الأطلسي يفتح تحقيقا حول قصف مقاتلاته لمجموعة من الثوار والمدنيين الليبيين، والمجلس الوطني يعين فريقا لإدارة البلاد

وسارع الحلف الأطلسي الذي تسلم قيادة العمليات العسكرية الخميس، إلى الاعلان أنه "يحقق" في المعلومات التي أشارت إلى هذا الخطأ.

الأطلسي يفتح تحقيقا حول قصف مقاتلاته لمجموعة من الثوار والمدنيين الليبيين، والمجلس الوطني يعين فريقا لإدارة البلاد

عين المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يوم السبت، ما سماه بفريق "الأزمة"، ويضم القائد الجديد لقوات الثورة المسلحة، وهو الفريق الذي سيدير المناطق التي تسيطر عليها الثورة خلال معركتها لإسقاط معمر القذافي.

وقال عبد الحفيظ غوقة، المتحدث باسم المجلس في مؤتمر صحفي، إن الفريق الذي يرأسه محمود جبريل، سيتلقى تعليماته من المجلس الوطني الانتقالي الذي سيظل السلطة السياسية الأعلى في البلاد.

ويتولى عمر الحريري، قيادة القسم العسكري مع اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي، الضابط القديم في جيش القذافي، كرئيس للأركان؛ وقال غوقة إن يونس سوف يتولى شؤون الأركان والعمليات الميدانية.

وانشق يونس الذي كان وزيرا للداخلية عن القذافي في بداية الثورة الليبية في منتصف فبراير / شباط، لكن كثيرين في معسكر الثورةلا يثقون فيه، نظرا لعلاقته السابقة بالقذافي.

ولم يتضح دور خليفة حفتر الذي عين في وقت سابق رئيسا للجيش الجديد، الذي شكلته قيادة المعارضة المسلحة، وقال غوقة إن الثورة ترحب بحفتر، لكنه لم يكن قائدا للجيش، وكان متحدث عسكري باسم المعارضة قد أعلن تولي حفتر القيادة في نفس مقام غوقة قبل أسبوعين، وقال غوقة إن حفتر لا منصب له، وإن الثورة لها جيش واحد يقوده يونس.

وتولى حقيبة الاقتصاد والمالية علي الترهوني، وهو ـكاديمي يقيم في الولايات المتحدة، وكان من قيادات المعارضة البارزة في الخارج، قبل أن يعود إلى ليبيا ليمد يد العون خلال الأزمة، وتحت قيادة الترهوني تنشأ شركة وطنية جديدة للنفط يرأسها وحيد بوقيقيس، وبنك مركزي برئاسة أحمد شريف.

كما أعلنت تعيينات جديدة، من بينها تعيين علي العيسوي للشؤون الخارجية، وجمعة الأسطة للبنية التحتية، ومحمد العلاقي للعدل، ومحمود شمان للإعلام.

وقال مسؤولون في الثورة في وقت سابق، إنهم لا يريدون أن يعتبروا المجلس أو الإدارة حكومة محلية، لكنهم في الوقت نفسه طالبوا المجتمع الدولي بالاعتراف بها كحكومة شرعية، واعترفت فرنسا وقطر بالفعل بهذه الحكومة.

مقتل 13 شخصا بقصف جوي لقوات التحالف، والأطلسي يفتح تحقيقا

من جهة أخرى،  أعلن السبت مسؤول لدى الثوار أن تسعة ثوار وأربعة مدنيين قتلوا مساء الجمعة، في قصف لطائرات الحلف الأطلسي قرب مدينة البريقة (شرق)، أوضح أنه نجم عن "خطأ" ارتكبه الثوار أنفسهم.

وسارع الحلف الأطلسي الذي تسلم قيادة العمليات العسكرية الخميس، إلى الاعلان أنه "يحقق" في المعلومات التي أشارت إلى هذا الخطأ.

وقال عيسى خميس، المسؤول السياسي في أجدابيا، والمكلف بالعلاقات مع الثوار في بنغازي، إن طائرات لقوات الائتلاف فتحت النار على بعد نحو 15 كلم شرق البريقة على موكب يضم خمس أو ست سيارات، بينها سيارة إسعاف.

وقال هذا المسؤول، إن الطيار شاهد رصاصا خطاطا يطلق في الهواء من هذا الموكب، فاعتقد أنه يستهدفه من عناصر تابعين لقوات القذافي، فألقى قنابله عليهم، مما أدى إلى مقتل تسعة عناصر من الثوار، وأربعة مدنيين كانوا في سيارة الإسعاف، هم ثلاثة طلاب طب وسائق، وتبين أن المتمرد الليبي كان يطلق النار في الهواء فرحا بمرور طائرات الحلف الأطلسي في الأجواء.

