الأسد يقر بوجود إضطرابات و"مؤامرة" و"البقاء دون اصلاحات مدمر"

بعد أسبوعين من انطلاق الاحتجاجات في بلدة درعا السورية ومناطق أخرى، ألقى الرئيس السوري، بشار الأسد، ظهر اليوم خطاباً أمام مجلس الشعب، أقر فيه بوجود «اضطرابات» في سوريا، وعزاها إلى «وجود مؤامرة» إسرائيلية تستهدف استقرار سوريا تستند إلى ثلاثة عناصر «الفتنة والإصلاحات والحاجات اليومية»

الأسد يقر بوجود إضطرابات و

بعد أسبوعين من انطلاق الاحتجاجات في بلدة درعا السورية ومناطق أخرى، ألقى الرئيس السوري، بشار الأسد، ظهر اليوم خطاباً أمام مجلس الشعب، أقر فيه بوجود «اضطرابات» في سوريا، وعزاها  إلى «وجود مؤامرة» إسرائيلية تستهدف استقرار سوريا تستند إلى ثلاثة عناصر «الفتنة والإصلاحات والحاجات اليومية»، داعياً إلى مواجهتها بمزيد من «الوعي الشعبي» لتحويل الأزمة من أمر «سلبي» إلى أمر «إيجابي» لسوريا وتعزيز «مناعتها وقوتها»، مؤكداً أنّ معظم المحتجين ليسوا متآمرين وأن معظم الشعب السوري يدعو إلى الإصلاح وأن المتآمرين قلة، لافتاً إلى أن القيادة القطرية اتخذت في العام 2005 قرارات بالإصلاح سيتم الإسراع بتنفيذها، وقال «نسرع ولا نتسرع» و«نتقدم إلى الأمام ولا نهرب إلى الأمام»، وخلص إلى أن البقاء من دون إصلاحات مدمر للبلد.

وأستهل الأسد خطابه بالقول: «أخاطب عبركم أبناء سورية الأعزاء.. سورية التي تنبض في قلب كل واحد فينا حبا وكرامة.. سورية القلعة الحصينة بتلاحمها العظيمة بأمجادها الشامخة بشعبها في كل محافظة في كل مدينة في كل بلدة وقرية. أتحدث اليكم بلحظة استثنائية تبدو الأحداث والتطورات فيها كامتحان لوحدتنا ولغيرتنا وهو امتحان تشاء الظروف ان يتكرر كل حين بفعل المؤامرات المتصلة على هذا الوطن وتشاء إرادتنا وتكاتفنا وإرادة الله ان ننجح في مواجهته كل مرة نجاحا باهرا يزيدنا قوة ومنعة».

 وقال إن  ما حصل في الساحة العربية يعزز وجهة النظر السورية من زاوية هامة جدا ويعبر عن إجماع شعبي وعندما يكون هناك إجماع شعبي يجب أن نكون مرتاحين سواء كنا نوافق او لا نوافق على كثير من النقاط. وأضاف: «أنا أعرف تمام المعرفة أن هذه الكلمة ينتظرها الشعب السوري منذ الأسبوع الماضي وأنا تأخرت بإلقائها بشكل مقصود ريثما تكتمل الصورة في ذهني او على الأقل بعض العناوين الأساسية والرئيسية من هذه الصورة لكي يكون هذا الحديث اليوم بعيدا عن الإنشاء العاطفي الذي يريح الناس لكنه لا يبدل ولا يؤثر في الوقت الذي يعمل فيه اعداؤنا كل يوم بشكل منظم وعلمي من أجل ضرب استقرار سورية».

 وأضاف الأسد:«نحن نقر لهم بذكائهم في اختيار الأساليب المتطورة جدا فيما فعلوه ولكننا نقر لهم بغبائهم للاختيار الخاطئ للوطن والشعب حيث لا ينجح هذا النوع من المؤامرات... إن التحولات الكبرى التي تحصل في منطقتنا منذ أشهر هي تحولات كبرى وهامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة من دون استثناء ربما الدول العربية وربما ابعد من ذلك وهذا الشيء يعني سورية من ضمن هذه الدول».

 وأشار إلى أن الشعوب العربية لم تدجن ولم تتبدل في مضمونها فالأعمال لرأب الصدع العربي تصبح أكبر بالنسبة لنا في التحولات الجديدة ان استمرت هذه التحولات في الخط الذي رسمت على المستوى الشعبي كي تحقق أهدافا معينة فيه.

