في جميع الاتهامات المتعلقة باساءة معاملة السجناء. وتقول الحكومة الامريكية انها لا تسمح أبدا باستخدام التعذيب.

وتبين وثائق الجيش الامريكي التي يتم نشرها بموجب قانون حرية المعلومات أنه جرى التحقيق في عشرات الاتهامات الخاصة بالاساءة للسجناء في العراق وأفغانستان وخليج جوانتانامو.

وقال البنتاجون في وقت سابق من هذا الشهر انه لن يعيد فتح التحقيق في اتهامات ثلاثة عراقيين يعملون مع رويترز بأنهم تعرضوا للضرب والاهانة الجنسية والحرمان من النوم والضوضاء والتدريبات الشاقة في قاعدة للجيش الامريكي قرب الفلوجة في يناير كانون الثاني عام 2004.

وتقول رويترز ان التحقيق الذي لم يستجوب فيه أي من العراقيين غير كاف ولا بد من إعادة فتحه.

التعليقات