وأضاف خميس: "حصل خطأ من الثوار، وظن الطيارون أنهم يتعرضون لإطلاق نار فقصفوا موكب السيارات".

من جهته أبدى مصطفى غرياني، المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي، حذرا في تعليقه على الحادثة، وقال إنه "لا يملك بعد تأكيدا" بأن القتلى الـ13 سقطوا بضربة جوية، وأضاف أمام صحافيين في بنغازي: "إن الإصابات الجانبية ممكنة، نحن في حرب، ومستعدون لتحملها، نأسف لسقوط ضحايا".

وفي بروكسل، قال مسؤول في الأطلسي إن الحلف سيتحقق "مما إذا كانت هناك طائرات للأطلسي في أجواء تلك المنطقة في تلك الساعة".

وحصل القصف على الطريق الممتدة بين البريقة وأجدابيا، قبل أو بعد ضربة جوية استهدفت قافلة لسيارات عسكرية تابعة لقوات القذافي، مما أدى إلى سقوط سبعة عناصر من هذه القوات، وتدمير عشر آليات في المنطقة نفسها؛ وتشهد منطقة البريقة معارك شرسة منذ ثلاثة أيام بين القوات الموالية للقذافي والقوات المناهضة له.

 

وعلى الرغم من الحادث الذي وقع مساء الجمعة، دعت قيادة الثورة إلى استمرار الهجمات الجوية ضد قوات القذافي التي صدت تقدما لقوات الثورة على طول الطريق الساحلي السريع، الذي يربط معقلهم في الشرق بغرب ليبيا.

 

الثوار تقدموا نحو البريقة بعد تراجعهم شرقا، وجنود القذافي يختبئون بين المنازل تفاديا للضربات الجوية

وبعد أن أجبر الثوار مطلع هذا الأسبوع على التراجع نحو الشرق تحت ضغط ضربات قوات القذافي، عادوا واستعادوا بعض المواقع مساء الجمعة، مستفيدين من ضربات جوية لقوات التحالف، حتى أن الثوار أكدوا صباح السبت سيطرتهم على البريقة، الأمر الذي لم يتأكد، حيث تواصلت مساء السبت المعارك داخل هذه المدينة.

وحصلت معارك ضارية الأربعاء والخميس حول البريقة، وقال الطبيب عصام أبو حربا، الذي يعمل في مستشفى أجدابيا، إن ثمانية أشخاص من عائلتين قتلوا في قرية العرقوب جنوب البريقة، من دون أن تتضح ملابسات مقتلهم.

إلا أنه أضاف: "الشيء الأكيد أن جنود القذافي يختبئون بين المنازل لتفادي الضربات الجوية"، مضيفا: "اتصلت بالأمس بأحد سكان البريقة، فقال لي إن سيارة بيك آب مليئة بجنود موالين للقذافي أمضت الليل أمام منزله".

وعلى بعد مئات الكيلومترات من البريقة، لا تزال المعارك متواصلة في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، والتي يسيطر عليها الثوار، وتتعرض لقصف عنيف بالمدفعية والدبابات، ويؤكد الثوار أن المعارك في هذه المدينة أوقعت 28 قتيلا خلال ثلاثة أيام.

وبعد أن أبدى رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، مصطفى عبد الجليل، الجمعة، استعداد الثوار الليبيين لاحترام وقف لإطلاق النار، شرط أن توقف قوات القذافي هجومها على المدن التي يسيطر عليها الثوار، وتسمح للمواطنين المقيمين في غرب البلاد بحرية التعبير، رفضت طرابلس هذا العرض.

ومن جانبها شنت قوات التحالف الدولي الجمعة غارات على مواقع حكومية في الخمس، والرجبان في الجبل الغربي، شمال غرب ليبيا، وفق ما أفاد التلفزيون الرسمي.

الجيش الامريكي بدأ يسحب مقاتلاته وصواريخه، والسويد تزيد من مشاركتها في العمليات

هذا وأكد مسؤولون في البنتاغون أن الجيش الاميركي بدأ الجمعة يسحب مقاتلاته وصواريخه من مسرح العمليات العسكرية في ليبيا.

وتريد الولايات المتحدة كما سبق أن أعلنت، الاكتفاء بدور المساندة، بعد أن تولى حلف شمال الأطلسي الخميس قيادة العمليات التي كان يشرف عليها منذ 19 آذار/مارس تحالف تشكله الولايات المتحد، وفرنسا، وبريطانيا.

في هذه الأثناء، أقلعت ثلاث مقاتلات من طراز جي.إيه.إس غريبن، أرسلتها السويد، للمشاركة في عمليات الحلف الأطلسي متوجهة إلى سردينيا، وستشارك على غرار خمس طائرات أخرى من الطراز نفسه، وأخرى من طراز سي-130 هركوليس سويدية، الأحد، في غارات جوية على مواقع لقوات القذافي.

التعليقات