 وقال الأسد: إن سورية ليست بلداً منعزلا عما يحصل في العالم العربي ونحن بلد جزء من هذه المنطقة نتفاعل نؤثر ونتأثر ولكن بنفس الوقت نحن لسنا نسخة عن الدول الأخرى ولا توجد دولة تشبه الأخرى لكن نحن في سورية لدينا خصائص ربما تكون مختلفة أكثر في الوضع الداخلي وفي الوضع الخارجي.

 وأضاف: على الصعيد الداخلي بنينا سياستنا على التطوير وعلى الانفتاح وعلى التواصل المباشر بيني وبين الشعب والمواطنين وبغض النظر عما اذا كان هناك من سلبيات وايجابيات أنا أتحدث عن المبادئ العامة وبغض النظر عما تم انجازه وعما لم ينجز لكن كمبادئ عامة هذه مبادئ السياسة الداخلية. سياسة سورية الخارجية بنيت على أساس التمسك بالحقوق الوطنية والتمسك بالحقوق القومية الاستقلالية ودعم المقاومات العربية عندما يكون هناك احتلال ورابط بين السياستين الداخلية والخارجية كان دائما هو المواطن .

 وقال الأسد: السياستان الداخلية والخارجية لسورية محصلتهما كونت حالة من الوحدة الوطنية في سورية غير المسبوقة وهذه الحالة الوطنية التي تكونت هي التي كانت السبب او الطاقة أو الحامي الأساسي لسورية في المراحل الماضية خاصة في السنوات القليلة الماضية عندما بدأت الضغوط على سورية وتمكنا من خلالها القيام بتفكيك ألغام كبيرة جدا كانت موضوعة في وجه السياسة السورية وتمكنا من خلالها ان نحافظ على موقع سورية المحوري. وأضاف: تمكن سورية من تفكيك ألغام كبيرة جدا وضعت في وجه سياستها والمحافظة على موقعها المحوري لم يدفع الأعداء للاطمئنان.

 وتابع: حفاظ سورية على دورها بمبادئه المرفوضة للآخرين سيدفع الأعداء للتحضير من أجل إضعافه بطريقة اخرى وكنت احذر من النجاحات لأن النجاحات تدفع للاطمئنان والشعور بالأمان. بعد كل نجاح علينا ان نعمل أكثر لكي نحافظ على النجاح ونحمي أنفسنا من اي مؤامرة قد تأتي من الخارج.

 وأشار الأسد إلى أن سورية اليوم تتعرض لمؤامرة كبيرة خيوطها تمتد من دول بعيدة ودول قريبة ولها بعض الخيوط داخل الوطن تعتمد هذه المؤامرة في توقيتها لا في شكلها على ما يحصل في الدول العربية.

وأضاف : هناك صرعة جديدة اليوم هي ثورات بالنسبة لهم ونحن لا نسميها كذلك فهي ليست كذلك هي حالة شعبية بمعظمها ولكن بالنسبة لهم إذا كان هناك شيء يحصل فيكون الغطاء موجودا في سورية ثورة.. هناك ثورة ..هناك إصلاح ..هناك الحرية.. الشعارات.. الوسائل كلها نفسها وبالتالي اذا كان هناك دعاة للإصلاح وكلنا دعاة للإصلاح سنسير معهم من دون ان نعرف ما الذي يجري حقيقة .

 وقال الأسد: المتآمرون هم قلة وهذا شيء بديهي وحتى نحن في الدولة لم نكن نعرف حقيقة مثل كل الناس ..لم نكن نفهم ماالذي حصل حتى بدأت عمليات التخريب بالمنشآت.  نحن مع الإصلاح والحاجات هذا واجب الدولة ولكن نحن لا يمكن أن نكون مع الفتنة فعندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي والوطني ماالذي يحصل أصبحت الأمور سهلة وكان الرد لاحقا من قبل المواطنين أكثر منه من قبل الدولة.

وقال: الدولة انكفأت تجاه مكافحة الفتنة وما حصل وتركت الجواب للمواطنين وهذا ما حقق المعالجة السلمية والسالمة والأمينة والوطنية واعاد الوحدة الوطنية بشكل سريع إلى سورية.

