قصف رادرات الدفاع الجوي التابعة للقذافي، والحلفاء يقولون إنه ما من اتصال رسمي بينهم وبين الثورة

الثوار: هدفنا الاستيلاء على طرابلس وطرد معمر القذافي / متحدث باسم الثوار: تسلمنا عتادا عسكريا من دول صديقة / مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة تتوقع الاستمرار في تحلم عبء الإمداد والتموين والمراقبة

قصف رادرات الدفاع الجوي التابعة للقذافي، والحلفاء يقولون إنه ما من اتصال رسمي بينهم وبين الثورة

قالت قناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية بعد منتصف ليل الاثنين، إن قوات التحالف الدولي ضربت منشآت الرادار في قاعدتين للدفاع الجوي التابعة للقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي، وأضافت قولها إن القاعدتين تقعان إلى الشرق من معقل الثورة المسلحة في بنغازي.

ويأتي هذا النبأ بعد نشر تقارير إعلامية نقلت عن شهود عيان أن بلدة الزنتان بغرب ليبيا، تعرضت لقصف مدفعي كثيف من قوات القذافي في ساعات متأخرة من الاثنين، مما أجبر السكان على الهرب، وأن بعضهم لجأ إلى كهوف في المنطقة الجبلية.

وقال عبد الرحمن ضو من الزنتان وفقا لرويترز: "دمرت عدة منازل، وسقطت مئذنة مسجد أيضا، وأرسلت قوات جديدة اليوم لمحاصرة المدينة، ويوجد الآن ما لا يقل عن 40 دبابة في سفوح الجبال القريبة من الزنتان."

وقال الصحفي السويسري جيتان فاناي إن ما شهدته الزنتان من قصف كان الأشد الذي تشهده البلدة في ثلاثة أيام، وقال: "اليوم بدأت هذه المعركة الضارية على الجبهة الشرقية، واختبأت النساء والأطفال في الكهوف في الغابات."

الثوار: هدفنا الاستيلاء على طرابلس وطرد معمر القذافي

هذا وقال الثوار الليبيون في وقت سابق اليوم، إنهم يهدفون إلى الاستيلاء على العاصمة طرابلس وطرد معمر القذافي، وقد رحبوا بالإجراء الدولي، لكنهم رفضوا تدخل قوات برية أجنبية في الحرب، واستبعد مسؤول كبير في المجلس الوطني الانتقالي المتمركز في مدينة بنغازي إجراء مفاوضات مع القذافي لإيجاد حل للانتفاضة ضد حكمه السلطوي.

وقال المسؤول عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي، إن الثورة هي الطرف الظافر حاليا، وإن تضييق الخناق على نظام القذافي يعني أن ثمار الثورة ستظهر تقريبا، وأن نهاية نظام القذافي باتت دانية، وقال إن الناس في طرابلس والمدن الغربية الأخرى مستعدون للثورة ضد القذافي.

ولكن لم يتضح مدى قوة واستعداد وتنسيق جيش الثوار، والذي يتألف من قوات نظامية انشقت على نظام القذافي، ومتطوعين يعملون على الأرجح بشكل مستقل.

متحدث باسم الثوار: ننسق مع القوى الدولية لتحديد مواقع القذافي ولتجنيب الثوار القصف

وقال أحمد الحاسي، المتحدث باسم ائتلاف 17 فبراير، إن هدف الثوار لا يزال السيطرة على العاصمة طرابلس، ولكنهم يريدون تحقيق ذلك دون شن هجوم أجنبي بري.

وأضاف: "مقاتلونا عند مداخل أجدابيا ويفتشون عن إرهابييه (القذافي)، وقريبا ستكون آمنة، سنذهب حتى طرابلس لإسقاط النظام."

وتقع أجدابيا على بعد نحو 150 كيلومترا إلى الجنوب من بنغازي، وكانت آخر بلدة يسيطر عليها الثوار في الشرق تقع في أيدي قوات القذافي قبل الهجوم الفاشل على بنغازي، وما لحقه من تقهقر، وقال الحاسي إن قيادات الثورة قامت بالتنسيق مع القوى الدولية فيما يتعلق بالضربات الجوية.

وتابع: "هناك صلة بيننا، أولا لتحديد مواقع قوات القذافي، وثانيا لتحديد مواقع مقاتلينا حتى لا يصابوا في القصف."

غير أن السؤال المهم الآن هو ما إذا كانت القوى الدولية مستعدة للذهاب إلى أبعد من مجرد الاجراءات الدفاعية لحماية المدنيين، وهو التفويض الظاهري، أم أنها ستدعم الثوار أثناء تقدمهم.

وقال الحاسي: "لا نطلب من الحلفاء تحديد مواقع قوات القذافي حتى يساعدونا على التقدم، نقول لهم أن يستهدفوها حين تحاول دخول المدينة."

