رحيل أبراهام السّرفاتي: المعارض المغربيّ والمناهض للصّهيونيّة

توفي الخميس، عن عمر يناهز 84 عاما، أبراهام السّرفاتي، المعارض المغربيّ الشّهير الّذي تعرض للسجن والنفي على أيدي الحكّام الفرنسيين إبان الاستعمار الفرنسي للمغرب، ثم على أيدي الحكومة المغربية المستقلة في عهد الملك الحسن الثّاني، لاتّهامه بالتآمر ضد الدولة

رحيل أبراهام السّرفاتي: المعارض المغربيّ والمناهض للصّهيونيّة

 

توفي الخميس، عن عمر يناهز 84 عاما، أبراهام السّرفاتي، المعارض المغربيّ الشّهير الّذي تعرض للسجن والنفي على أيدي الحكّام الفرنسيين إبان الاستعمار الفرنسي للمغرب، ثم على أيدي الحكومة المغربية المستقلة في عهد الملك الحسن الثّاني، لاتّهامه بالتآمر ضد الدولة.

وصرّحت زوجته كريستين دور السّرفاتي، أن أبراهم توفي صباح أمس في مستشفى بمراكش، وأنه سيدفن الأحد في مقبرة العائلة الخاصّة بالدّار البيضاء.

وانضمّ السّرفاتي، وهو من الأقلية العربيّة اليهودية الصغيرة في المغرب، والذي ينتمي لعائلة يهوديّة هُجّرت من إسبانيا عام 1492، للحزب الشيوعي المغربيّ عندما كان شابّا، وأمضى معظم حياته معارضًا ومتحدّيًا للسلطات.

وقال عبد الحميد أمين، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إن المجتمع المغربي احتضن بمودة شخصية يهودية مثل السّرفاتي، مناضلًا تقدميًا مغربيًا وعربيًّا وديمقراطيًا.

وأضاف أمين الذي أمضى وقتا في السجن مع السرفاتي، أن الأخير تعرض لتعذيب وحشي في الستينات والسبعينات، ولكنّه كان قويًّا وتحدى معذبيه وهو في الاعتقال وأثناء المحاكمة.

وكانت السّلطات الاستعمارية الفرنسيّة قد نفت السّرفاتي من المغرب إلى فرنسا عام 1952 لنشاطه الوطنيّ، وعاد إلى وطنه عام 1956، أي عندما نال المغرب استقلاله.

ونشط السّرفاتي بعد عودته من فرنسا بالخفاء، وسجن لمعارضته العاهل المغربيّ، الرّاحل الملك الحسن الثاني، ولزعامته في جماعة "إلى الأمام" اليسارية الماركسيّة اللينينيّة المعارضة، ولأنّه كان مؤيّدًا لموقف الجبهة الشّعبيّة لتحرير السّاقية الحمراء ووادي الذّهب "بوليساريو"، وقد حكم السّرفاتي بالسّجن مدى الحياة، واتّهم الحكومة المغربيّة حينها "بتعذيبه بوحشيّة"، وقضى في سجن "القنيطرة" شمالي الرّباط 17 عامًا (1974-1991)، ثم أجبرته حكومة الرّباط على أن يعيش في المنفى بفرنسا منذ عام 1991، وذلك بعد أن أفرج عنه الحسن الثّاني إثر حملة تضامنٍ دوليّة.

وقد جاء نفيُهُ بأمر من وزير الداخليّة المغربي حينها، إدريس البصري، وبدعوى أنّه مواطنٌ برازيليّ.

وعاد السّرفاتي من منفاه إلى المغرب بعد عشرة أعوام بجوازٍ مغربيّ، أي عندما خلف الملك محمد السادس والده عام 2000، وذلك في خطوة إصلاحيّة من الملك الجديد، الذي وعد بإنهاء انتهاكات حقوق الانسان.

هذا ووقع السّرفاتي في حبّ زوجته بعد أن ساعدته على الهرب من الاعتقال ذات مرّة في السبعينات، وتزوّجا في وقت لاحق وفقًا للمراسم اليهودية في سجن القنيطرة الذي يخضع لإجراءات مشدّدة.

وعرف السّرفاتي بمناهضته للصّهيونية، وقد قال لفرانس برس في مقابلة أجرتها معه سنة 2005: "لن أزور فلسطين إلا عند قيام الدّولة (الفلسطينية)، وبعدها سأزور أصدقائي اليهود في إسرائيل".

وصرح المناضل اليساري محمد صبار من جمعية منتدى الحقيقة والعدالة لفرانس برس: "لا يمكن التحدث عن تجربة الحركات اليسارية التي نشطت في الخفاء بالمغرب، دون التحدث عن هذا المعارض لنظام الحسن الثاني".

وتوفي السرفاتي متأثرا بمرض غير محدد تمامًا، لكنّه كان يعاني من "مشاكل في الرئة واضطراب في الذاكرة".

التعليقات