الزاوية تصدّ قوات القذافي رغم قصفها جوا وبرا، والأخيرة تنسحب من مصراتة باتجاه سرت

قال أحد سكان مدينة مصراتة وفقا لرويترز، إن بعض القوات الليبية التي تحاصر المدينة التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون، تتحرك يوم الثلاثاء شرقا باتجاه سرت، مع قوات أخرى موالية للقذافي قادمة من طرابلس.

الزاوية تصدّ قوات القذافي رغم قصفها جوا وبرا، والأخيرة تنسحب من مصراتة باتجاه سرت

قال أحد سكان مدينة مصراتة وفقا لرويترز، إن بعض القوات الليبية التي تحاصر المدينة التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون، تتحرك يوم الثلاثاء شرقا باتجاه سرت، مع قوات أخرى موالية للقذافي قادمة من طرابلس.

وقال الساكن، ويدعى محمد، أن مصراتة، وهي المدينة الأكثر سكانا في غرب ليبيا التي ليست تحت سيطرة القذافي، عاشت حالة هدوء يوم الثلاثاء بعد مغادرة عدد غير معروف من الجنود من اللواء 32 الذي يقوده خميس ابن معمر القذافي.

وقال: "رأينا عدة مركبات عسكرية، ومنها عربات لنقل الجنود تغادر اليوم المناطق المحيطة بمصراتة وتأخد اتجاه سرت."

وقال محمد: "قبل أن تغادر انضمت إليها مركبات أخرى تقل قوات موالية للقذافي، جاءت من طرابلس." هذا ولم يتسن التحقق على الفور من روايته وفقا لوكالة الانباء.

ولم يتضح سبب مغادرة القوات مصراتة التي يعيش فيها قرابة 300 ألف نسمة، وتبعد مسيرة ساعتين شرقي طرابلس.

وقال محمد إنه رصد حالة "هدوء حذر" في مصراتة، وأضاف: "الشباب (الثوار) في حالة تأهب، لا تزال القوات الموالية للقذافي تحاصرهم، إنهم يحرسون جميع نقاط الدخول والطرق الرئيسية في المدينة."

وقال إن إمدادات الغذاء والوقود وفيرة، لكن هناك نقص في الأدوية والمعدات الطبية.

قوات القذافي تقصف الزاوية بالدبابات والطائرات، والثوار يحثون الناس بالمكبرات على القتال

هذا وقال شهود اليوم الثلاثاء أيضا، إن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي تستخدم دبابات وطائرات لقصف بلدة الزاوية، قرب العاصمة، لكن المعارضين ما زالوا يسيطرون على وسط المدينة.

وقالوا إن كثيرا من المباني بما فيها المساجد دمرت، وإن شباب الثورة المسلحة يطالبون السكان عبر مكبرات الصوت بالمساعدة في الدفاع عن مواقعها في وسط الزاوية، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس.

وقال مقيم ذكر أن اسمه إبراهيم وفقا لوكالة رويترز: " القتال ما زال جاريا الآن، قوات القذافي تستخدم الدبابات وتقع أيضا غارات جوية متفرقة، الوضع هنا سيء جدا."

وأضاف: "كثير من المباني دمرت بما فيها المساجد، ما بين 40 و 50 دبابة تشارك في القصف... لكنها لم تستطع الوصول إلى وسط البلدة الذي لا يزال تحت سيطرة الثوار."

وتشهد الزاوية التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة منذ عدة أيام قتالا شرسا، لكن المعارضة المسلحة لاتزال قادرة على الصمود رغم اضطرارها إلى التقهقر إلى منطقة بوسط المدينة أعادت تسميتها بـ "ساحة الشهداء".

والزاوية هي أحد مركزين سكانيين كبيرين مازالا يتحديان حكم القذافي خارج المعقل الرئيسي للمعارضة المسلحة في شرق ليبيا.

