قوات القذافي تقصف مصراتة، والحياة في بنغازي تعود إلى طبيعتها بشكل بسيط

قال متحدث باسم الثورة الليبية المسلحة إن قوات معمر القذافي قتلت 18 شخصا في مدينة مصراتة يوم الثلاثاء، وأن القوات الحكومية أطلقت قذائف الدبابات وخاضت مناوشات مع قوات الثورة يوم الأربعاء.

قوات القذافي تقصف مصراتة، والحياة في بنغازي تعود إلى طبيعتها بشكل بسيط

 

قال متحدث باسم الثورة الليبية المسلحة إن قوات معمر القذافي قتلت 18 شخصا في مدينة مصراتة يوم الثلاثاء، وأن القوات الحكومية أطلقت قذائف الدبابات وخاضت مناوشات مع قوات الثورة يوم الأربعاء.

وبين المتحدث أن الحصار الذي كانت قوات القذافي تفرضه على ميناء مصراتة انتهى، مما سمح لسفينتين بتسليم مساعدات انسانية وإجلاء جرحى القتال.

وتعتبر مصراتة ثالث كبرى المدن الليبية، وهي المعقل الوحيد الكبير الباقي للثوار في غرب البلاد، ويقول سكان فيها إنها ظلت عدة أسابيع تحت حصار قوات القذافي، وإن عشرات من سكانها قتلوا.

وقال المتحدث واسمه محمد: "أمس كان يوما صعبا حيث قتل 18 مدنيا"، وكان الثوار قالوا قبل ذلك إن تسعة مدنيين قتلوا خلال اشتباكات يوم الثلاثاء.

دباباة من بقايا قوات القذافي في مصراتة

وأضاف محمد: "وقعت اشتباكات اليوم، تقصف الدبابات المدينة بين الحين والآخر، ما زال القناصة متمركزين في شارع طرابلس بوسط مصراتةلكنه قال إن الجزء الأكبر من القوات الموالية للقذافي لم يتمكن من دخول وسط المدينة، وأضاف "أنهم يطوقونه."

 

 

وأفادت تقارير إعلامية أنه لا يمكن التحقق من مصدر مستقل من صحة التقارير الواردة من مصراتة الواقعة على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، لأن المسؤولين الليبيين يمنعون الصحفيين من العمل بحرية في المدينة.

وعرض التلفزيون الحكومي الليبي في وقت لاحق يوم الأربعاء لقطات قال إنها تذاع مباشرة من مصراتة، وظهر فيها حشد صغير من الرجال المؤيدين للقذافي يهتفون ويلوحون بأعلام.

الأسطول السادس يقصف سفن القذافي التي كانت تحاصر ميناء مصراتة، ويتيح لسفن الامدادات دخوله

قال المتحدث باسم الثورة المسلحة إن حدة النقص في إمدادات الغذاء والدواء خفت بعد رسو سفن مساعدات في الميناء، الذي قال سكان إنه كان تحت حصار فرضته سفن وزوارق خفر السواحل التابعة للقذافي حتى الأسبوع الجاري.

وقال الأسطول السادس الامريكي يوم الثلاثا، إنه هاجم ثلاث سفن ليبية قرب مصراتة لمنعها من إطلاق النار على سفن تجارية في الميناء.

وقال المتحدث باسم الثورة: "الميناء مفتوح تماما الآن، إنه مستعد لاستقبال أي مساعداتوأضاف: "وصلت أمس سفينة من تونس وأخرى من مالطا تحملان أغذية، حملت السفينة التونسية نحو مئة مصاب للعلاج."

ونقل جون دريك، كبير مستشاري المخاطر بشركة" إيه.كي.إي" الأمنية ومقرها بريطانيا، عن مصادر في مصراتة، قولها إنه يمكن السماح بدخول السفن إلى الميناء، لكن الأمر محفوف بالمخاطر بسبب استمرار القتال في المدينة.

وقال: "وصلت سفينة مساعدات إلى الميناء ف نحو الساعة 12:00 بالتوقيت المحلي اليوم، تحمل إمدادات طبية."

وقالت "بي.إي.إم.سي.أو"، أكبر رابطة خاصة لملاك السفن في العالم في مذكرة إرشادية يوم الـربعاء، إن الوضع الامني غير مستقر في ليبيا والمياه المحيطة بها، حيث توجد مخاطر احتمال إصابة السفن بأضرار.

الحياة في بنغازي تعود إلى طبيعتها بشكل ضئيل

من جهة أخرى، فقد أعادت بعض المتاجر فتح أبوابها، وأصبح حاليا بإمكان السكان سحب أموال من البنوك في بنغازي، في إشارة إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة.

غير أن تلك العلامات القليلة على عودة الحياة في المدينة التي تسيطر عليها الثورة المسلحة قد تتلاشى سريعا، بسبب التقدم السريع لقوات معمر القذافي شرقا.

ويكافح الثوارالذين شكلوا حكومة انتقالية في ثاني أكبر مدن البلاد، لإبقاء الاقتصاد الذي يعتمد على النفط قائما، خاصة مع اضطرار مزيد من الأسر للفرار إليها من المعارك الدائرة في بلدات تقع إلى الغرب مع تقدم قوات القذافي.

آثار العمليات العسكرية في مصراتة

وقال سائق سيارة أجرة يدعى وليد علي (32 عاما): "الاقتصاد الليبي.. لا يوجد اقتصاد ليبي منذ زمن"، وأضاف: "عمري 32 عاما، ولا أملك منزلا ولست متزوجا، لا أقدر على التكاليف، لكني لا أريد المال.. أشعر بسلام الآن.. هناك حرية."