وأضاف الأسد: المتآمرون بدؤوا اولا بالتحريض وبدأ التحريض قبل أسابيع قليلة من الاضطرابات في سورية في الفضائيات والانترنت ولم يحققوا شيئا وانتقلوا بعد الفتنة الى التزوير زوروا المعلومات والصوت والصورة وكل شيء.. اخذوا المحور الآخر المحور الطائفي واعتمدوا على التحريض ورسائل ترسل بالهواتف المحمولة تقول لطائفة انتبهوا من الطائفة الأخرى ستهجم وللطائفة الثانية الطائفة الاولى ستهجم ولكي يعززوا مصداقية هذا الشيء أرسلوا اشخاصا ملثمين يدقون الأبواب على حارتين متجاورتين من طائفتين ليقولوا للأولى الطائفة الثانية أصبحت في الشارع ليتمكنوا من انزال الناس الى الشارع ولكن تمكنا من خلال الفعاليات من درء الفتنة ولكن المتآمرين تدخلوا بالسلاح وبدؤوا بالقتل العشوائي لكي يكون هناك دم وتصعب المعادلة هذه الوسائل. 

 وقال : لم نكتشف بنية المؤامرة كلها بعد.. ظهر جزء منها وكلها بنية منظمة .. هناك مجموعات دعم لها اشخاص في اكثر من محافظة وفي الخارج.. هناك مجموعات إعلام .. هناك مجموعات تزوير وهناك مجموعات شهود العيان هي مجموعات منظمة مسبقا.  وأضاف: نحن أفشلنا الهزيمة هذه الهزيمة الافتراضية المخططة في عام 2005 بالوعي الشعبي اليوم الوضع أصعب لأن انتشار الانترنت أكثر ولأن وسائلهم أحدث ولكن بنفس الوقت الوعي الشعبي الذي رأيناه في هذه المرحلة كان كافيا للرد السريع وعلينا أن نعزز أكثر هذا الوعي الشعبي الوطني لأنه هو الرصيد الذي يحمي سورية في كل مفاصلها.

 وأردف: العلاقة بين الدولة والشعوب ليست علاقة ضغوط.. لاتبنى على الضغوط ..تبنى على حاجات المجتمع وحاجات المجتمع هي حق للمجتمع ومن واجب الدولة ان تستمع لهذه الحاجات وتعمل على تلبية هذه الحاجات.

 وأضاف الأسد: أهل درعا لا يحملون أي مسؤولية فيما حصل ولكنهم يحملون معنا المسؤولية في وأد الفتن ونحن مع درعا وكل المواطنين السوريين معها.  أهل درعا هم أهل الوطنية الصادقة والعروبة الأصيلة وهم أهل النخوة والشهامة والكرامة وهم من سيقومون بتطويق القلة القليلة التي أرادت إثارة الفوضى وتخريب اللحمة الوطنية.

وقال: الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون بها لأنها دماؤنا فالضحايا هم أخوتنا وأهلهم هم أهلنا ومن الضروري أن نقف على الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب وإذا كان الجرح قد نزف فليكن ذلك من أجل ابناء الوطن وليس من اجل تفريقهم من اجل قوة الوطن وليس من اجل ضعفه من اجل ضرب الفتنة وليس من اجل تأجيجها ولنعمل بأقصى سرعة على رأب الجرح لنعيد الوئام لعائلتنا الكبيرة ولنبق المحبة رابطا قويا يجمع بين أبنائنا.

 وقال : نستطيع أن نؤجل أحيانا معاناة معينة قد يسببها قانون الطوارئ أو غيره من القوانين أو الإجراءات الضرورية يعاني منها المواطن ولكن لا نستطيع ان نؤجل معاناة طفل لا يستطيع والده أن يعالجه لأنه لا يمتلك الأموال والدولة لا يوجد لديها هذا الدواء أو هذا العلاج وهذا شيء نتعرض له بشكل مستمر.

وأكد الأسد: لا يوجد عقبات في الإصلاح يوجد تأخير ولا يوجد أحد يعارض الإصلاح ومن يعارضون هم أصحاب المصالح والفساد ولكن الآن لا يوجد عقبات حقيقية واعتقد أن التحدي الآن ما هو نوع الإصلاح الذي نريد أن نصل إليه وبالتالي علينا أن نتجنب إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية التي قد تكون عابرة لكي لا نحصد النتائج العكسية.

 وخلص إلى القول: الأزمات هي حالة إيجابية إن استطعنا ان نسيطر عليها وأن نخرج منها رابحين وسر قوة سورية هو الأزمات الكثيرة التي واجهتها عبر تاريخها وخاصة بعد الاستقلال ما أعطاها المزيد من المناعة والقوة.

التعليقات