وخلال مؤتمر صحفي عقد في وقت لاحق، كان غوقة أكثر غموضا، وقال إنه إذا كانت قوات القذافي وآلياته المدرعة تهدد مدينة ما، فإن من المشروع تدخل القوات الاجنبية، وتابع أن قوات التحالف ستمهد الساحة بالضربات الجوية، وبعد ذلك تتقدم قوات الثورة المسلحة، واستبعد أيضا التفاوض مع القذافي لإنهاء الحرب.

وقال إن مقاتلي الثورة المسلحة يخوضون حاليا حرب استنزاف فرضها القذافي عليهم، ولهذا فهم يرفضون التفاوض معه، مضيفا أنه مطلوب دوليا كمجرم حرب، وسيحاكم على أعمال الابادة الجماعية التي ارتكبها ضد شعبه.

متحدث باسم الثوار: تسلمنا عتادا عسكريا من دول صديقة

ومضى غوقة يقول إن الثوار تسلموا عتادا عسكريا خفيفا وأجهزة اتصالات من "دول صديقة"، وقد رفض الكشف عن هوية هذه الدول، واكتفى بأن منها بعض الدول المجاورة، وأخرى تقع على مسافة بعيدة.

وسترسل قيادة الثورة وفدا ليجتمع مع مسؤولي جامعة الدول العربية، الذين بعد أن أيدوا في بادئ الأمر التدخل الاجنبي، عبروا عن قلقهم من الخسائر بين صفوف المدنيين، وقالت قيادة الثورة إن الوفد سيبلغهم بأن الثورة تؤيد الضربات الاجنبية.

هذا وظلت أجواء التوتر سائدة في بنغازي يوم الاثنين، رغم صد قوات القذافي وتقهقرها، وقد أقيمت جنازات للأشخاص الذين سقطوا قتلى في معارك يوم السبت، وظلت المتاجر والبنوك والمدارس مغلقة، وتمركز الشبان عند نقاط التفتيش في العديد من الشوارع ومفترقات الطرق، وكان بعضها مجرد مجموعة من المقاعد البلاستيكية، أو علب طلاء فارغة، وتجول مقاتلون مسلحون ببنادق آلية حول مقر الثورة وفي الشوارع.

وأدى قتال استمر 40 دقيقة أمام أحد الفنادق بوسط المدينة ليل الأحد، إلى زيادة المخاوف من أن الموالين للقذافي ما زالوا يعملون هناك.

وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الامريكية في وقت سابق الاثنين، إن الضربات الجوية شلت القدرة العسكرية لمعمر القذافي، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها ستبقى على مبعدة من الثورة الليبية المسلحة، مع سعيها لتجنب الغرق في صراع أهلي فوضوي.

الجنرال كارتر هام: "ما من اتصال رسمي مع أعضاء المعارضة المزعومة التي تقاتل القذافي"

وقال الجنرال كارتر هام، القائد الامريكي لتحالف متعدد الجنسيات ضد القذافي، إن القوات الامريكية والقوات الأخرى لا تقدم دعما جويا عن كثب لجماعات الثوار.

وقال هام للصحفيين في البنتاجون: "مهمتنا ليست دعم أي قوى معارضة، لذا لا يوجد اتصال رسمي مع أعضاء هذه المعارضة المزعومة التي تقاوم القوات البرية للنظام."

ومع مرور الأيام سيكون أقل احتمالا على ما يبدو أن يكون بمقدور الولايات المتحدة نقل السيطرة على العملية سريعا ألى دولة أخرى، إلى أن تتمكن قوات التحالف من تعطيل دفاعات القذافي وقواته البرية بصورة حاسمة، وتضمن قدرة الطيارين على تطبيق منطقة الحظر الجوي.

ومما يصعب من تحقيق رغبة إدارة أوباما الملحة في تجنب تحمل المسؤولية عن صراع آخر في الشرق الأوسط، استمرار تحدي القذافي والانقسامات داخل حلف شمال الأطلسي بشأن الدور المناسب للحلف في الحملة الليبية.

ويشير مسؤولون أمريكيون إلى أن الحلف قد يساعد في إدارة العملية بدون الاضطلاع رسميا بالمسؤولية عنها.

مسؤول أمريكي: الولايات المتحدة  تتوقع الاستمرار في تحلم عبء الإمداد والتموين والمراقبة

وقال مسؤول عسكري امريكي كبير شريطة عدم نشر اسمه، إنه في حين تأمل الولايات المتحدة تسليم القيادة فور انتهاء الضربات الأولية، فإنها تتوقع أن تستمر في تحمل عبء الأمور المتعلقة بالإمداد والنقل والتموين والمراقبة.

وأضاف: "الأمر ليس مجرد وجه بريطاني أو فرنسي على عملية أمريكية، إنها عملية ائتلافية حقا."

لكن أندرو جيه بيسفيتش، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة بوسطن، قال إنه سيكون من الصعب تحمل هيكل قيادة متعدد الجنسيات "يوضع على عجل" لعملية ناشئة.

وتابع قائلا: "إذا كان ذلك ما يجري محاولة فعله، فربما يستغرق التسليم حينئذ وقتا أطول مما توده إدارة أوباما."

التعليقات