وتسبب النزوح الجماعي للمغتربين بسبب المجازر والمعارك إلى ترك مصانع بنغازي خاوية وقوارب الصيد متوقفة عن العمل، وأعمال البناء غير مكتملة، في الوقت الذي يواجه فيه الثوار تعقيدات في بيع النفط، الذي يشكل شريان الحياة الاقتصادية لهم من الموانئ التي تخضع لسيطرتهم.

الثورة تقوم بصرف رواتب لموظفي حكومتها، وتفتح البنوك أمام الليبيين لسحب الأموال

وقال علي ترهوني، المسؤول عن الشؤون المالية والاقتصادية والنفطية في الحكومة الانتقالية، إن أولوية هذه الحكومة هي توفير الغذاء والوقود والدواء وغيرها من السلع.

وأضاف أن فرع البنك المركزي في بنغازي والبنوك الأخرى تملك أموالا، وأن الموظفين الحكوميين في المناطق الشرقية التي تحت سيطرة الثورة يحصلون على رواتب تصل إلى 700 دينار (410 دولارات) شهريا، ويمكن للسكان سحب ما يصل إلى 700 دينار شهريا من حساباتهم المصرفية.

وتابع ترهوني يقول، إن الثوار يحاولون الحصول على خطوط ائتمان من الخارج، لكنهم معطلون بسبب ضعف الاتصالات، لا سيما بالنظر إلى تعقيدات الاتفاقات اللازمة، قال: "نحن في وضع أفضل كثيرا هذا الأسبوع مما كنت أعتقد قبل بضعة أسابيع، أعتقد أننا نقترب، المشكلة ليست في الوصول إلى الائتمان، إنها في الأساس السعي النشط وراءه وإنجاز التفاصيل."

وأضاف ترهوني أن الأمر سيستغرق أسبوعين إلى ثلاثة لسد النقص في الكهرباء والبنزين في كثير من المناطق الشرقية.

عداوة بنغازي التاريخية للقذافي حرمت أهلها من العائدات النفطية، وعرضت أهلها للتنكيل الدائم

ويقول سكان في بنغازي إن المدينة، وهي مهد الثورة الشعبية على القذافي، حرمت من أغلب الثروة النفطية التي أنفقها القذافي بسبب عداوتها الطويلة له.

ويتحدث سكان عن عمليات انتقام دموي قامت بها اللجان الثورية التابعة للقذافي ضد شخصيات معارضة في بنغازي، ونشطاء طلابيين، حيث أعدم البعض دون محاكمة في الشارع، أو في استادات رياضية، ليكونوا عبرة للآخرين المعارضين " للقائد الأخ"، ويقولون إن القذافي دمر السوق القديمة في المدينة خلال حملة في الثمانينات.

بنغازي تحاول العودة إلى طبيعتها

وتضررت بنغازي بشدة برحيل كثير من العمال المصريين، والصينيين، والبنجلاديشيين، والبريطانيين، والأتراك، وغيرهم من المغتربين الذين كانوا يعملون في قطاعي الإشاء والنفط.

وقال سديري رضا، وهو تونسي يمتلك متجرا للملابس في بنغازي: "رحل كل من كانوا يعملون هنا، التونسيون والمغاربة والمصريون، لم يعد هناك سوى قلة من الليبيين، وحتى الليبيون لا يملكون أموالا الآن."

هذا ولا يزال كثير من المصانع، ومشروعات البناء، والمطاعم، والمخابز، ومتاجر البقالة، وغيرها مغلقا.

وقال محمود سالم (19 عاما)، في متجر للملابس في بنغازي: "البنوك مغلقة، لا توجد أي أموال، نقترب من نهاية الشهر، بعض الناس لا يزالون يشترون، لكن ليسوا كثيرين."

وأضاف: "أعتقد أنه حالما تكون ليبيا حرة، بدون القذافي، سيكون الوضع جيدا للغاية، لا نريد سوى أن يرحل القذافي."

تعقيدات في عملية بيع النفط الذي تسيطر عليه الثورة شرقا

وستكون القدرة على بيع النفط عاملا رئيسيا في إنعاش الاقتصاد، لكن إنتاج الخام في المناطق الشرقية التي تسيطر عليها الثورة مستقر عند نحو ربع مستواه في الأحوال الطبيعية، والبالغ نحو 425 ألف برميل يوميا.

وتوقفت صادرات الخام من الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكن الثوار يأملون في استئناف التصدير قريبا.

ويقولون إن قطر وافقت على تسويق النفط المنتج من الحقول الليبية الشرقية، التي لم تعد تحت سيطرة القذافي.

وأعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لبيع النفط من المناطق التي تسيطر عليها الثورة، لكن خبراء يقولون إنه يتعين على الثورة إقامة خطوط سيطرة واضحة، ونظم للسداد لا تشارك فيها المؤسسة الوطنية للنفط، أو البنك المركزي، أو أي كيان حكومي آخر يخضع للعقوبات الدولية.

ويقول المعارضون إنهم يريدون ليبيا موحدة، عاصمتها طرابلس، لكنهم يتكيفون حاليا مع عزلتهم المؤقتة.

وفصل مهندسو اتصالات محليون شبكة اتصالات الهاتف المحمول لشركة ليبيانا المملوكة للدولة، وأطلقوا خدمة منفصلة في الشرق، والخدمة تعمل، لكن الاتصالات متقطعة.

 


التعليقات