مخاوف من سيطرة كتائب القذافي على الحدود في الشرق وتجويع مدنه، وسكان طبرق يتوعدون بالقتال حتى الموت لمنع ذلك

يخشى الليبيون في طبرق، أن تحاول قوات الزعيم معمر القذافي السيطرة على مدينتهم، كي تقطع طرق امدادات الغذاء عن بقية شرق ليبيا، الذي يسيطر عليه المعارضون.

مخاوف من سيطرة كتائب القذافي على الحدود في الشرق وتجويع مدنه، وسكان طبرق يتوعدون بالقتال حتى الموت لمنع ذلك

يخشى الليبيون في طبرق، أن تحاول قوات الزعيم معمر القذافي السيطرة على مدينتهم، كي تقطع طرق امدادات الغذاء عن بقية شرق ليبيا، الذي يسيطر عليه المعارضون.

وتقع طبرق على الطريق الرئيسي الساحلي المؤدي إلى مصر، ويقول الأهالي إنه بينما تخشى كثير من السفن الأجنبية من الرسو في الموانئ الشرقية تحسبا للمخاطر الأمنية، فإن كثيرا من امدادات الغذاء والامدادات الطبية، تصل إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة برا عبر طبرق.

وبدأت قوات القذافي يوم الأحد، قصف أجدابيا، وهي ممر استراتيجي للمناطق الواقعة إلى الشرق، ويوجد طريق صحراوي سالك طوله 400 كيلومتر يؤدي إلى طبرق.

ويذيع التلفزيون الحكومي الليبي رسائل مفادها أن البلدات والمدن الشرقية "تحررت أو ستتحرر"، من قبضة من يسميهم "العصابات المسلحة، ومن يستلهمون نهج القاعدة."

وقال ياسين بلطية، وهو جندي سابق من طبرق: "إذا استولى على أجدابيا لن تكون محطته التالية بنغازي، ولكن طبرق، حتى يتسنى له السيطرة على المدينة.. إنه يريد إغلاق الحدود، ويحرمنا من الغذاء ويجعلنا نعاني."

وسقطت المناطق الشرقية بسرعة بيد الثوار بعد اندلاع الاحتجاجات في منتصف فبراير/شباط، وحتى بعد ذلك التاريخ كان النفط يحمل لناقلات النفط من ميناء طبرق، وقد تحدثت المعارضة عن بيع النفط بصورة مستقلة عن شركة النفط الحكومية التي مقرها طرابلس.

استعدادات عسكرية داخل طبرق تحسبا من أي هجوم عليها من كتائب القذافي

وكما هو الحال مع المدن الأخرى التي يسيطر عليها الثوار بعيدا عن جبهة القتال، هناك بعض المؤشرات الواضحة على وجود استعدادات عسكرية داخل المدينة، رغم وجود قاعدة عسكرية في وسط طبرق.

ويقول الأهالي إن جيش الثورة يجري استعدادات على أطراف المدينة، ولكن لا أثر لأي قوات على مسافة عدة كيلومترات على الطريق الخارج من طبرق، والذي يؤدي إلى أجدابيا مباشرة.

وقال صلاح العوكلي، الذي يساعد في تنظيم امدادات الغذاء في طبرق: "بالطبع هناك استعدادات من جانب الجيش والمتمردين تحسبا لأي احتمال.. جيش (الثورة) حكيم ولدينا ثقة كاملة فيه."  

لكن التقدم السريع لقوات القذافي في بلدتي السدر وراس لانوف وصولا إلى البريقة، أثار التوتر في مختلف أنحاء المنطقة بما فيها طبرق.

التلفزيون الحكومي يعلن سيطرة كتائب القذافي على طبرق، وشهود ووكالات الانباء ينفون ذلك

وأضاف التلفزيون الحكومي المزيد من التوتر السائد في الشرق، بإذاعة تقارير بأن طبرق باتت الآن في قبضة الحكومة، وهذا غير صحيح.

 

 

ونفى يوسف الزرق (34 عاما)، وهو متطوع في مجال المعونة الغذائية هذه الشائعات بوصفها سياسة ترويع، وقال إن أنصار القذافي "يرون منطقة لا أحد فيها، فيرفعون العلم الأخضر ويصورونه، لم نر أيا من هذه الأعلام، هذه حرب نفسية."

وقال مدنيون إنهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم، ولكنهم يأملون في الحصول على المساعدة من الخارج، وكثير من هؤلاء محبطون من أن الغرب لم يطبق حظر الطيران الذي يريده الثوار الليبيون.

وقال أحد المقيمين في طبرق وفقا لرويترز، أفاد بأن اسمه واعر: "سنقاتل حتى الموت، لكننا واثقون من أنه إذا دخلت قواته طبرق فستكون هناك مذبحة.. هو لن يدع أي طفل رضيع أو أي رجل مسالم، سيقتلوننا جميعا ويغتصبون نساءنا، في هذه المدينة لا نملك إلا سكاكين وعصيا للدفاع عن أنفسنا."

إمدادات غذائية وطبية تدخل من مصر، تجعل شرق ليبيا قادرا على الصمود أمام هجومات كتائب القذافي

وبينما كان واعر يتحدث، علا صوت عبر مكبر للصوت مثبت فوق مبنى في الميدان الرئيسي في طبرق، مناشدا المساعدة في إنزال شحنة مساعدات مؤلفة من 22 شاحنة، وصلت للتو من مدينة مرسى مطروح المصرية.

وفي متاجر بيع الغذاء في المدينة، أنزل متطوعون مصريون وليبيون أكياس المعونات الغذائية، كما جاءت الشاحنات أيضا بإمدادات طبية.

وقال متطوعون إن جزءا كبيرا من المعونة جاء من دول كقطر ومن الليبيين في الخارج، وجميعها تقريبا وصل عن طريق مصر، وفي مصر توجد حملة عامة تدعو المصريين لتقديم المال والطعام تمهيدا لإرسالها.

وقال محمد فوزي أبو ذكر (23 عاما)، وهو صيدلي مصري: "الناس في مختلف أنحاء مصر قدموا الغذاء مجانا.. قال شيخ للمصلين في مسجد بمرسى مطروح إن علينا أن نساعد الشعب الليبي."

وسادت روح التفاؤل والتحدي في مستودع الغذاء، وأطلق الشبان نيران سلاح آلي في الهواء، بينما لوح شبان على إحدى الشاحنات بقبضاتهم في الهواء.

وكان المسنون في طبرق أكثر قلقا، وقالوا إنهم يخشون أن يجعل القذافي المدن المعارضة تدفع الثمن، على الرغم من أن التلفزيون الحكومي قال إنه سيعفو عن الجنود المنشقين الذين يعاودون الانضمام إلى صفوف الجيش، وأصدر مناشدات لأهالي شرق ليبيا بتجنب "القتال والفتنة".

التعليقات