«ويكيليكس»: خلافات آل سعود الداخلية أكبر خطر على نظامهم

تظهر برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة عبر موقع «ويكيليكس» أن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، المرشح المرجح لمنصب ملكي رفيع قد يكون في منصبه محافظا بدرجة أقل من التي تشير إليها الصورة العامة.

«ويكيليكس»: خلافات آل سعود الداخلية أكبر خطر على نظامهم

تظهر برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة عبر موقع «ويكيليكس» أن وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز، المرشح المرجح لمنصب ملكي رفيع قد يكون في منصبه محافظا بدرجة أقل من التي تشير إليها الصورة العامة.

 

وتحمل البرقيات التي حصل «ويكيليكس» على نسخة منها واطلعت وكالة «رويترز» عليها تعليقات عن القواعد والمرشحين لخلافة الملك عبد الله (87 عاما) بافتراض أن ولي العهد الحالي الأصغر قليلا، والذي يعاني أيضا من مشاكل صحية لن يظل ملكا لفترة طويلة إذا تولى العرش. والبرقيات مؤرخة في فترة سابقة لمرض الملك الذي أعلن عنه في الآونة الأخيرة.

 

وتظهر برقية مؤرخة في أكتوبر/ تشرين الأول 2009 أن الامير نايف وعمره نحو 76 عاما هو "حاليا المرشح الأبرز ليكون ولي العهد المنتظر"، وينظر إليه على نطاق واسع على أنه أكثر ميلا للمحافظة اجتماعيا ودينيا من الملك الذي شملت جهوده للإصلاح التعليم والقضاء وإقامة دولة حديثة من خلال محاولة تخفيف سيطرة رجال الدين على المجتمع، غير أن اعتلال صحته أضعف الزخم لهذه الإصلاحات.

 

وفي برقية مؤرخة في مارس/ آذار 2009 بشأن ترقية الأمير نايف لمنصب النائب الثاني لرئيس الوزراء إلى أن نايف "يقال عنه كثيرا انه مؤمن بشدة بالقومية العربية ويتشكك في العلاقات مع الولايات المتحدة". وتقول أيضا إن الحكومة الأمريكية "تمتع بعلاقة مؤسسية ممتازة واخذة في الاتساع مع وزارة الداخلية" ما كان يمكن أن تقيمها لولا "الدعم الكامل" من قبل نايف.

 

وتعيين الامير نايف كنائب ثان لرئيس الوزراء مقدمة تقليدية لاحتمال أن يصبح وليا للعهد، وقد تم تصوير هذه الخطوة للدبلوماسيين الأمريكيين في ذلك الحين على أنها خطوة إدارية بحتة لضمان الاستمرارية في حالة سفر الملك عبد الله خارج البلاد، لكن البرقية تستشهد بقول شخص على صلة بالسفارة الأمريكية "كانت هناك صفقة مئة في المئة".

 

وأثار الأمير نايف الدهشة في الخارج بعد هجمات 11 سبتمبر/ ايلول 2001 على الولايات المتحدة حين نفى أن الخاطفين كان منهم سعوديون، مشيرا إلى أن يهودا يقفون وراء الهجمات وعلق التعاون مع أجهزة الأمن الغربية، وساند هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي يجوب أعضاؤها الشوارع ليضمنوا عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، الذين ليست بينهم صلة قرابة وإغلاق المتاجر في مواعيد الصلاة.

 

وتقول البرقية انه كان لغزا دوما لكن "تصرفاته لا تعزز نظرية أنه رجعي أو يعمل ضد الملك".

 

وتضيف البرقية: "في حين ينظر إلى نايف على نطاق واسع على أنه محافظ، فإن ذلك ليس مستغربا على وزير مهمته الأساسية الحفاظ على القانون والنظام". وقالت: "معظم المراقبين كانوا يعتبرون ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله أكثر ميلا للمحافظة والرجعية مما تبين فيما بعد حين أصبح ملكا".

 

وتشير البرقية الى أن من المرجح أن يتضح أن الامير نايف "براغماتي يتجنب الإيديولوجية وساند جهود الملك لمكافحة الإرهاب والأيديولوجيات المتشددة". ومنذ أصبح نائبا ثانيا لرئيس الوزراء وسع الأمير نايف قاعدة نفوذه لتتجاوز قطاع الأمن وتشمل مجالات أخرى مثل التضخم أو السياسة الخارجية.

 

وترصد مجموعة من البرقيات على مدى سنوات التوترات والتنافس على السلطة بين الأمراء السعوديين. وتفصل برقية مؤرخة في فبراير/ شباط 2007 كيف تحول الأمير سلطان، ولي العهد، من علاقة عدائية في ما يبدو مع الملك إلى مناصر له. وأفاد تقرير بأنه أبلغ أخوته بأن تحدي الملك "خط أحمر لن يتجاوزه"، وقالت إن "آل سعود حزب سياسي بالإضافة الى كونها عائلة. وكما هو حال أي حزب سياسي هناك دائما خصومات داخلية وخلافات سياسية".

 

وخلصت البرقية إلى أن "الصراع داخل العائلة كان وسيظل اكبر تهديد محتمل لاستقرار النظام في السعودية".

 

وتركز برقيات مؤرخة بتواريخ احدث وبشكل مطرد على قواعد الخلافة في المملكة العربية السعودية، والتي تغيرت عام 2006 حين أنشئت هيئة البيعة التي تألفت من اكثر من 30 ابن وحفيد للملك عبد العزيز الذي أسس المملكة عام 1932 .

 

وفيما مضى كانت الخلافة تجري على أساس الأكبر سنا. لكن المجلس يستطيع أن يرفض اختيار الملك لولي العهد ويقترح مرشحا غيره.

 

وتقدم البرقيات النظام الجديد على أنه إطار عمل مرحب به لتضييق الهوة بين الأجيال.

 

وتقول برقية مؤرخة في أكتوبر تشرين/ الأول 2009: "على الرغم من أن هيئة البيعة التي أنشئت عام 2006 يستشهد بها دوما كجزء من الإصلاحات التي قام بها الملك عبد الله، فإنها تضع قالبا للممارسات التقليدية للأسرة في اختيار خليفة مع العديد من التعديلات للتعامل مع مشاكل مثل عجز الملك أو ولي العهد".

 

وتضيف البرقية أن هناك بين أصغر أبناء الملك والجيل التالي "هوة من عدم اليقين تهدف هيئة البيعة إلى تضييقها". وتقول "من المرجح أن تتمخض هذه الالية عن خلفاء لسلطان ونايف وما بعدهما".

التعليقات