ولا يستطيع الصحفيون الوصول إلى البلدة، كما أن الاتصالات الهاتفية شبه مقطوعة، مما يجعل المعلومات شحيحة، والتحقق من الأحداث بصورة مستقلة مستحيلا.

وقال إبراهيم: "الاتصالات الهاتفية مقطوعة، أنا الآن قادر على التحدث في الهاتف لأني أقف أعلى مبنى."

الحكومة الليبية: المقاتلون في الزاوية ينتمون للقاعدة، ونحن نستخدم الحد الأدنى من القوة معهم

وقال موسى إبراهيم وهو متحدث باسم النظام الليبي، إنه لا يمكنه التعليق على تقارير القصف، وقال في وقت سابق إن مجموعة صغيرة من المقاتلين لا تزال تبدي مقاومة.

وأضاف أن الموقف في طرابلس بالغ الصعوبة، وأنه ما تزال هناك جيوب للمقاومة، وربما يختبيء بين 30 و40 شخصا في الشوارع وفي المقبرة، وأضاف أنهم يقومون بمحاولة يائسة.

وأظهرت لقطات بثها تلفزيون "سكاي" في مطلع الأسبوع للقتال، حشودا تفر من إطلاق النار، ومستشفى جدارنه ملطخة بالدماء يغص بالمصابين الذين راح بعضهم يشير بعلامة النصر من فوق المحفات، ويستخدم مسجد أيضا لعلاج الجرحى.

وأظهرت اللقطات جثث جنود قتلى، وجنودا آخرين غيروا ولاءهم، ودبابات استولت عليها المعارضة المسلحة.

وتنفي الحكومة استخدام القوة العسكرية المتعمدة ضد المدنيين، ويقول مسؤولون إن المقاتلين في الزاوية ينتمون للقاعدة، وإن قوات الامن تستخدم الحد الأدنى من القوة اللازمة لهزيمتهم.

شهود عيان: قوات القذافي لن تتمكن من دخول الزاوية لأن الثوار في كل مكان، والسكان لا يملكون إلا القتال

وقال مقيم آخر في الزاوية، رفض نشر اسمه، أن القوات الموالية للقذافي نشرت قناصة على طول الطريق خارج البلدة، وأنها تطلق النار على المسافرين على هذا الطريق، وأضاف: "هم (قوات القذافي) لن يدخلوا البلدة، الثوار في كل مكان."

وقال مهاجر غاني كان يعيش في الزاوية، إنه استطاع الخروج في العاشرة من صباح يوم الثلاثاء (الثامنة بتوقيت جرينتش) وتوجه إلى تونس.

وقال بعد عبور الحدود إلى تونس: " قوات المعارضة في الشوارع تدعو الناس عبر مكبرات الصوت للمساعدة في الدفاع عن البلدة."

وقال ليبي يعيش في المنفى، إنه تمكن من الاتصال بصديق في المدينة يوم الثلاثاء، وصف مشاهد القتال هناك في محادثة قصيرة.

وقال: "صديقي قال إن الأوضاع بائسة، ووصف قوات القذافي بأنها تحاول تدمير المدينة.. العديد من المباني دمرت بالكامل، بما في ذلك المستشفيات وخطوط الكهرباء ومولدات الطاقة."

وأضاف: "الناس لا يمكنهم الهرب لأن البلدة محاصرة.. لا يمكنهم الهرب.. كل الذين يمكنهم القتال، يقاتلون بمن فيهم المراهقون.. الأطفال والنساء يختبئون."

وأضاف: "حاولوا إجلاءهم.. دباباتهم (قوات القذافي) في كل مكان تطلق النار.. والثوار يصدون.. جيش القذافي لا يسيطر على الأمور.. والقتال مستمر."

ومنع المراسلون من دخول الزاوية والمدن الأخرى بالقرب من العاصمة بدون حراسة رسمية، واحتجزت السلطات بعض الصحفيين الذين حاولوا الوصول إلى المدينة بمفردهم.

التعليقات